تقارير بريطانية: قنبلة الطرد كانت ستسقط الطائرة فوق كندا

بيانات الرحلة والمعلومات الجديدة كشفت أنها سوف تنفجر بالقرب من مدينة كيبك

TT

كان المتوقع في حال انفجار أحد الطردين المفخخين، اللذين تم اعتراضهما الشهر الماضي، أن ينفجر فوق منطقة شاسعة غير مأهولة في كندا، بحسب بيانات الرحلة والمعلومات الجديدة التي أفرجت عنها الشرطة البريطانية أول من أمس. وقالت شرطة لندن متروبوليتان التي تتولى التحقيقات الخاصة بالإرهاب في بريطانيا، في بيان لها: «إن الفحص الجنائي أكد على أن الجهاز في حال تفعيله كان سينفجر الساعة 10:30 بتوقيت برلين (5:30 صباحا بحسب التوقيت الشرقي للولايات المتحدة) يوم الجمعة 29 أكتوبر (تشرين الأول). وكانت الشرطة البريطانية، التي اكتشفت الطرد على متن طائرة شحن «يو إس بي» التي وصلت إلى إنجلترا، قد قالت إن القنبلة كانت ستنفجر فوق منطقة إيسترن سيبورد في الولايات المتحدة، لكن هذه الفرضية كانت مبنية على الاعتقاد بأن الطائرة ستأخذ مسارا أكثر مباشرة من المسار الذي اتخذته الطائرة يوم التاسع والعشرين من أكتوبر.

ويمكن لنفس الرحلة الجوية لشركة «يو إس بي» اتخاذ مسارات مختلفة في أيام مختلفة، فأحيانا تختصر الوقت الذي تستغرقه للوصول إلى الولايات المتحدة. بيد أن الرحلة الجوية التي تحمل القنبلة كانت تحلق الساعة 5:30 يوم 29 أكتوبر على بعد 160 ميلا شمال غربي مدينة كويبك، بحسب مؤسسة، «فلايت أوير»، وهي مجموعة حقوقية مقرها هيوستن تقدم معلومات استقصائية عن الرحلات الجوية.

وأوضح مسؤول أميركي أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، التي يشتبه في ضلوعها في التفجيرات، ربما كان يستهدف الولايات المتحدة. وعلى الرغم من أن التفجير الذي كان سيقع في كندا سيقتل طاقم الطائرة، فإنها كانت ستشكل كارثة لو أن الطائرة كانت تحلق فوق مدينة أميركية رئيسية مثل فيلادلفيا، الجهة التي كانت الطائرة «يو إس بي» متوجهة إليها. وقال المسؤول الأميركي: «الاعتقاد الأغلب أنهم كانوا يحاولون تفجير الطائرة فوق الأراضي الأميركية، لكنك عندما ترسل شيئا عبر شحنة جوية لا تتحكم في كل المتغيرات». على الرغم من البحث عن القنبلة في إنجلترا، فإن الطائرة أقلعت في الوقت المحدد لها من مطار إيست ميدلاند بالقرب من توتنغهام في الساعة 4:20 صباحا بالتوقيت المحلي، ولم تدخل الأجواء الأميركية على غربي نيويورك حتى الساعة السادسة صباحا. وقد رفض المتحدث باسم شركة «يو إس بي» الحديث بشأن مسار الطائرة. وقال مايك مانغويت: «إن الشركة لن تقدم تفاصيل خاصة بشأن الرحلات، كما لن نناقش تفاصيل التحقيقات في حادثة الطرد المشبوه». وكان مسؤولون أميركيون وبريطانيون قد خلصوا إلى أن الجهاز كان مصمما للانفجار أثناء الرحلة، لكن المعلومات الأخيرة تقدم مزيدا من التفاصيل حول المخطط الإرهابي، فتشير أيضا إلى أن مصنعي الطائرة استخدموا على الأرجح معلومات متاحة على الإنترنت لمحاولة ضبط توقيت انفجار القنبلة لتنفجر على الأراضي الأميركية. وأكد المسؤولون على أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ربما يكون قد قام بعملية تجريبية في سبتمبر (أيلول) عبر إرسال عدة طرود من اليمن إلى شيكاغو. وكان من الممكن أن تتبع الجماعة مسار الرحلة عبر الساعة على مواقع شركات الشحن الدولية على الإنترنت. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض نيك شابيرو، في بيان له يوم الأربعاء: «نحن نقدر الطبيعة الاحترافية للتحقيقات البريطانية وروح الشراكة التي انتهجتها السلطات البريطانية في هذا الأمر». صنعت القنبلة، التي اكتشفت في إنجلترا من 15 آونس، من مادة بي إي تي إن، قادمة من اليمن ومخبأة في حبارة طباعة موجهة إلى معبد يهودي في شيكاغو. وكان المسؤولون الأوروبيون قد تلقوا تحذيرا بالمخطط من الاستخبارات السعودية، التي أدت إلى محاولات محمومة لاعتراض القنبلة لأنها كانت في طريقها من الشرق الأوسط إلى ألمانيا ثم إلى مطار إيست ميدلاند، أحد محاور الشركة. وقد أبطل خبراء المفرقعات البريطانيون القنبلة الساعة 7:40 صباحا بالتوقيت المحلي. كان الطرد واحدا من طردين مفخخين في طريقهما إلى الولايات المتحدة. وقد عثر على الطرد الثاني في منشأة تابعة لشركة «فيدكس» في دبي ويحتوي على 10.58 أونس من مادة بي إي تي إن وكانت مخبأة أيضا داخل حبارة طباعة. وقال المسؤولون إن القنبلة صنعت بحرفية عالية جعل من الصعب اكتشافها حتى مع خضوع الجهاز لأشعة إكس. وخلال التفتيش الأول للطائرة لم يتمكن المسؤولون البريطانيون من العثور على القنبلة. وكانت مادة بي إي تي، في قنبلة عمر فاروق عبد المطلب، النيجيري المتهم بمحاولة تفجير طائرة شركة نورث ويست إيرلاينز فوق ديترويت عشية عيد الميلاد، تزن 2.82 أونس. وأبدى المسؤولون بعض الشكوك حيال احتواء الطرود التي اكتشفت الشهر الماضي على مواد متفجرة كافية لإسقاط طائرات الشحن.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»