جدل بمصر حول استخدام مرشحين للبرلمان أضاحي العيد كدعاية انتخابية

قوى سياسية تغازل الناخبين باللحوم والهدايا

TT

فرضت الدعاية الانتخابية لانتخابات البرلمان المصرية، التي تزامنت بدايتها مع عيد الأضحى، واقعا مختلفا في شكل ترويج جانب من المرشحين لأنفسهم، مستخدمين سلاح اللحوم والإعانات في الأوساط الفقيرة، في سباق مع الزمن لضمان الفوز في الانتخابات المقرر لها يوم 28 الحالي.

واستهجن عدد من المراقبين هذا النوع من الدعاية باعتبار أنه استغلال من بعض النخبة لمواطنين بسطاء يفتقد غالبيتهم للوعي السياسي.

وبالأمس تنافس الكثير من المرشحين على زيارة المحتاجين وتوصيل أكياس من اللحوم إليهم، بينما قام آخرون بذبح العجول والأبقار والخراف أمام مقارهم الدعائية، وشارك في هذا النوع من الدعاية مرشحون من الحزب الحاكم وجماعة الإخوان والأحزاب المعـــــارضة.

واعتبر المعارض اليساري القيادي في الجمعية الوطنية للتغيير، أحمد بهاء شعبان، أن مثل هذا النوع من الدعاية «يعبر بشكل فج ومباشر عن انهيار الوعي السياسي لدى النخبة المصرية والأحزاب»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن هذا النوع من الدعاية «يعد أيضا أسوأ أشكال التعاطي السياسي مع حاجات المصريين»، وأن «ما يحدث يعد ابتزازا لأصوات الفقراء».

ومن جانبه، أوضح جمال عيد المدير التنفيذي للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أن من يذهب ضحية لمثل هذه «الدعاية الانتخابية الرخيصة»، هم المرشحون الحقيقيون أصحاب البرامج الجادة. في حين أضاف الدكتور أحمد أبو الحمد، أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة جنوب الوادي أن المناسبات الرسمية تعد فرصة للدعاية الانتخابية، مشيرا إلى أن المرشح يلعب جيدا على الفئة الاجتماعية المهمشة الفقيرة، خاصة تلك التي تفتقد الوعي الثقافي.

وحذر أبو الحمد من التلاعب والخلط بين ما يحتاجه الفقراء والأهداف السياسية من عملية الدعاية، «لأن استخدام مثل هذه الأساليب يعتبر نوعا من أنواع الرشوة الانتخابية والمصلحة من أجل كسب الأصوات».

وعلى صعيد آخر، أوضح الدكتور عادل عبد الشكور، الداعية بوزارة الأوقاف المصرية على «أن ما يلجأ إليه بعض المرشحين، من الإسراف في توزيع لحوم الأضاحي، يعتبر نوعا من النفاق الاجتماعي الذي يخرج عن صحيح السنة، ولا يحقق الحكمة من الأضحية».