طهران: نيات مشبوهة وراء خطة «الناتو» لإقامة درع صاروخية في تركيا

إيران تبدأ مناورات عسكرية واسعة.. وتؤكد: صواريخنا ستسقط أي طائرة معتدية

TT

اعتبرت طهران، أمس، أن هناك «نيات مشبوهة» وراء خطة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بإقامة درع صاروخية في تركيا المجاورة لها، وجاء ذلك بينما بدأت إيران مناورات عسكرية جديدة لاختبار نظامها الدفاعي الجوي تستمر خمسة أيام تهدف إلى اختبار القدرات الدفاعية للصواريخ القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى.

وجاء ذلك في وقت يبحث فيه حلف «الناتو» ضرورة حماية مواطني دول الحلف من أي تهديدات إرهابية، والبحث عن وسائل دفاع مناسبة، وإقامة نظام دفاع صاروخي مشترك لحماية أوروبا من هجمات صاروخية محتملة، من جهات عدة بينها إيران.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست، إن «هناك نيات مشبوهة وراء خطة حلف (الناتو) بإقامة درع صاروخية في تركيا».

ونقلت وكالة «مهر» للأنباء الإيرانية أن مهمانبرست قال في مؤتمره الصحافي الأسبوعي حول هذا الموضوع إن «هذه الخطة التي تتم متابعتها حاليا باسم (الناتو) هي استمرار للمشروع الأميركي الفاشل لنشر درع الدفاع الصاروخية»، وأضاف: «توجد نيات مشبوهة وراء هذه القضية، بحيث أثارت قلق دول المنطقة والعالم الإسلامي».

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية حول كون درع الدفاع الصاروخية تنشر لمواجهة إيران: «لسنا مصدر قلق لدولة ما، كما لا يوجد تهديد لدول المنطقة باستثناء الكيان الصهيوني».

واعتبر مهمانبرست هذه الخطة تندرج في سياق حماية إسرائيل، مضيفا: «يجب على دول المنطقة أن تتعامل بحذر فيما يتعلق بهذه القضية»، وتابع قائلا إن «تركيا دولة جارة وصديقة لنا ونبحث القضايا معها من خلال المشاورات والاتصالات، وقد أبلغنا المسؤولين الأتراك بقلق دول المنطقة والعالم الإسلامي فيما يتعلق بهذه الخطة المشبوهة، لأن هناك شكوكا جادة تجاه أهداف هذه الخطة».

وفي غضون ذلك، كثف المسؤولون الإيرانيون المناورات العسكرية والإعلان عن تعزيز ترسانة الأسلحة في البلاد، وخصوصا في مجال الصواريخ. وبدأت إيران أمس مناورات واسعة تشمل البلاد برمتها بمشاركة جميع القوات المسلحة.

وقال مسؤول إيراني كبير إن المناورات تهدف إلى اختبار القدرات الدفاعية للصواريخ القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى، إضافة إلى نسخة جديدة من منظومة الدفاع الجوي، من دون أي توضيحات أخرى.

ومن جهته، أكد قائد عمليات مقر المضادات الجوية، العقيد أبو الفضل فرمهيني، استعداد الصواريخ المضادة للجو التابعة لمقر «خاتم الأنبياء»، الفيلق الهندسي التابع للحرس الثوري الإيراني، إسقاط أي طائرة معتدية. ونقلت وكالة أنباء «فارس»، الإيرانية شبه الرسمية، عن العقيد فرمهيني أن المناورات التي تجريها بلاده «تجري في ظل وجود بعض الدول الأجنبية بمنطقة الشرق الأوسط والإخلال بالأمن العام بهذه المنطقة الحساسة»، في إشارة إلى الوجود الأميركي في العراق وأفغانستان.

وأكد المسؤول الإيراني أن «المناورات المذكورة تظهر عدم حاجة المنطقة إلى توفير الأمن فيها من قبل الدول الأجنبية.. وأنها تحمل رسالة تحذير للأعداء الذين لا يريدون الخير للشعب الإيراني وشعوب المنطقة، بأن مقر (خاتم الأنبياء) مستعد للدفاع عن سماء الوطن بكل قوة واقتدار».

وأكدت الولايات المتحدة وإسرائيل في السنوات الأخيرة عدم استبعاد توجيه ضربة عسكرية ضد إيران التي يتهمها الغرب بالسعي إلى امتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامج نووي مدني، على الرغم من نفيها المتكرر.

وفي سياق متصل، أعلنت السلطات الإيرانية أنه لم يتم التوصل بعد إلى أي اتفاق مع القوى الكبرى حول مكان وجدول أعمال المباحثات حول الملف النووي الإيراني التي يرتقب أن تستأنف في مطلع ديسمبر (كانون الأول).

وقال الناطق باسم الخارجية الإيرانية إن «المشاورات مستمرة»، مضيفا: «لقد توصلنا إلى اتفاق حول الموعد، لكن بالنسبة إلى بقية الأمور فإنه حين يحصل اتفاق فسنعلن عنه».