أيلون يطالب بالاعتراف بحق اليهود العرب اللاجئين لإسرائيل في التعويض

نائب ليبرمان يضع عقدة جديدة في منشار المفاوضات المتعثرة وعملية السلام

TT

قبل أن تهدأ العاصفة التي أثارتها الحكومة الإسرائيلية جراء مشاريعها الاستيطانية في القدس المحتلة والضفة الغربية، خرج نائب وزير الخارجية، داني أيلون، باقتراح جديد يضع بواسطته عقدة جديدة في منشار مفاوضات السلام المتعثرة أصلا. فاقترح أن تضيف إسرائيل شرطا جديدا لا يتحقق السلام من دونه، وهو «الاعتراف الفلسطيني والعربي بأن اليهود الذين هاجروا من الدول العربية إلى إسرائيل، وغالبيتهم أبقوا ممتلكاتهم وملابسهم وأثاث بيوتهم وهربوا، هم أيضا لاجئون يستحقون مثل الفلسطينيين حق التعويض».

وقال أيلون في تصريحات صحافية، الليلة قبل الماضية، إنه بصفته ابن عائلة هاجرت من الجزائر، يفهم أكثر من غيره ذلك الشعور بالغربة وبالقهر، نتيجة لما خلفه من بعده. وطالما أن الفلسطينيين يتمسكون بحق العودة والتعويض، فإن من حق الإسرائيليين أيضا أن ينالوا حقوقهم بالعودة أو التعويض. وكشف الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن أيلون اجتمع مع رئيس مجلس الأمن القومي وكبير مستشاري رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وعرض عليه أفكاره في هذا المجال. ثم اعترف بأن الفكرة الأساسية لاقتراحاته تبلورت في التنظيم اليهودي الأميركي اليميني (جي جي إيه سي)، وأن عدة نشاطات على طريق تجميع المعلومات والوثائق لإحصاء عدد اللاجئين وقيمة خسائرهم، جراء الرحيل من دولهم العربية، تمت بتمويل من هذا التنظيم. كما أن هذا التنظيم يقيم صندوق مساعدات، يمول حاليا قضايا في القضاء لصيانة المقابر اليهودية في الدول العربية، وترميم كنس يهودية في هذه الدول وتأثيثها.

والهدف من دراسة وضع اللاجئين سيكون حصولهم على التعويضات وحسب، بل وضع قضية اللاجئين الفلسطينيين مقابل اللاجئين اليهود، والاستنتاج بالتالي أنه لا يوجد حل لقضية اللاجئين الفلسطينيين، إلا حل التعويض، مثلما لا يوجد حل لقضية اليهود المهاجرين من الدول العربية.

واتفق أيلون وأراد على تشكيل طاقم مهني من الدائرة القضائية في وزارة القضاء ليجري دراسة وتحقيقات حول الموضوع ووضع الأدوات المناسبة لهذا العلاج. وباشر الترويج للفكرة من خلال مقال كتبه ونشره في الموضوع, وقال فيه إن قضية اللاجئين اليهود ستصبح موضوعا أساسيا على طاولة المفاوضات، والموقف الإسرائيلي فيها ينسجم مع الرواية الرسمية التي تقول إن العرب لم يحبوا رؤية يهود في دولهم فطردوهم.

يذكر أن هناك 850 ألف يهودي في إسرائيل اليوم من أصول عربية. ويحاول أيلون في الكثير من لقاءاته الدولية ومقالاته في الصحافة الأجنبية طرح قضيتهم كنقطة انطلاق للتحريض على العالم العربي، والادعاء أنه يمتنع عن هدم المخيمات من أجل إبقاء فتيل القضية السياسية مشتعلا، من دون اكتراث للآثار الاجتماعية والتعليمية والاقتصادية، ومن دون اهتمام بالقضية الإنسانية لكل لاجئ ولاجئ. ويتجاهل أيلون دور إسرائيل في تشريد هؤلاء اللاجئين والتسبب في الأصل بمأساتهم، ويقول: «إسرائيل عملت كل ما في وسعها كي تحارب ظواهر الفقر والعوز لدى اللاجئين اليهود، وتستوعب هؤلاء اللاجئين كجزء لا يتجزأ من المجتمع الإسرائيلي، في حين يهمل العالم العربي، على حد قوله، قضية اللاجئين منذ 62 سنة. كما لو أنهم، أي العرب، معنيون بتخليد قضية اللاجئين، يبقون على عشرات المخيمات، على الرغم من أن حياتهم في هذه المخيمات مأساوية، ودون المستوى المطلوب لحياة البشر».