أفغانستان: مقتل 9 حراس و7 عناصر من طالبان وضابط في اشتباكات

الملا محمد عمر: المعلومات عن محادثات سلام مع الحكومة «إشاعات مضللة»

TT

أعلن مسؤول في الشرطة الأفغانية أن ضابطا و9 حراس أمنيين و7 عناصر من حركة طالبان قتلوا في اشتباك عند نقطة حراسة لبرج للاتصالات في شمال أفغانستان.

وفي نفس الوقت، قال زعيم طالبان الملا محمد عمر في بيان أمس إن المعلومات عن محادثات سلام بين الحركة والحكومة الأفغانية «إشاعات مضللة»، ورأى أن تعزيز قوات التحالف لا يجدي نفعا. وقال الملا عمر في فقرات بعنوان «حول إشاعات الأميركيين عن المحادثات» إن «العدو الذي احتل بلدنا في غزوه العسكري الجائر» يتبع «سياسة نفاق بحيث يوسع من جانب عملياته العسكرية ومن جانب آخر يسعى إلى ذر الرماد في أعين الناس عن طريق إشاعات عن المحادثات التي لا أساس لها أصلا». وأضاف أن «إشاعة إجراء المحادثات والكلام عن التغيير في موقف الإمارة أو الحديث عن اللقاءات المزعومة بمسؤولي الإمارة من الإشاعة الجوفاء والكذب المحض».

ورأى أن «الأعداء يريدون من وراء مثل هذه الإعلانات الرمزية إخفاء هزيمتهم في أفغانستان وراء سراب من الآمال لشعوبهم المخدوعة». وأرسل بيان الملا عمر بالبريد الإلكتروني إلى عدد من وسائل الإعلام ووضع بعدة لغات على موقع «سايت» الأميركي المتخصص بمتابعة إعلانات الحركات الإسلامية على الإنترنت.

ومن جهته قال قائد شرطة قندز عبد الرحمن سيد خليلي لوكالة الصحافة الفرنسية إن «طالبان هاجمت صباح أمس نقطة حراسة لبرج اتصالات هاتفية». وأضاف أن «الحراس أبدوا مقاومة وقتل 9 منهم و7 عناصر من حركة طالبان». وأكد أنه تم إرسال تعزيزات من قوات الشرطة في وقت لاحق إلى موقع الاشتباك، مما أسفر عن مقتل ضابط في الشرطة. وأصبحت أبراج الاتصالات الهاتفية هدفا لطالبان وغيرها من الجماعات المسلحة منذ حظرت الحركة المتشددة إجراء الاتصالات بالهواتف الجوالة خلال الليل في المناطق التي تسيطر عليها. وتقول طالبان إن قوات الأمن الأفغانية والقوات الأجنبية المؤلفة من 150 ألف عسكري بقيادة الولايات المتحدة تتعقب مقاتليها من خلال إشارات الهواتف الجوالة. وذكر السكان أن كافة الهواتف الجوالة توقفت عن العمل بعد حلول الظلام في قندز، الولاية التي يوجد فيها مسلحو طالبان بشكل قوي.

وسيبعث تصاعد العنف في أفغانستان برسالة ذات مغزى إلى قادة حلف شمال الأطلسي الذين يجتمعون في لشبونة يوم الجمعة المقبل. ويتصدر جدول أعمال القمة الحرب في أفغانستان حيث يتعرض عدد كبير من زعماء دول الحلف الأوروبيين إلى ضغوط داخلية من جانب رأي عام متشكك في تبرير حربهم المستمرة منذ 9 سنوات.

كما يجيء ارتفاع الخسائر البشرية في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الأميركي باراك أوباما لإجراء مراجعة لاستراتيجية الحرب في أفغانستان في ديسمبر (كانون الأول) وسط تراجع كبير في تأييد الرأي العام الأميركي للحرب، وبعد أن مني الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه أوباما بخسائر في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي أجريت في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني). وبلغ مستوى العنف في أفغانستان حاليا أعلى ذروة له منذ الإطاحة بطالبان عام 2001 إذ بلغت الخسائر البشرية في صفوف العسكريين والمدنيين مستويات قياسية رغم وجود 150 ألف جندي أجنبي.

وقالت «إيساف» إن الجنود الخمسة قتلوا بعد تعرضهم لهجوم من جانب المتمردين في الشرق لكنها لم تعلن عن أي تفاصيل أخرى ولم تكشف عن جنسية الجنود القتلى. وغالبية الجنود الذين يخدمون في شرق أفغانستان المضطرب أميركيون. كما لم تذكر «إيساف» مكان وقوع الاشتباك لكن حركة طالبان قالت على موقعها على الإنترنت إن الاشتباك استمر عدة ساعات وجرى في إقليم كونار. وقالت طالبان بشكل منفصل إن مقاتليها أطلقوا صواريخ على قاعدة تابعة لـ«إيساف» أمس الاثنين في أسد آباد العاصمة الإقليمية لكونار. وقال شاهد من «رويترز» إنه رأى ألسنة النيران ودخانا يتصاعدان من داخل القاعدة. ويمثل مقتل الجنود الخمسة في شرق أفغانستان أعلى خسائر بشرية في واقعة واحدة منذ أن قتل في هجوم انتحاري بسيارة ملغومة على قافلة لـ«إيساف» في كابل يوم 18 مايو (أيار) 6 جنود من بينهم 5 أميركيين بالإضافة إلى 12 مدنيا أفغانيا.