توكيل نائب من حزب الله للدفاع عن الشيخ السلفي عمر بكري

صدمة في الوسط الإسلامي من مبادرة يعتبرونها «ملغومة»

TT

الشيخ عمر بكري، الذي أوقف أول من أمس في مدينة طرابلس على خلفية حكم قضائي في حقه بالسجن المؤبد صادر عن المحكمة العسكرية، أوكل النائب عن حزب الله نوار الساحلي للدفاع عنه. هذا الخبر كان كافيا يوم أمس، لبث شعور بالصدمة لدى أصدقاء بكري، وأقرب المقربين إليه من شيوخ السلفية في طرابلس. فالشيخ بكري، الذي كانت مواقفه تتقاطع مع «14 آذار».. «بدأت تصريحاته تتغير منذ عدة أشهر، وأخذ يبعث برسائل إيجابية إلى حزب الله والرئيس السوري، وهو ما جعلنا نستغرب»، كما قال لـ«الشرق الأوسط» أمس الشيخ بلال دقماق أحد المقربين إلى بكري والذي أسس معه جمعية «اقرأ». ويضيف «أما الآن ومع تكليف بكري نائبا من حزب الله للدفاع عنه، فأنا مصدوم جدا وينتابني شعور غريب، لا توصيف له سوى العمالة. فهذا أمر مرفوض، ويطرح علامات استفهام كثيرة حول الشيخ. نحن ندافع عن براءته 100% من كل تهم الإرهاب التي وجهتها إليه المحكمة، لكننا لا نوافق على مواقفه السياسية الأخيرة المتعاطفة مع حزب الله والرافضة للمحكمة الدولية». ويصف دقماق الشيخ بكري بأنه «صاحب ذكاء ودهاء، ويمكنه أن يعمل شبكة كاملة من الاتصالات دون علم أحد» ويعلق دقماق: «هناك قطبة مخفية في حكاية الشيخ بكري».

الشيخ مصباح الحنون، القريب من بكري قال لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن لديه معلومات تفيد بأن «حزب الله هو الذي عرض توكيل نوار الساحلي للدفاع عن الشيخ بكري، بأمر مباشر من الأمين العام للحزب حسن نصر الله الذي كان بكري قد استغاث به قبل سجنه لمساعدته». ويضيف الحنون «حزب الله تبرع بهذا الأمر في محاولة منه لاختراق الوسط السلفي في طرابلس، وفتح ثغرة في جدار السلفية لكن هذا لن يحدث». ويسخر الشيخ مصباح الحنون من التهم الموجهة إلى الشيخ بكري «الذي لا يعرف كيف يطلق رصاصة، وهو ضد التسلح أصلا، فكيف يدرب على سلاح بي. كا. سي».؟

وكانت محكمة عسكرية حكمت على الشيخ السلفي عمر بكري بالسجن مدى الحياة يوم الجمعة الماضي لإدانته بـ«الحض على التقتيل والنهب والتخريب من خلال حيازة أسلحة واقتناء مواد متفجرة وملتهبة».

وجدير بالذكر أن عمر بكري، الموجود في لبنان منذ عام 2005 بعد منعه من العودة إلى لندن حيث كان يقيم، صدرت بحقه مذكرة توقيف في لبنان منذ ثلاث سنوات، ورغم ذلك بقي يتجول ويعقد المؤتمرات الصحافية، ويظهر في الأماكن العامة وعلى الأقنية التلفزيونية، دون أن يتم اعتقاله. وقال الشيخ بلال دقماق بعد القبض على بكري «إن الشيخ عمر بكري، كان يتحرك بحرية رغم مذكرة التوقيف الصادرة بحقه، نتيجة تغطية معينة». ولم يستغرب دقماق أن يكون «القبض عليه بهذه السرعة هو عبارة عن رسالة سياسية موجهة إلى حزب الله».

وقال دقماق «لقد صدرت يوم الجمعة أحكاما غيابية بالمؤبد على 23 شخصا بينهم بكري، وجاءت الأحكام قاسية لأنها غيابية، لكن الأمور لا بد أن تسوى بعد أن يصبح بكري حاضرا أمام المحكمة».

الشيخ السلفي داعي الإسلام الشهال يعتقد هو الآخر أن ما سارع بتوقيف بكري هو مواقفه السياسية الأخيرة و«الانعطافة التي قام بها وساعدت على هذه النهاية».