الانتخابات المصرية.. شعارات حزبية تغازل الوجدان العام

لعبت على وتر المستقبل ولقمة العيش وضرورة التغيير

TT

بإعلان الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم) شعاره في الانتخابات البرلمانية المصرية المقرر لها يوم 28 الجاري، اكتمل عقد شعارات القوى السياسية التي حملت هذه المرة في مجملها بعدا اجتماعيا من الدرجة الأولي. حيث سارع الحزب الحاكم وقوى المعارضة لخوض الانتخابات بشعارات غازلت الوجدان العام، ولعبت على وتر هموم الناخب الاجتماعية والاقتصادية بوعود تتعلق بالمستقبل ولقمة العيش وضرورة التغيير.

ففي الوقت الذي تمسكت فيه جماعة «الإخوان» بشعارها الأثير المثير للجدل «الإسلام هو الحل»، رغم تحذيرات اللجنة العليا للانتخابات من رفع أي شعارات دينية، ورغم موجة الاعتقالات التي تحدث بشكل يومي لأعضاء الجماعة «المحظورة»، قرر حزب الوفد المعارض للمرة الأولى استخدام شعار «يا بلدنا آن الأوان». ورفع تحالف أحزاب المعارضة المصرية السبعة شعار «المشاركة هي الحل». وأطلق الحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم) شعاره الجديد «عشان تطمن على مستقبل ولادك».

ومن جانبه أكد الدكتور جمال عابدين وكيل لجنة الزراعة بالحزب الوطني الديمقراطي (الحاكم) أن موسم الانتخابات يشهد الكثير من الشعارات التي يتم إطلاقها، دون أن تحمل معنى حقيقيا، وسبل تنفيذها على أرض الواقع، سواء كانت شعارات سياسية، أو دينية، أو اجتماعية. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الحزب الوطني وحده القادر على تحقيق ما يتضمنه شعاره، لأسباب كثيرة تنحصر في مجملها في قوته وقدرته على تحقيق مطالب المواطن المصري، مشيرا إلى أن الحزب الحاكم هو وحده من يملك برنامجا حقيقيا، لأنه صاحب تجربة حقيقية في حكم البلاد والممارسة الديمقراطية».

وأضاف أن «الحزب الوطني أول من رفع شعار التغيير في مصر، وأكبر دليل على ذلك ما شهده الحزب من نقله وتغيير كبير خلال الـ6 أعوام الماضية».

وأوضح عابدين: «شعار (علشان تتطمن على مستقبل ولادك) يؤكد على أن الاستثمار الحقيقي للمستقبل يكون في الأطفال، وركز الشعار بشكل أساسي على توفير الأمن للمواطن المصري في الداخل والخارج، والذي من أهم أسبابه، هو وجود حكومة الحزب الوطني».

وأشار عابدين إلى أنه «من وجهة النظر السياسية، لا بد أن يتم اختيار شعار انتخابي للأحزاب السياسية، ويلخص الحزب أهداف حملته الانتخابية في جملة لا تزيد على 5 كلمات، مؤكدا على أن استخدام الشعارات من قبل الأحزاب المصرية، دليل على دخولها مرحلة النضج التنافسي، من خلال وجود كوادر إعلامية داخل هذه الأحزاب تبحث عن شعارات بأسلوب علمي وليس اجتهاديا، وضرب مثلا بحزب الوفد المعارض عندما أطلق شعاره بأنه آن الأوان أن يتواصل الوفد مع الساحة السياسية».

وأكد النائب الوفدي صلاح الصايغ أن شعار «يا بلدنا آن الأوان» يدعو إلى كسر احتكار الحزب «الحاكم»، والمشاركة في عملية التغيير، والقضاء على الفساد - على حد قوله. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن الشعار يؤكد على أنه آن الأوان لأن تصبح مصر دولة مؤسسات حقيقية، ولنبدأ عهدا جديدا من الديمقراطية، والقضاء على التوريث، والقوانين المقيدة للحريات، وكل ما يعكر صفو المواطن المصري». فيما أشار نائب جماعة الإخوان المسلمين حسين إبراهيم «إلى أن شعار (الإسلام هو الحل) شعار سياسي وقانوني وليس شعارا طائفيا، ويتوافق مع الدستور المصري، ويعبر عن هوية المصريين، ونابع من عقيدة ورؤية ومنهج الجماعة الحقيقي، وأن الجماعة مصرة على خوض الانتخابات بهذا الشعار، ‏وأنه ليس هناك مبرر لحساسية الشعار من البعض، لأن الإخوان المسلمين لا يستخدمون الشعارات الدينية في الدعاية الانتخابية».

وأكد حلمي سالم رئيس حزب الأحرار أن تحالف الأحزاب المصرية المعارضة السبعة (الغد، الأحرار، التكافل، الخضر، الجيل، مصر العربي الاشتراكي، شباب مصر) اختار شعار «من أجل انتخابات حرة ونزيهة.. المشاركة هي الحل»، وذلك لإيمان التحالف بأن «المشاركة في الانتخابات أصبحت هي الحل الوحيد للخروج من الحالة الصعبة التي تعيشها مصر الآن، على اعتبار أن المشاركة واجب وطني وحق دستوري يجب أن يحرص عليه الجميع منعا للتزوير». وقال سالم: «هدفنا من الشعار دعوة الناخب المصري للمشاركة الإيجابية في صنع القرار السياسي، وحثه على البعد عن حالة السلبية التي سيطرت عليه في السنوات الماضية».

ومن جهته أكد المحلل السياسي، مدير مركز يافا للدراسات، الدكتور رفعت سيد أحمد أن «الشعارات الانتخابية وسيلة من وسائل الحشد السياسي، تاريخيا، وليست وليدة هذه المرحلة، وتستخدم في الديمقراطيات الحديثة». وأشار إلى «أنه ليس هناك (غضاضة) في استخدام شعار انتخابي ما، للتصويت لصالح حزب أو مرشح»، مضيفا أن «الحكم على هذه الشعارات يتم بمقارنة تاريخ من رفعها سواء أحزاب أو أفراد بتجربتهم السياسية».

وكشف سيد أحمد عن أن «أغلب الشعارات التي أطلقتها القوى السياسية المصرية سواء (إخوان مسلمين، أو أحزاب سياسية، أو حزب الحكومة) شعارات انتهازية وتنم عن نفعية واضحة، ضاربا مثلا باستخدام الشعارات الدينية للإخوان المسلمين لحث المسلمين على ضرورة المشاركة، واللعب على كلمات الفقر والجوع، في الحزب الوطني باعتبارهما الأهم عند المصريين».