في وقت تضاربت فيه الأنباء عن اعتقال سلطات الأمن المصرية إسلاميين في سيناء، أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بيانا، أمس، قال فيه إن «معلومات أمنية توافرت لدى تل أبيب تفيد بأن خلية تنتمي لمجموعة (جيش الإسلام) في قطاع غزة موجودة في سيناء حاليا لتنفيذ عمليات ضد الإسرائيليين». لكن مصادر أمنية مصرية علقت على التحذيرات الإسرائيلية بقولها إن مصر «لم ترصد أي تحركات ضد الوجود الإسرائيلي في سيناء».
غير أن شهود عيان في محافظة شمال سيناء قالوا إن سلطات الأمن المصرية اعتقلت، قبل أيام، عددا من الإسلاميين وصادرت حواسيب وكتبا من منازل بعضهم، وهو ما نفاه مصدر أمني مصري لـ«الشرق الأوسط». وقال: «هذا كلام عار تماما من الصحة.. لم نقم باعتقال أحد على الإطلاق».
لكن الإذاعة العامة الإسرائيلية ذكرت في نشرتها الإخبارية، أمس، أن مصر «اعتقلت خلية في شمال سيناء تضم 25 شابا أصوليا، لهم علاقة بتنظيم جيش الإسلام السلفي الجهادي، وضبطت بحوزة بعضهم متفجرات».
وكان قد نفذت قبل أكثر من أسبوع عملية اغتيال استهدفت محمد جمال النمنم (27 عاما)، أحد مساعدي قائد التنظيم، ممتاز دغمش. وهو ما أكده «جيش الإسلام» في بيان له قال فيه إنه «يحتسب عند الله تعالى الشهيد بإذن الله تعالي، محمد النمنم، الذي استشهد إثر استهدافه من قبل طائرات العدو الصهيوني».
ودعا مجلس الأمن القومي الإسرائيلي جميع الإسرائيليين الموجودين حاليا في سيناء إلى مغادرتها فورا والعودة، وأكد أنهم قد يتعرضون للاختطاف. وفي بيان على موقعه الإلكتروني حذر مجلس السياح الإسرائيليين من أن عناصر من «جيش الإسلام»، موجودون في سيناء ويخططون لخطف إسرائيليين. وجاء في البيان: «على جميع الإسرائيليين الموجودين في سيناء أن يغادروا مصر فورا ويعودوا إلى ديارهم»، مضيفا أن «عائلاتهم مدعوة أيضا للاتصال بهم ونقل هذا التحذير إليهم».
من جانبه قال اللواء عبد الفضيل شوشة، محافظ جنوب سيناء، إن التحذيرات الإسرائيلية تستهدف ضرب حركة السياحة النشطة في جنوب سيناء، مشيرا إلى أن إسرائيل اعتادت منذ تفجيرات طابا ونويبع عام 2004، إطلاق مثل هذه التحذيرات بالتزامن مع فترات الأعياد المصرية لضرب حركة السياحة الوافدة إلى سيناء وإظهارها بأنها منطقة غير آمنة.
ويمثل قطاع السياحة نحو 11% من الناتج المحلي الإجمالي في مصر، وهو مصدر مهم للعملة الأجنبية والتوظيف في أكبر بلد عربي من حيث عدد السكان.