أبو مازن: دول الممانعة والمقاومة أكذوبة تنفع للفضائيات

قال في مهرجان ذكرى عرفات: من لا يريد المبادرة العربية فليحارب ولكن ليس بآخر فلسطيني

TT

اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، أن وصف دول عربية بالدول الممانعة والمقاومة، ليس أكثر من «أكذوبة». وتساءل أبو مازن في كلمة ألقاها في مهرجان في رام الله حضره لإحياء الذكرى السادسة لرحيل الرئيس ياسر عرفات: «ماذا يعنون بدول مقاومة وممانعة أين هي؟».

وكان أبو مازن يغمز في قناة حماس والدول الإقليمية التي تدعمها، حين قال إن لا فروق بين ما تريده حركة حماس وما تريده السلطة بشأن إقامة الدولة الفلسطينية، بل اتهم حماس بقبول دولة مؤقتة في وقت سابق على نصف مساحة الضفة الغربية مع ممر للقدس، مقابل هدنة طويلة، وعقب متهكما: «بنتقابل بعد 15 عاما إذا ظل هناك وطن».

وأضاف: «هم يقولون كل فلسطين أرضنا ونحن نقول (أيضا).. لكن بلاش الحديث عن المقاومة والممانعة، هذه مجرد شعارات تنفع للاستهلاك والفضائيات. بلاش نكذب على بعض نحن فاهمين وهم فاهمين».

وأكد أبو مازن أن السلطة لن تتوانى ولن تيأس في طريق تحقيق المصالحة مع حماس «مهما اصطدمت محاولاتنا بالصد والتشكيك بما يسمى بالفيتو الأميركي المفروض على السلطة».

ودعا أبو مازن حماس إلى أن «تعود إلى رشدها وأن تضع نصب عينيها المصلحة الوطنية لأن فلسطين أغلى بكثير من كل الشعارات وكل الأموال والأجندات» متهما حماس ببيع مواقفها مقابل الأموال الإقليمية.

وأضاف: «علينا أن نفكر ونتحاور فلسطينيا وتكون أهدافنا وبواعثنا فلسطينية، أما إذا خضعنا للأجندات لنكون ورقة في جيب هذا وذاك.. فنحن لا نقبل إلا أن نكون أحرارا في قرارنا وموقفنا».

أما في ما يخص المفاوضات والعلاقة مع إسرائيل، فقد تعهد أبو مازن بعدم التوقيع على اتفاق مع إسرائيل يستثني أي حق من حقوق الشعب الفلسطيني، قائلا: «إن موقف القيادة ثابت، وإنه يتحدى أيا من المزايدين على مواقفها بأن يكون هناك أي تنازل عن أي ثابت منذ عام 1988. وأردف: «نحن على العهد باقون. وأتحدى إن كان هناك أي تنازل واحد منذ 48 لغاية الآن عن أي ثابت من ثوابتنا».

ودافع أبو مازن عن قرار القيادة بالذهاب إلى مجلس الأمن، بقوله: «بالأمس قالوا إنه عندما نريد أن نذهب إلى مجلس الأمن.. سيكون هذا تصرفا أحادي الجانب.. وهم (الإسرائيليون) يقومون كل يوم بعمل أحادي من قتل وهدم وتشريد واقتلاع أشجارنا ولا يقال عمل أحادي الجانب». وشكا أبو مازن من الظلم الواقع على الفلسطينيين قائلا: «لا زال هناك في العالم ظلم ولكننا لا يمكن إلا أن نكون أحرارا في قرارنا». وأرجع أبو مازن سبب الظلم إلى القوة التي تمتلكها إسرائيل، مستخدما مثلا عاميا في وصف الواقع الإسرائيلي يقول: «القوي عايب».

وجدد أبو مازن التأكيد على تنفيذ السلطة لكل التزاماتها منذ عام 1993 (تأسيس السلطة) وقال: «نتحدى الجميع إن كانت إسرائيل نفذت التزاما واحدا منذ ذلك التاريخ».

وخاطب أبو مازن الشعب الإسرائيلي وقادته: «إن صنع السلام أهم من الاستيطان، والسلام الشامل والعادل أغلى من كل شيء، أغلى من الائتلاف الحكومي وأغلى من أفيغدور ليبرمان (وزير الخارجية الإسرائيلي) وأغلى من الرؤى والمصالح الضيقة، فأولادنا وأولادكم لا بد أن يذوقوا طعم التعايش والاستقرار والأمن على قدم المساواة وباحترام متبادل قبل أن تضيع الفرصة».

وتعهد أبو مازن مجددا بأن لا يعترف بيهودية إسرائيل، وقال: إنه «لن يترك لإسرائيل الفرصة لتحقق ما تريد تحقيقه من وراء هذا الشعار». وجدد أبو مازن، الترويج للمبادرة العربية للسلام، واصفا إياها بأنها «فرصة ثمينة» لكنه حذر من أن «بعض العرب بدأوا يتململون ويقولون: اسحبوا هذه المبادرة عن الطاولة». وأضاف مدافعا، «قلنا لهم: إذا لم تكن مبادرة فستكون حربا وإذا تريدون حربا.. فتفضلوا وحاربوا ونحن معكم ولكن الحرب ليست بالفلسطيني - حتى آخر فلسطيني - هذا الشعار انسوه».

وأكد أبو مازن أن السلطة لن «تقف كثيرا أمام تلك المواقف الغامضة من البعض، ولسنا على استعداد للدخول في معارك وهمية أو مناكفات مقيتة، يريد بعض الكتبة الكذبة والأقلام المأجورة أن ننجر لها، لا نعرف أهدافها وبواطنها ولكنها في كل الأحوال أهداف غير بريئة وبواطن عبثية».

وجدد أبو مازن العهد بأن السلطة ستواصل على درب ياسر عرفات في الأرض المقدسة «بإقامة مؤسسات الدولة المستقلة وإرسائها على الصعد كافة وفي كل المناحي، على أسس قوية وشفافة».

وتحدث أبو مازن عن عرفات كرفيق دربه، قائلا: «إنه كان دوما منارا وملهما لا يكل ولا يمل، وشعلة وقّادةً لا تخبو أو تنطفئ، دافعا للأمل في أحلك الظروف ومفجرا للطاقات في أصعب الأوقات». وردد لازمة عرفات: «العهد هو العهد والقسم هو القسم، يرونها بعيدة ونراها قريبة وإنا لصادقون». وهتف عشرات الآلاف في ساحة مقر الرئاسة للرئيس الراحل، ورفعوا صوره وأعلاما فلسطينية ولحركة فتح التي أكدت أن العمل جار للحصول على الدليل الأخير على اغتيال عرفات بالسم. وقال عضو اللجنة المركزية لفتح وابن شقيقة عرفات، ناصر القدوة: «لدينا قناعتنا بذلك منذ البداية، وأكدنا مسؤولية إسرائيل في كل الأحوال، لكننا نريد الدليل الواضح وسنحصل عليه».

واعتذر القدوة عن التأخر في العمل لإنشاء متحف ياسر عرفات بجوار الضريح، مؤكدا أن المتحف الذي بدأ العمل به سيكون جاهزا في الذكرى السابعة لاستشهاد عرفات.

وترفض حماس الإفراج عن مقتنيات الرئيس عرفات التي استولت عليها في أعقاب سيطرتها على غزة، رغم طلب السلطة من أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى التدخل لدى حماس لإعادة المقتنيات لعائلة عرفات.