القراصنة الصوماليون يخطفون ناقلة نفط بالقرب من سواحل الهند

حصلوا على 12.3 مليون دولار مقابل الإفراج عن سفينتين

TT

اختطف القراصنة الصوماليون أمس (الجمعة) ناقلة نفط ترفع علم بنما بالقرب من سواحل الهند، تدعى «هانيبال الثاني»، وعلى متنها طاقم مكون من 31 بحارا. وأكد مصدر في القوة البحرية الأوروبية المنتشرة قبالة السواحل الصومالية أن ناقلة هانيبال الثاني «تعرضت للخطف بينما كانت تمر على مسافة تبعد أكثر من 1400 كيلومتر بحري من السواحل الصومالية، في مسافة أقرب إلى الهند أكثر منها إلى القرن الأفريقي، في أجرأ هجوم للقراصنة الصوماليين». وذكرت القوة الأوروبية أنها تراقب الموقف من دون أن تعطي معلومات أخرى. وكانت الناقلة «هانيبال الثاني» في حال تعرضها للخطف، متجهة إلى قناة السويس قادمة من ماليزيا.

وضاعف القراصنة الصوماليون هجماتهم خلال الأسابيع الأخيرة، في المياه قبالة سواحل الصومال وخليج عدن، وخلال أسبوعين فقط، هاجم القراصنة تسع سفن، ونجحوا في اختطاف خمس منها، وهو رقم قياسي مقارنة بهجمات القرصنة خلال الأشهر الماضية، حيث يعني بزيادة تزيد على 200 في المائة. ولا تزال المخاوف من تصاعد هجمات القراصنة قائمة خلال الفترة القادمة، رغم جهود دولية غير مسبوقة لوقف أنشطة القراصنة.

وترى الحكومة الصومالية أن دفع الفدى للقراصنة هو الذي أدى إلى تشجيعهم على خطف مزيد من السفن سعيا وراء الثراء السريع. وتقوم سفن حربية من 16 دولة بدوريات روتينية في المنطقة لمحاولة منع هجمات القرصنة، إلا أن القراصنة بدأوا في الفترة الأخيرة في تعقب السفن في عمق مياه المحيط الهندي بعيدا عن سواحل الصومال، ووقعت معظم الهجمات الأخيرة في المثلث المائي بين الصومال وكينيا وجزر سيشل، أو بالقرب من سواحل الهند. وفي الأسبوع المنصرم، حصل القراصنة على أكبر فدية تدفع لقراصنة صوماليين على الإطلاق منذ أن بدأوا عملية خطف السفن الأجنبية العابرة في مياه المحيط الهندي وخليج عدن قبل سنوات، حيث حصلوا على فدية قدرها 9.5 مليون دولار مقابل الإفراج عن ناقلة نفط عملاقة لكوريا الجنوبية، تدعى «سامهو دريم»، كانت تنقل حمولة تقدر بنحو مليوني برميل من النفط الخام، من العراق، وهي في طريقها إلى الولايات المتحدة، تصل قيمتها إلى نحو 170 مليون دولار، وكانت تعد إحدى أضخم البواخر التي يختطفها القراصنة.

كما حصلوا في الوقت نفسه على 2.8 مليون دولار مقابل الإفراج عن سفينة أخرى هي «غولدن بليسينغ» التي كانت ترفع علم سنغافورة، وكان على متنها 19 بحارا صينيا كانوا محتجزين منذ يونيو (حزيران) الماضي قبالة سواحل الصومال، وبذلك تقاضى القراصنة خلال أسبوع واحد فدية تصل إلى 12.3 مليون دولار أميركي مقابل الإفراج عن سفينتين.

وقد تم تسليم هذه الأموال إلى القراصنة الصوماليين عن طريق إسقاطها من الجو بالمظلة من طائرة صغيرة، في شاطئ مدينة هوبيو الساحلية، التي تعد حاليا أحد المعاقل الرئيسية للقراصنة الصوماليين بوسط البلاد.

ويعتقد على نطاق واسع أن دفع تلك الأموال الطائلة يشجع المزيد من الشبان في المناطق الساحلية على الانضمام إلى عصابات القرصنة. وقال المحلل الصومالي «عمر علي»، لـ«الشرق الأوسط»، إن دفع الفدى الكبيرة للقراصنة هو الذي يشجعهم على المغامرة وخطف مزيد من السفن». وأضاف «عام 2001 عندما بدأ القراصنة في خطف سفن الصيد الأجنبية، كانوا يطلبون فدية مالية تتراوح بين 200 و300 ألف دولار مقابل إطلاق سراح السفينة الواحدة، وتطور الأمر تدريجيا، حتى وصل إلى أن يطالبوا بما بين 20 إلى 30 مليون دولار مقابل الإفراج عن سفينة واحدة». وذكر عمر أن مهنة القرصنة أصبح حلم المئات من الشبان في المناطق الساحلية.

وحسب منظمة مساعدة بحارة شرق أفريقيا، ومقرها كينيا، فإن عدد القراصنة الصوماليين نحو 1100 قرصان في الوقت الراهن، مقابل أقل من 200 قرصان فقط عام 2004. ولا يزال القراصنة الصوماليون يحتجزون في الوقت الراهن أكثر من 20 سفينة أخرى، وأكثر من 450 من طاقم تلك السفن، وهم من جنسيات مختلفة، يحتجزونهم كرهائن.