أحمدي نجاد يدعو أوروبا إلى الاستفادة من «خبرة بلاده في مجال الديمقراطية»

الصين وروسيا والهند تحث إيران على إقناع المجتمع الدولي بـ«سلمية» أنشطتها النووية

TT

في الوقت الذي تواجه فيه طهران انتقادات حادة من المجتمع الدولي في مجال حقوق الإنسان وممارسة القمع الذي تتعرض له قوى المعارضة الإيرانية، أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، أمس، استعداد بلاده لعرض «خبرتها ومعاييرها» للديمقراطية على الدول الأوروبية للاستفادة منها. وجاء ذلك بينما حثت الصين وروسيا والهند إيران أمس على أن تثبت للعالم أن طموحاتها النووية سلمية، وأن تعود للمحادثات حول ملفها النووي.

وأكد أحمدي نجاد استعداد طهران لعرض «خبرتها ومعاييرها» للديمقراطية على أوروبا للاستفادة منها.

وفي إشارة إلى المظاهرات الاحتجاجية في أوروبا عامة، والاضطرابات في فرنسا على وجه الخصوص، قال أحمدي نجاد إن الوقت حان ليستمع القادة السياسيون إلى شعوبهم.

ونقلت وكالة أنباء «فارس» للأنباء الإيرانية، شبه الرسمية، عن الرئيس الإيراني القول: «من الأفضل لزعماء الغرب أن يلتزموا بالعدالة وليس استخدام العنف ضد شعوبهم وقمع طلباتهم».

وعرض نجاد على هذه الدول الاستفادة من خبرة إيران ومعاييرها في هذا «لمساعدتها في التصالح مع شعوبها والخروج من مأزقها السياسي الحالي». وعاب أحمدي نجاد النظام السياسي في الغرب، وقال إن الشعب يكون مضطرا إلى التصويت لحزب أو حزبين أو ثلاثة شكلها قادتها، وليس لرموز سياسية يريدونها بالفعل.

وتجدر الإشارة إلى أن إيران ليس بها نظام حزبي كما هو الحال في معظم الديمقراطيات الغربية، وينتمي معظم السياسيين البارزين إلى توجهات، وليس إلى أحزاب. ويتم انتخابهم كمرشحين مستقلين.

وكان الإصلاحيون بدأوا تشكيل أحزاب خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أنها حظرت بعد الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي واتهمتها المعارضة بأنها مزورة.

ولم يعترف الإصلاحيون بإعادة انتخاب أحمدي نجاد وتم اعتقال الكثير من رموز الحركة لدعمهم احتجاجات الشوارع التي خرجت ضد الرئيس، وذلك بتهمة التآمر ضد النظام.

إلى ذلك، قال وزراء خارجية الصين وروسيا والهند، الوزراء الثلاثة، في بيان مشترك نشر على موقع وزارة الخارجية الصينية: «يدرك وزراء الخارجية الثلاثة حق إيران في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وفي الوقت نفسه يتعين على إيران استعادة قناعة المجتمع الدولي بالطبيعة السلمية الخالصة لأنشطتها النووية».

وتابع البيان قائلا إن «السبيل الوحيدة لحل المشكلة النووية الإيرانية، عن طريق الحوار والمفاوضات وغيرها من الأساليب السلمية»، حسبما أوردته وكالة «رويترز».

ويشتبه الغرب في أن إيران تسعى لامتلاك سلاح نووي - حيث يراه يمثل تهديدا خطيرا للأمن الدولي - تحت غطاء برامج الأبحاث المدنية. وقالت طهران إن برنامجها الذي أخفته لفترة طويلة لتخصيب اليورانيوم يهدف فقط إلى توليد الكهرباء.

وكتبت كاثرين أشتون مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، لكبير المفاوضين النوويين الإيرانيين الأسبوع الماضي تقول إنها قبلت عرضا بالاجتماع في أوروبا أوائل الشهر المقبل لبحث البرنامج النووي الإيراني.