واشنطن لـ «الشرق الأوسط»: الاتفاق يعطي التوازن المطلوب

TT

رحبت الولايات المتحدة أمس باتفاق الكتل العراقية المختلفة على تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل الكتل الفائزة في الانتخابات، وبالأخص مشاركة رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي وقائمته العراقية مع بقاء نوري المالكي في منصب رئيس الوزراء. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط»: «إننا نعتقد أنه يعطي توازنا» بين الأطياف المختلفة من أجل مواجهة الطائفية واستقرار البلاد، مضيفا «نحن مسرورون بأن العراقيين خرجوا بنتيجة تعالج أحد أكبر مصادر قلقنا، بالحرص على تمثيل كل الكتل الرئيسية» في الحكومة.

وعلى الرغم من المشاورات المتواصلة مع الأميركيين خلال الفترة الماضية، وتزويد واشنطن بمقترحات عدة، فإن البيت الأبيض يشدد على أن النتيجة النهائية جاءت بناء على اتفاقات عراقية وعمل داخلي. وتحرص واشنطن على تسليط الضوء على أن عملية تشكيل الحكومة عراقية وتعكس نتائج الانتخابات كي تتمتع بمصداقية أمام الشعب العراقي.

وكانت واشنطن قد أقرت منذ فترة بأن المالكي يحظى بأفضل الفرص لتشكيل الحكومة، وكرست جهودها لتقديم مقترحات حول شكل هذه الحكومة، وخاصة الحرص على إشراك «العراقية». وبينما امتنع مسؤولون أميركيون عن التعليق على تقارير تفيد بتسليم علاوي منصب رئيس «المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية» كطريقة للحد من صلاحيات المالكي ومن تأثير إيران، اعتبر مسؤول أميركي من البيت الأبيض أن التوزيع المتفق عليه للمناصب يعني «توازنا» في القوى ويقلل من آثار الطائفية.

من جهته، قال مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس الأميركي أنتوني بلينكين إن «الاتفاق المزمع لتشكيل حكومة شاملة خطوة كبيرة إلى الأمام للعراق»، مضيفا «منذ البداية قلنا إن أفضل نتيجة هي حكومة تعكس نتائج الانتخابات وتشمل كل الكتل الرئيسية التي تمثل مجموعات العراق الإثنية والطائفية ولا تهمش أحدا، ويبدو أن هذا ما اتفق العراقيون عليه». وشدد بلينكين على أهمية تشكيلة المناصب الجديدة وتوزيع القوة والسلطات، قائلا إن هذه الخطوة بنفس أهمية تشكيل الحكومة نفسها. وأضاف أن «القادة العراقيين تفاوضوا واتفقوا على إعادة توزيع قوة كبيرة تخلق ضوابط وتوازنات ضد استغلال القوة من قبل أية مجموعة». وبينما امتنع بلينكين عن تسمية إيران تحديدا، إلا أنه قال «هذه نتيجة جيدة لمن يعمل لاستقرار وسلم العراق، ونتيجة سيئة لمن في أجندته المزيد من الطائفية والعنف». وجاء الإعلان عن الاتفاق بين الكتل العراقية في وقت تحيي فيه الولايات المتحدة «يوم المحاربين القدامى»، حيث تنشغل إدارة أوباما بالحرب في أفغانستان وتسعى لتقليص دورها، على الأقل العسكري، في العراق. إلا أنه في الوقت نفسه، لا تقلل واشنطن من حجم التحديات الأمنية التي ما زالت تواجه العراق. وتحدثت مصادر أميركية رسمية في واشنطن لـ«الشرق الأوسط» عن القلق من الأوضاع الأمنية في العراق، خاصة استهداف المسيحيين في الآونة الأخيرة.