خادم الحرمين الشريفين يطمئن معايديه على صحته

قال لدى استقبالهم في الرياض: ما شفنا من النساء إلا كل خير

خادم الحرمين الشريفين لدى استقباله المواطنين الذين قدموا للسلام عليه وتهنئته بعيد الأضحى المبارك في الرياض أمس (واس)
TT

طمأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز المواطنين على صحته، مزجياً شكره لكل فرد من الشعب السعودي سأل عنه. وقال الملك عبد الله الذي استقبل في قصره بالرياض بعد ظهر أمس الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين وجمعا من المواطنين الذين قدموا للسلام عليه، وتهنئته بعيد الأضحى المبارك، «إخواني.. أشكركم وأرجو لكم التوفيق وأشكر كل فرد من الشعب السعودي سأل عني، ولله الحمد أنا بخير وصحة ما دمتم بخير». وأضاف «إخواني.. جاءتني هذه الوعكة ما أدري ما هي.. ناس يقولون لها إنزلاق، وناس يقولون لها عرق النساء، والنساء ما شفنا منهن إلا كل خير». وقال «العرق هذا من أين جاءنا. هذا عرق فاسد. ولكن إن شاء الله إنكم ما تشوفون إلا كل خير».

واختتم كلمته بالقول «أتمنى لكم التوفيق وأشكر كل من سأل عني القاصي والداني وعلى رأسهم الشعب السعودي الكريم وأتمنى لكم التوفيق وأرجوكم سامحوني لأنني ما قمت، بل صافحتكم وشكرا لكم».

وكان الشيخ صالح بن علي السحيباني ألقى كلمة استهلها بقول الله سبحانه وتعالى في محكم التنزيل «وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها»، وقال «نعم يا خادم الحرمين نعمُ الله علينا كثيرة لا تعد ولا تحصى من أعظمها نعمة الإسلام الذي بني على خمسة أركان (شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا). ونحن في هذا اليوم المبارك يوم عيد الأضحى نعيش مع الركن الخامس من أركان الإسلام العظيمة، حيث يواصل حجاج بيت الله أداء مناسك الحج العظيمة بعد أن مَن الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات الطاهر حيث سكبوا العبرات ولهجوا لله بالدعوات طالبين منه أن يغفر لهم الخطايا والسيئات».

وأضاف يقول «اليوم يستقرون في منى بعد أن أدوا مناسك الحج بكل يسر وسهولة وراحة واطمئنان في ظل خدمات جبارة ومجهودات عظيمة وأعمال جليلة تذكر فتشكر وذلك بمتابعة منكم يا خادم الحرمين الشريفين، حيث جعلتم ذلك من الأولويات التي لا يسبقها شيء وبذلتم فيها الغالي والنفيس، وما جسر الجمرات وقطار الحرمين وسقيا زمزم والتوسعة الكبرى لكل من المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف إلا خير شاهد على ذلك؛ جعل الله ذلك في ميزان حسناتكم وأجزل لكم الأجر والمثوبة».

واضاف «خادم الحرمين ولئن غبت هذا العام عن مشاركة الحجيج حجهم وحفل تكريمهم بسبب وعكة صحية ألمت بك عجل الله لك بالعافية والشفاء فلن تغيب عنهم بتوجيهاتك السديدة ولن تغيب عنهم بمتابعتك المستمرة ولن تغيب عنهم بوجدانك ومشاعرك وهمك وتفكيرك».

وأضاف الشيخ السحيباني «خادم الحرمين ولئن غبت هذا العام عن حجاج بيت الله بسبب ما ألم بك فلن تغيب عنهم بدعائهم لك وتمنياتهم لك بالصحة والعافية والشفاء العاجل ولن تغيب عنهم بدعائهم لك على ما بذلته وتبذله وما قدمته وتقدمه لهم من خدمات وتسهيلات يرونها واضحة للعيان عاما بعد عام ويشهد لها القاصي والداني»، وقال «فأبشر يا خادم الحرمين بما يسرك ولتسعد برضى الله عز وجل وأنت تقوم بهذه الأعمال العظيمة والخدمات الجليلة التي لن يقتصر نفعها لأهل مكة والمدينة فحسب بل سيعم نفعها لأكثر من مليار ومائتي مليون مسلم في أرجاء المعمورة والذي أعلم يقينا أنك تحمل همومهم وآلامهم؛ يسرك ما يسرهم ويؤلمك ما يؤلمهم تسعى جاهدا في جمع كلمتهم وتوحيد صفهم ونبذ الفرقة والخلاف فيما بينهم تريد منهم، يحفظك الله، أن يتحقق فيهم قول الله عز وجل ((واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا))».

وألقى عبد المقصود محمد خوجة كلمة هنأ في بدايتها خادم الحرمين الشريفين بعيد الأضحى المبارك، وقال «إذا كانت القلوب تهفو معكم فإنها اليوم أناخت بجمعها بين يديكم فلا تهنئة لعيد بدونكم ولا محبة لفرح لم يجمعنا بعطفكم.. كنتم ذاتا تعدت حدود شعبكم وأرض وطنكم لتشمل حكمتكم أبناء الأمة الإسلامية التي ما فتئتم تعيشون هواجسها بعظمة الرجال وعزيمة الأبرار، صرتم للعرب الشقيق الأكبر فأقسمتم على اللحمة والوفاق وحاربتم كل فرقة وشقاق لتخرجوها من شرانق دياجير عسعست لياليها الطوال من مكائد وفتن وانقسامات ومحن لتتنفس أصباحا نورا على نور ليهدي الله بنوره من يشاء ولتبددوا عنهم ظلمات بعضها فوق بعض».

وأضاف «يا خادم الحرمين الشريفين لقد شرقتم وغربتم فهذه أرض لبنان وهذه العراق وهذه أفغانستان وهذه واسطة العقد فلسطين، شواهد على ما بذلتم وأعطيتم وأزهقتم عنفوان صحتكم لتعيدوا لهذه الأمة سيرتها الأولى كخير أمة أخرجت للناس. يا وجه الخير لقد أكرمتم وأنعمتم لتضيئوا وجوه هذه الأمة بالوصول إلى آمالها. لقد انتصرتم دائما بالحق للحق باذلين كل السهد والجهد فكان الله معكم نعم المولى ونعم النصير».

وقال «أما أبناء شعبكم فهم الأولون الأولون في حنايا صدركم ومع خفقات قلبكم لهم الصدارة منكم، صدورنا مثلوجة وأفئدتنا مسرورة انتظرناكم فنعمنا بوفائكم ولا نزال ننتظركم لتعطوا فوق ما أعطيتم وإننا على يقين أنكم على دروب خير هذه الأمة تسعون ولمستقبلها المشرق تبذلون فوق ما بذلتم فليجزيكم الله خيرا على ما قدمتم وعملتم».

وتابع عبد المقصود خوجة يقول «يا خادم الحرمين الشريفين إن الحجيج في رحلتهم الخالدة إلى الرحاب الطاهرة تلهج ألسنتهم بالدعاء للذين لأماناتهم وعهدهم راعون، لقد سرى بنا ليل تنفس صبحه عيدين عيدا نفرح به كسائر الأمم في مشارق الأرض ومغاربها وعيدا ينبض في عروق أبناء هذه الأرض وهم يرونكم شامة بين المسلمين قاطبة رافعين أكف الضراعة أن يحفظكم الله من كل سوء بما شاء وكيف شاء وأن يحفظ بكم الوطن والمواطنين وأمة الإسلام، فأنتم المجد في عليائه محفوفين برعاية الله ومعافاته، عاد بإذن الله عضد الخير وسند الحق سلطان الوفاء رافعا رايتكم راية العز والصلاح والإصلاح بسند نائبكم الثاني أمير الأمن والطمأنينة والسلام، أما من أوليتموه على خير أرض الله مكة المكرمة أميرنا خالد الفيصل فهو قائم بتوجيهاتكم جزاء وفاقا عشتم وطابت لكم الحياة». وقد ألقى الشاعر ياسر محمد التويجري قصيدة بين يدي خادم الحرمين الشريفين.

حضر الاستقبال الأمير محمد بن عبد الله بن جلوي، والأمير فهد بن محمد بن عبد العزيز، والأمير فهد بن مشاري بن جلوي، والأمير بدر بن عبد العزيز نائب رئيس الحرس الوطني، والأمير عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن، والأمير بندر بن محمد بن عبد الرحمن، والأمير بندر بن خالد بن عبد العزيز، والأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة، والأمير خالد بن عبد الله بن محمد، والأمير فيصل بن محمد بن سعود الكبير، والأمير خالد بن فيصل بن سعد، والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة، وقد تناول الجميع طعام الغداء على مائدة خادم الحرمين الشريفين.

من جهة أخرى تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اتصالات هاتفية أمس، من الرئيس عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان، والرئيس حامد كرزاي رئيس جمهورية أفغانستان الإسلامية، والرئيس العراقي جلال طالباني، والملك خوان كارلوس ملك إسبانيا، ورئيس وزراء لبنان سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، اطمأنوا خلالها على صحته. وقد ثمن خادم الحرمين الشريفين ما عبّر عنه المتصلون من مشاعر أخوية صادقة.