اكتمال وصول الحجاج إلى منى في وقت قياسي.. وإحصاءات تؤكد وجود 2.8 مليون حاج

النائب الثاني يحتفي بكبار الشخصيات التي تؤدي الفريضة هذا العام

TT

يحتفي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بزعماء الدول وكبار الشخصيات الدينية والسياسية ورؤوس وفود البعثات الذين يؤدون الحج لهذا العام، وذلك في حفل التكريم السنوي الذي يقام بالقصر الملكي بمشعر منى، اليوم، ويحضره نيابة عنه الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي رئيس لجنة الحج العليا.

ويستقبل حجاج بيت الله الحرام اليوم، أول أيام التشريق، وهو ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، حيث يرمون سائر اليوم الجمرات الثلاث تباعا؛ «الصغرى» و«الوسطى» والجمرة الكبرى «العقبة»، بينما أعلن الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية رئيس الهيئة العليا لمراقبة نقل الحجاج، أمس، عن نجاح خطة نفرة الحجاج من عرفات إلى منى، مشيرا إلى أن الحجاج ينعمون بمزيد من الأمن والأمان وسط منظومة من الخدمات، مؤكدا أن التقارير الواردة مطمئنة وتفيد بعدم وقوع أي حوادث تذكر، سواء المرورية أو الأمنية، وأن الحالة الصحية بين الحجاج ممتازة.

يأتي هذا في وقت أعلنت فيه مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات نتائج إحصاءات الحج لهذا العام، حيث بلغ عدد الحجاج أكثر من 2.8 مليون حاج، منهم 1.8 مليون حاج من خارج المملكة، والبقية نحو مليون حاج من داخل السعودية، الغالبية العظمى منهم من المقيمين غير السعوديين.

وفي منى، بدأت أمس أعمال أداء النسك في مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي لموسم حج هذا العام، وكشف الدكتور أحمد محمد علي رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، عن بلوغ مبيعات المشروع من سندات الهدي والأضاحي رقما غير مسبوق هذا العام، التي بلغت حتى فجر أمس أكثر من 700 ألف رأس من الأغنام، فيما كان مجموع ما تمت الإفادة منه لكافة أنواع النسك لموسم حج العام الماضي في إطار المشروع قد بلغ 732 ألف رأس من الأغنام في مجازر التوكيل ووحدات المجازر المفتوحة.

وكانت جموع الحجيج بدأت منذ فجر أمس (الثلاثاء) أول أيام عيد الأضحى المبارك أداء نسك رمي الجمرات في مشعر منى، برمي الجمرة الكبرى بسبع حصيات في انتظام سلس وحركة هادئة من ضيوف الرحمن وانسيابية في تنقل الحجيج من مواقع إقامتهم في منى وفق خطة التفويج المعدة لذلك دون تزاحم أو تدافع، وبذل رجال الأمن وأفراد الكشافة جهودا كبيرة في نصح الحجاج باستخدام الأدوار لجسر الجمرات في الرمي والالتزام بالمسارات التي سلكوها نحو الجسر، بما يوفر للحاج راحة وسعة في الحركة، كما وجهوا من يحاول الافتراش بأن هذه المنطقة غير مخصصة للافتراش ويرشدونهم إلى المناطق المخصصة للافتراش في مشعر منى، ونجح أكثر من 2.3 مليون حاج ممن تم تفويجهم إلى جسر الجمرات حتى الساعة الثانية عشرة من ظهر أمس من رمي جمرة العقبة بكل يسر وسهولة.

إلى ذلك أدى أهالي مكة المكرمة وجموع من حجاج بيت الله الحرام أمس صلاة العيد في المسجد الحرام في أجواء آمنة مطمئنة مفعمة بالخشوع لله والخضوع له، سبحانه وتعالى، وشهد المسجد الحرام منذ الساعات الأولى من صباح أمس تدفق الآلاف من حجاج بيت الله الحرام امتلأت بهم جنباته وأدواره العليا والساحات المحيطة به، كما شهدت الطرق المؤدية إلى المسجد الحرام كثافة بشرية كبيرة في أعداد المشاة وكثافة مرورية في أعداد السيارات.

وكان الملايين من حجاج بيت الله الحرام أقبلوا مع إشراقة شمس صباح أمس إلى مشعر منى، جماعات وأفرادا، راجلين وركبانا، مهللين مكبرين، تملأهم الفرحة والسرور بعد أن منّ الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات الطاهر، وقد أدوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم باتوا ليلتهم في المشعر الحرام (مزدلفة)، ونجحت الخطط التي وضعتها جميع القطاعات المعنية بالحج، وفي مقدمتها القطاعات الأمنية، وشرع الحجاج فور وصولهم إلى مشعر منى برمي جمرة العقبة فقط، وهي التي تلي مكة اتباعا لسنة الرسول، صلى الله عليه وسلم، ومن ثم يطوفون بالبيت العتيق ويؤدون نسكي الحلق أو التقصير والنحر، ولذلك سمي اليوم العاشر بيوم الحج الأكبر لكثرة أعمال النسك التي يؤديها الحاج في هذا اليوم، ويواصل ضيوف الرحمن إكمال مناسكهم أيام التشريق الثلاثة، إلا من تعجل منهم فبإمكانه الذهاب إلى الحرم المكي الشريف ليطوف طواف الوادع بعد أن يرمي الجمرات الثلاث في اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة، لقوله تعالى «فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ».

من جهة ثانية، قام الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي، أمس، بجولة جوية على متن إحدى طائرات الإسعاف الجوي، شملت مرافق الهيئة بالمشاعر المقدسة، وشملت الزيارة عرفات ومنى ومزدلفة، كما توجه بالطائرة إلى جسر الجمرات، واطلع على التجهيزات التي تم توفيرها، وزار أيضا مراكز الإسعاف بعرفات، وقال الأمير فيصل «إن الهيئة تسعى إلى العمل بـ25 طائرة إسعاف في المستقبل القريب لتقدم الخدمة الإسعافية الجوية في جميع مدن المملكة، خاصة أن الإسعاف الجوي أثبت نجاحا باهرا».