«المستقبل» يشن حملة عنيفة على الوزير نحاس ويتهمه بمخالفة الدستور ومبدأ شمولية الموازنة

حزب الله: من يمس وزير الاتصالات يمسنا

TT

تتصاعد وتيرة النقاشات والاتهامات المتبادلة بين فريقي «8 و14 آذار» على خلفية الجدال الناري الذي حصل في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير الاتصالات شربل نحاس. وكان الأخير قد اتهم، وبطريقة غير مباشرة، الحريري بالخضوع لضغوط إسرائيلية، مما استوجب تهديد رئيس الحكومة الوزير نحاس بالقول: «هذه ستدفع ثمنها يا شربل نحاس».

وتبين أن الخلافات بين تيار المستقبل ووزير الاتصالات المحسوب على تكتل التغيير والإصلاح الذي يترأسه العماد ميشال عون، أبعد مما حصل في الجلسة الحكومية الأخيرة، وذلك مع تصاعد حدة المواقف ووصولها لحد التخوين والشتائم والاتهام المباشر بالعمالة والفساد. وهي وصلت مؤخرا لحد دعوة بعض نواب المستقبل لإقالة الوزير نحاس وفتح فريق الرئيس الحريري ملفات تتهم وزير الاتصالات بمخالفة الدستور وشمولية الموازنة.

من جهته، يضع تكتل التغيير والإصلاح الحملة التي يشنها تيار المستقبل على الوزير نحاس في إطار الانزعاج من الرقابة الصارمة التي يمارسها داخل الحكومة. وفي هذا السياق، لفت عضو التكتل النائب آلان عون إلى أن ما يحصل اليوم والردود على الوزير نحاس أبعد وبكثير من الإشكال الذي حصل خلال جلسة مجلس الوزراء الأخيرة «فالوزير نحاس يوجعهم من خلال الرقابة الصارمة التي ينتهجها في الحكومة فهو لا يدع أي شاردة أو واردة تمر دون التدقيق بها وهو نمط لم يعتده فريق المستقبل ولا يناسبه». وأوضح عون لـ«الشرق الأوسط» أن «الحملة تمتد لتطال التيار الوطني الحر بالكامل بمحاولة للرد على كل ما تظهره المناقشات في جلسة المال والموازنة من تقصير قام ويقوم به الوزراء المحسوبون على (المستقبل)، خاصة لجهة عدم تقديمهم قطع حساب السنوات الماضية حتى الساعة وبالتالي تأخيرهم البت بالموازنة». وأضاف: «هناك قرار اتخذ لدى (المستقبل) بشن حملات مضادة باعتبارهم أن الهجوم أفضل طريقة للدفاع عن النفس»، لافتا إلى أنه «تم توزيع الأدوار على نواب المستقبل لفتح جبهات مختلفة للهروب من جوهر المشكلة وإلهاء الرأي العام بمواضيع لا تمت للحقيقة أو الواقع بصلة».

ويعتبر فريق رئيس الحكومة سعد الحريري أن «قوى 8 آذار وبالتحديد النواب والوزراء المحسوبين على العماد عون تمادوا كثيرا بحملاتهم على رئيس الحكومة الحالي سعد الحريري ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة»، وتقول مصادر تيار المستقبل لـ«الشرق الأوسط»: «سكتنا كثيرا على تطاولهم على السياسة الحريرية، ولكن أن تصل بهم الوقاحة لاتهام رئيس الحكومة بالعمالة والخضوع لضغوط إسرائيلية فهو ما لم يعد مقبولا على الإطلاق، ونحن بدأنا بفتح ملفاتهم التي تؤكد تجاوزهم للدستور، ولن نتوقف لتبيان كل الحقائق».

ودخل حزب الله على خطوط المواجهة الأمامية مع إعلان النائب عن الحزب نواف الموسوي تضامن حزب الله الكامل مع الوزير نحاس واعتبار من يمسّه يمس الحزب. واعتبر الموسوي أن «النهج الإعلامي لدى الفريق الآخر يقوم على خفض مستوى التخاطب إلى الشتيمة، وإلى ممارسة الترهيب المعنوي تجاه الآخر، على غرار ما تعرض له الوزير شربل نحاس الذي يعتبر قيمة كبيرة في مجال اختصاصه، إن كان من الناحية الاقتصادية أو المالية أو من ناحية الاتصالات». وأضاف «نحن ندين الحملة التي تشن عليه، ونعلن تضامننا معه، ونقول لمن يتهجم عليه، إن أحدا لا يستطيع تهديد الوزير نحاس، ومن يمسّه، يمسّنا».

وفي سؤال وجهه إلى الوزير نحاس بواسطة رئيس مجلس النواب، اتهم عضو كتلة المستقبل، النائب زياد القادري وزير الاتصالات شربل نحاس بمخالفة الدستور والقانون، لا سيما مبدأ شمولية الموازنة، موضحا أن وزير الاتصالات أغفل في مشروعي الموازنة الملحقة لوزارة الاتصالات لعامي 2010 و2011 على التوالي إدخال أي بند لتغطية النفقات الاستثمارية والتشغيلية لشبكتي الجوال.

وإذ حمّل عضو الكتلة نفسها النائب عمار حوري الفريق الآخر مسؤولية أي ضرر يحصل للرئيس فؤاد السنيورة، أشار إلى أن «الفريق الآخر يحاول أن يزور التاريخ». وقال «الفريق الآخر تمادى كثيرا باتجاه الرئيس سعد الحريري والرئيس السنيورة، ما استدعى ردودا محددة. فالرئيس السنيورة طلب من الفريق الآخر إبراز المحاضر والوثائق فلم يفعل. ووضعنا النقاط على الحروف، لكن لغة التخوين استمرت بالطريقة عينها إلى أن وصلت إلى هدر دم الرئيس السنيورة من خلال اتهامه بالتسبب بسقوط شهداء حرب 2006». ولاحظ حوري أن «الفريق الآخر يستسهل لغة التخوين والشتائم والتعرض لكرامات الناس، وعندما يتم الرد عليه يتكلم بالويل والثبور وعظائم الأمور وكأننا نشنج الأوضاع».

وبينما دعا عضو تكتل «لبنان أولا» النائب رياض رحال «لإقالة الوزير نحاس المدعي والنظري والفاشل من الحكومة ليكون عبرة لمن اعتبر»، رأى أن «تهديد ووعيد الفريق الآخر يدمران البلد اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا». وأضاف «كفى عهرا وفجورا، كفى تهديدا ووعيدا، كفى تهكما وتظاهرا بالنزاهة والعفة. إن خطابكم الإفلاسي لا يخدم إلا مصلحة إسرائيل، فهناك عملاء مأجورون مباشرون، وأنتم بما تصرحون به يعطيكم صفة العملاء للعدو غير المباشرين».

وأشار عضو التكتل نفسه النائب محمد الحجار إلى أن «الوزير نحاس لم يعمل أي شيء في وزارته ولم يقدّم شيئا على صعيد الاتصالات فهو ينسب لنفسه ويسرق إنجازات غيره في الوزارات السابقة»، لافتا إلى أن «هناك شبهات حول الأعمال التي يقوم بها في الوزارة، لا سيما قبول هبات من الخارج من دون الرجوع إلى الحكومة».