المطلك: «العراقية» لن تعود إلى البرلمان إلا بضمانات دولية لما تم الاتفاق عليه

مصادر رفيعة تكشف لـ «الشرق الأوسط» عن وساطة أميركية جديدة لحل الأزمة

TT

إذا كانت مبادرة رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، نجحت في أن تفضي إلى ولادة حكومة عراقية بعملية قيصرية عسيرة امتدت لثمانية أشهر، فإنها لم تستطع إزالة أزمة الثقة بين الكتل السياسية، التي - فيما يبدو – تجذرت أكثر من ذي قبل، بعد شعور القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الأسبق، إياد علاوي، بأن شركاءها السياسيين الذين جلست معهم حول طاولة بارزاني قد تنصلوا من تعهداتهم التي قطعوها على أنفسهم.

فقد أعلنت القائمة العراقية على لسان القيادي البارز فيها، صالح المطلك، عن استمرار مقاطعتها لجلسة مجلس النواب المقرر استئنافها اليوم. وقال المطلك في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «لن نعود إلى الجلسة إلا بالحصول على ضمانات دولية لتنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين الكتل السياسية».

وكانت القائمة العراقية قاطعت جلسة مجلس النواب العراقي، أول من أمس، قبل أن ينتخب جلال طالباني رئيسا للبلاد، بسبب مطالبتها بعرض البنود التي تم التوقيع عليها من قبل قيادات الكتل السياسية في جلسة مجلس النواب للتصويت عليها قبل انتخاب رئيس الجمهورية. والبنود المذكورة تتعلق بتشريع قانون المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية وتشكيل لجنة لمراجعة ملفات المعتقلين والتوقيع على جميع ملفات الإصلاح والتغيير التي ما زالت قيد التفاوض وإلغاء قرار اجتثاث صالح المطلك وظافر العاني وراسم العوادي.

وأضاف المطلك أن «(العراقية) ستبقى مقاطعة للجلسة وستتخذ قرارها النهائي قريبا». مبينا أن «العراقية» «أخذت عبرة من تجربتها هذه أن حسن النية غير موجود بالمرة بين الكتل السياسية». وتابع: «إن من تبنى إقصاءنا ومن لم يف بالتزاماته تجاهنا.. يريد الاستئثار بالسلطة من دون مشاركة الآخرين، لا سيما القائمة العراقية التي تعرضت لظلم سوف يبقى يذكره التاريخ، بأن تفوز بأعلى نسبة من الأصوات وتنال ثقة الشعب بها، وأن يعملوا على إقصائها وسلب حقها الدستوري القانوني بهذا الشكل التعسفي».

لكن فيما يبدو أن بعض قيادات «العراقية» يريدون من مسألة التدويل الحل الأخير ويفضلون أن يستمروا في مواصلة الجهود لحل القضية داخليا، مستشهدين بمبادرة رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، التي قالوا إنها ناجحة. فقد قالت عضو القائمة العراقية، عالية نصيف، لـ«الشرق الأوسط»: «على الرغم من أننا أصبحنا اليوم أمام أمر واقع بانتخاب الرئاسات الثلاث، فإنه لا يعني أنه ليست هناك فرصة لحل المسألة داخل العراق».

إلى ذلك، كشفت مصادر رفيعة في القائمة العراقية لـ«الشرق الأوسط» أن هناك حراكا حثيثا تقوم به السفارة الأميركية في العراق بالاتصال بكل الكتل السياسية لمحاولة حل المسألة قبل حلول اجتماع رؤساء الكتل السياسية الذي من المقرر له أن ينعقد قبل جلسة مجلس النواب اليوم. وأضافت هذه المصادر: «أن المبادرة الأميركية دفعت زعيم القائمة العراقية، إياد علاوي، إلى العدول عن سفره إلى الخارج الذي كان مقررا أمس وفضل متابعة المبادرة إلى نهايتها». وتؤكد المصادر تواصل الاجتماعات الداخلية في القائمة العراقية وقوائم أخرى لمحاولة إصلاح ما حصل في الجلسة الأولى للبرلمان.