واحد من كل 6 بريطانيين يتعاطى المخدرات

بريطانيا تتقدم الدول الأوروبية في الإدمان.. والسبب توفر المواد السامة في الأسواق بأسعار زهيدة

TT

في دراسة دولية أجريت أخيرا بالتعاون مع عدد من دول كبرى، تبين أن بريطانيا هي أكثر البلدان في أوروبا تعاطيا للمخدرات من النوع الثقيل، مثل الكوكايين والهيروين وغيرهما من أنواع المخدرات المصنفة في خانة «المخدرات غير الشرعية».

ومن خلال الدراسة أيضا يتبين أن الشباب في بريطانيا هم من أكثر الأجيال الصاعدة تعاطيا للمخدرات في العالم المتقدم، كما تبين أن عدد الشباب الذين يتعاطون المخدرات في بريطانيا، زادوا بنسبة 50 في المائة، بالمقارنة مع نسبة المدمنين منذ 5 سنوات.

واللافت في نتيجة الدراسة أن بريطانيا جاءت في المرتبة الأولى من ناحية تعاطي شعبها وشبابها المخدرات، ولو أن النظرة السائدة تفيد بأن مشكلة تعاطي المخدرات هي الأكبر في الولايات المتحدة الأميركية، غير أن الأرقام تثبت أن بريطانيا تعدت كل التخمينات لتأتي بنسبة 6.2 في المائة من المتعاطين للكوكايين بالمقارنة مع إسبانيا التي جاءت في المرتبة الثانية بنسبة 5.5 في المائة، وتليها أميركا بنسبة 4.5 في المائة.

ويرى البعض أن سبب تزايد إدمان الشباب في بريطانيا هو توفر المواد السامة في الأسواق بأسعار مهاودة جدا، وارتفع عدد المدمنين بعد عام 1990، بعدما أصبح الكوكايين وغيره من أنواع المخدرات متوفرا بسعر نحو جنيهين إستراليين (نحو 3 دولارات) لجرعة واحدة من المخدر. وبحسب الدراسة التي شارك فيها الاتحاد الأوروبي لمراقبة المخدرات، فإن تعاطي الأنواع الخفيفة من المخدرات مثل «الكانابيز» و«حبوب النشوة» في بريطانيا لا يزال هو الأعلى على الإطلاق بالمقارنة مع الدول الأخرى في القارة الأوروبية. إلا أن نسبة استخدامها في بريطانيا انخفضت قليلا بسبب المخاوف من تعرض مستخدميها للهلوسة والأمراض النفسية والعقلية.

ومن بين البلدان التي انضمت إلى لائحة البلدان الأكثر تعاطيا للمخدرات في أوروبا، إيطاليا وإسبانيا وهولندا.

والخطورة في تعاطي المخدرات في بريطانيا هي أن نسبة المدمنين تزداد بشكل سريع وكبير، وبحسب الدراسة فإن 3 من أصل 100 بريطاني بين عمر الـ16 وسن التقاعد قاموا بتجربة تعاطي المخدرات ولو مرة في حياتهم، بما فيها مادة الكوكايين.

وفي استطلاع للرأي أجري أخيرا في بريطانيا تبين أن 1 من أصل 6 بريطانيين في سن أقل من 34 عاما قاموا بتعاطي المخدرات العام الماضي.كما أن هناك نسبة 6.2 في المائة قامت بتعاطي المخدرات على مدى الشهور الـ12 الماضية. والمثير في الاستطلاع الذي ارتكزت عليه الدراسة هو أن نسبة 6 في المائة من المراهقين في عمر الـ16 جربوا المخدرات العام الماضي.

وإذا تساءلت عن سبب انضمام إسبانيا إلى لائحة أكثر البلدان الأوروبية تعاطيا للمخدرات، فيرى الاختصاصيون في مجال رصد تعاطي المخدرات أن السبب هو الهجرة الكثيفة من بلدان أميركا اللاتينية.

ومن اللافت أيضا أن استعمال «الكانابيز»، و«حبوب النشوة» المصرح باستخدامها في بريطانيا تراجع أمام تعاطي الكوكايين والهيروين، بسبب الأسعار، ففي عام 2003 كان سعر غرام الكوكايين 70 جنيها إسترلينيا (نحو 100 دولار أميركي)، ولكن اليوم يمكن أن تدفع لنفس الكمية 40 جنيها إسترلينيا (نحو 60 دولارا أميركيا). وهذا الأمر هو السبب الرئيسي في ازدياد عدد المدمنين على استخدام المخدرات، ففي الماضي، وبالتحديد قبل نحو 30 سنة، كان تعاطي المخدرات يقتصر على الطبقة الغنية، إنما اليوم أصبحت المخدرات، للأسف، في متناول الجميع، من جميع الطبقات والأعمار. وحثت هذه الدراسة، الوزراء والسياسيين في بريطانيا على إعادة النظر في تصنيف المخدرات من جميع الفئات، بدءا من فئة «إ»، للحد من استعمالها الذي يودي بحياة الآلاف سنويا حول العالم.