رئيس بعثة الحج العراقية: مبادرة خادم الحرمين للعراقيين كانت دافعا لتشكيل الحكومة المتعثرة

الدكتور حسين جمعة لـ «الشرق الأوسط»: تركيز الإرهاب على مسيحيي العراق دافعه الفتنة

TT

أكد الدكتور حسين جمعة مدير بعثة الحج العراقية أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للفرقاء العراقيين للاصطفاف والتسامي على الجراح والخلافات والاجتماع في الرياض بعد الحج لبحث هذه التداعيات، كانت الدافع الأكبر الذي أفضى بالعراق نحو تشكيل حكومة وحدة، ودعا الدكتور جمعة في حواره مع «الشرق الأوسط»، الله عز وجل، أن يمن بالشفاء العاجل على خادم الحرمين الشريفين، مؤكدا أن أفضاله وخدماته جليلة على الحجاج، ووصف المشاريع والخدمات التي بذلتها الحكومة السعودية لراحة ضيوف الرحمن بأنها «مشاريع عملاقة واستراتيجية»، وفيما يلي نص الحوار:

* كيف رأى الشعب العراقي دعوة خادم الحرمين الشريفين للقاء الفرقاء في الرياض عقب الحج؟

- أولا نتمنى للعاهل السعودي الشفاء العاجل، الذي أفضاله وخدماته جليلة على الحجاج، ومبادرته جيدة وممتازة وهي في صالح شعب العراق، لوضعه في المسار والاتجاه الصحيح كي يتخلص الشعب العراقي من المعاناة والظلم اللذين يعيشهما، خاصة الإرهاب الأعمى الذي ضرب العراق وما زال يضرب بقوة ومن دون أي تفريق، بين كل طوائف الشعب، من كافة مذاهبه وأديانه وقومياته، لذا جاءت مبادرة الملك عبد الله كمبادرة أخوية نابعة من صميم الأخوة العربية الإسلامية لصالح الشعب العراقي، وبالطبع لاقت المبادرة ترحيبا من بعض الجهات، فيما جوبهت بالرفض من جهات أخرى، التي لها توجهات معينة، ولكن ليس بمعنى الرفض، كونها صادرة من خادم الحرمين، ولكن كوجهات نظر معينة مثل تأجيل موضوع المبادرة، على ضوء هذه المبادرة أصبحت هذه الإجراءات واللقاءات وحسم الموضوع بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.

* ما الذي تقرأونه في الحكومة القادمة؟

- نتوقع بعد تشكيل الحكومة الجديدة برضا كافة الأطياف أن تخدم هذه الحكومة الشعب العراقي وتنهي معاناة الشعب العراقي من الظلم والإرهاب ومن قلة الخدمات، وبالتأكيد مهما كان الثمن فالشعب والدولة العراقية ومجلس النواب والحكومة ماضون في العمل السياسي الديمقراطي الذي يتم الاختيار بشكل دائم الحكومة ومجلس النواب، وكل المسؤولين من قبل الشعب العراقي من دون تدخل جهات أخرى.

* مر العراق بسلسلة تفجيرات لم تهدأ هل تعتقدون أن تشكيل الحكومة سيوقف هذا النزيف؟

- إن الإرهاب لا يفرق بين الأديان والطوائف أو المذاهب والقوميات، يضرب الجميع دون تمييز، فمثلا بعد تعرض الكنيسة للتفجير حدث أكثر من 19 انفجارا في يوم واحد في بغداد، لذا الإرهاب يستهدف جميع مكونات الشعب العراقي، ويستهدف البنى التحتية والمذاهب والأديان، فلا فرق بين مسيحي أو مسلم.

وكان هناك في فترة قريبة تركيز على أتباع الديانة المسيحية من قبل الأعمال الإرهابية لخلق الفتنة بين أبناء الشعب العراقي وتحريك الجهات الأجنبية ضد الشعب العراقي، فالمقصود من هذه العمليات الإرهابية تهييج المسيحيين خارج العراق في الدول الأخرى ضد الشعب العراقي، ونرى أن الضحية في الآخر هو الشعب العراقي، لذا المطلوب أن يتكاتف الشعب العراقي ويتحد ويتضامن وتتوحد كلمته جميعا من مختلف عقائده ومذاهبه ضد الإرهاب.

* كيف وجدتم الوصول والعودة في نقاط الفرز عبر المنافذ البرية للعراق؟

- في السنوات السابقة كان لدينا منفذان؛ هما منفذ جديدة عرعر ومنفذ الكويت الرقعي، وفي هذا العام ألغي منفذ الكويت، لأن لدينا مشكلات في العام الماضي في الدخول من الكويت إلى السعودية من منفذ الرقعي، وأيضا بسبب تعطل الحجاج حيث كانوا يستغرقون أكثر من 36 ساعة بسبب الإجراءات ولم يكن هناك تعمد فرأينا أن نحول الحجاج إلى منفذ جديدة عرعر الذي يعد أسهل من سابقه.

* كيف رأيتم تنظيم أمور المخيمات في مكة؟

- وجدنا كل الأمور مهيأة والمستلزمات كاملة، سواء في استقبال الحجاج أو إسكانهم في الديار المقدسة في المدينة المنورة ومكة المكرمة لم تحدث مشكلات كبيرة، ولكن حدثت مشكلات صغيرة وتم تجاوزها، والحمد لله، والأمور في المشاعر المقدسة مهيأة جدا وتم تسلم الخيم في مشعر عرفة وفي مشعر منى وتم توزيعها على قوافل الحجاج بالكامل وبالتنسيق مع المتعهدين المسؤولين عن القوافل، والكل الآن يعرف مكانه في المشاعر المقدسة.

* هل تم التوزيع الجغرافي لجميع العراقيين في منطقة واحدة في العزيزية والمشاعر؟

- نعم، تم ذلك، لدينا مشكلة صغيرة تتمثل في ضيق المكان في مشعر منى في بعض الحالات يتم إسكان الحجاج العراقيين خارج الحدود الشرعية لمشعر منى، وتلافينا هذه المشكلة بالتنسيق مع المسؤولين في مؤسسة مطوفي حجاج الدول العربية ووزارة الحج أيضا، وقمنا بتأجير مساكن في حي العزيزية بحيث تكون هذه المساكن قريبة من مشعر منى ومن منشأة الجمرات حتى يتمكن الحاج العراقي بعد الرمي من العودة إلى سكنه، وبالتالي يخفف الضغط الحاصل في مشعر منى عن الحجاج الآخرين.

* في ظل الموضوع المتوتر ما مدى توزيع نسبة الحصة العراقية بالنسبة لحجم السكان وهل استندتم فعلا إلى أرقام دقيقة من وزارة التخطيط العراقية؟

- عادة يتم تخصيص حصة للعراق سنويا، وفق النسبة السكانية للعراق، على أساس قرارات مؤتمر الدول الإسلامية، التي خصصت لكل ألف شخص، وحصة العراق في هذا العام بلغت 30500 حاج، ونحن مسبقا كنا سجلنا الحجاج في عام 2008 تم فتح التسجيل وتم تسجيل 150 ألف حاج وتم توزيع هؤلاء المسجلين على فترة 5 سنوات، ويتم توزيع الحجاج على المحافظات وفق النسبة السكانية لكل محافظة، من قبل وزارة التخطيط العراقية، ولم تكن هناك أي معوقات، وفي بداية كل عام يتم تحضير جوازات الحجاج الفائزين من خلال القرعة بحيث يدخل الـ150 ألف حاج هذه القرعة ويتم توزيعهم على 5 سنوات مقبلة وتم أخذ التأشيرات الخاصة بالحجاج من سفارة السعودية في دولة الكويت وتم تسفيرهم برا وجوا إلى المملكة.

* هل قمتم بعقد مؤتمرات من أجل توحيد الهدف الأسمى للحج بغض النظر عن القوميات والطوائف؟

- قمنا بعدة أمور في هذا الصدد، أولها قمنا باستئجار 37 عمارة، وهناك تواصل والجميع يتواصلون مع البعثة، والتزاور أيضا بين الحجاج العراقيين فيما بينهم في المباني المختلفة وعقدنا عدة مؤتمرات، وهذه المؤتمرات حضرت فيها كافة الأطياف العراقية، سواء كانت مذاهب أو قوميات موجودة في الديار المقدسة، وأحد تلك المؤتمرات للمرشدين الدينيين، الذي جمع السنة والشيعة والأكراد والعرب، والتركمان وجميع القوميات وكذلك المتعهدون، وكذلك مؤتمر للمغتربين العراقيين في المدينة المنورة، وفي مكة أقمنا مؤتمرا آخر للمغتربين العراقيين للفئات المختلفة العراقية، بغرض التواصل بينهم وبين الشعب العراقي.