لاستهداف الحجيج كانت تهدف لإرباك رجال الأمن

اللواء التركي لـ : محاولات «الفئة الضالة»

TT

كشف اللواء منصور التركي، المتحدث الأمني بوزارة الداخلية السعودية، عن تفاصيل جديدة في حادثة استهداف «القاعدة» للمشاعر المقدسة أثناء موسم الحج في الأعوام الماضية. وقال التركي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن محاولات «الفئة الضالة» لاستهداف أمن الحجيج خلال مواسم الحج السابقة كانت عبارة عن محاولة تنفيذ عمليات إرهابية خارج المشاعر المقدسة لإرباك رجال الأمن الذي يعملون على تنظيم موسم الحج داخل المشاعر. وكان الأمير نايف بن عبد العزيز، وزير الداخلية السعودي، كشف نهاية الأسبوع الماضي خلال جولته التفقدية السنوية بالمشاعر المقدسة عن إحباط الأمن السعودي محاولات إرهابية للمساس بأمن الحج، مؤكدا أن بلاده لا تستبعد أن تحاول «القاعدة» المساس بأمن حج هذا العام.

وأكد اللواء التركي جاهزية رجال الأمن واستعدادهم التام للتصدي لأي عمل من شأنه أي يربك أمن الحج أو يهدد سلامة ضيوف الرحمن. وأفاد التركي، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي يوم أمس، بأن موسم الحج لهذا العام يسير بصورة آمنة وغير مسبوقة، ولم تسجل أي حوادث تمس بأمن الحجاج، وأن قوات الأمن لم تضطر إلى تطبيق أي خطة أمنية بديلة أو خطة طوارئ.

وأضاف أن عملية تصعيد الحجاج إلى مشعر عرفات والنفرة إلى مزدلفة والعودة إلى منى شهدت نجاحا غير مسبوق في انسيابية وسرعة الحركة، حيث اكتمل تصعيد الحجيج إلى مشعر عرفات بحلول الساعة الحادية عشرة صباحا. وأشار التركي إلى دور قطار المشاعر في تسهيل عملية التصعيد والنفرة، حيث أسهم في نقل 150 ألف حاج بين منى وعرفات ومزدلفة.

وأشار المتحدث الأمني إلى أن عملية النفرة من عرفات استخدمت فيها مختلف وسائل النقل عبر الرحلات الترددية والقطار والمشي، حيث فضل 750 ألف حاج الانتقال من عرفات إلى مزدلفة ومنى راجلين.

وأضاف اللواء منصور التركي أن عملية رمي الجمرات يوم أمس تمت بانسيابية تامة، ومن دون تسجيل حوادث، وذلك عبر أدوار جسر الجمرات الخمسة بمشاركة 12 ألف رجل أمن، مبينا أن الكثافة القصوى التي شهدها الجسر كانت بين الساعة التاسعة والساعة الحادية عشرة من يوم أمس، وذلك في الأدوار الأرضي والأول والرابع.

من جانبه، قال الرائد عبد الله الحارثي، المتحدث الإعلامي بالدفاع المدني، إن التحقيقات الأولية في الحريق الذي شهده مشعر عرفات يوم الخميس الفائت كشفت عن أن سوء استخدام العمالة للحطب في عملية الطبخ تسبب في نشوب الحريق، مشيرا إلى أن التحقيقات مستمرة لمعرفة أسباب الحريق الذي شهده المشعر يوم الأحد وقضى على 50 خيمة فيه. وأشار الحارثي إلى أن 1200 رجل دفاع مدني يشاركون في قوة الدفاع المدني بجسر الجمرات، وذلك لتنظيم الحشود عبر 52 نقطة استشعار ترتفع إلى 102 نقطة استشعار في حال دعت الحاجة، مشيرا إلى عدم تسجيل أي حوادث. وأشار الرائد الحارثي إلى استعداد الدفاع المدني لحالات هطول الأمطار بالتنسيق مع هيئة الأرصاد لمواجهة السيول والأمطار المحتملة.

إلى ذلك، أكد الدكتور خالد المرغلاني، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة السعودية، خلو موسم الحج إلى الآن من أي حالات وبائية أو محجرية، ونفى في الوقت ذاته تسجيل المزيد من حالات إنفلونزا الخنازير، مشيرا إلى أن المرض لم يعد وباء يخشى منه.

* حالات من الإغماء بسبب حرارة الجو لم تؤثر على انسيابية الحركة داخل طوابق جسر الجمرات مع تدشين الطابق الخامس، الذي يستخدم لأول مرة هذا الموسم، وانتشار أفراد قوات الطوارئ على جنبات الجسر.

* ابتداء من اليوم يتاح لحجاج بيت الله الحرام التنقل باستخدام قطار المشاعر بعد أن كان مقتصرا في الأيام الماضية على حجاج الداخل.

* مروحيات الهلال الأحمر السعودي والدفاع المدني ظلت تجول في سماء المشاعر تجول من وقت لآخر طوال أمس.

* على الرغم من استحداث مؤسسات الطوافة عدة طرق للفت انتباه الحجاج إلى أماكن تجمعها في الطريق إلى الجمرات، فإن عددا كبيرا من الحجاج ضلوا طرق الذهاب والعودة، الأمر الذي استلزم تدخل 3 آلاف من عناصر الكشافة لإرشادهم إلى مقار مخيماتهم.

* الحجاج الذين كسوا منى بالألوان الزاهية بعد تحللهم من الإحرام، دفعهم اعتدال الجو لقضاء ساعات الليل للتجوال في أرجاء مشعر منى، بينما أجبرتهم درجات الحرارة المرتفعة نهارا على لزوم الخيام، واستهلاك 280 ألف متر مكعب من المياه.

* مع تعطل بعض الحافلات في الطريق بين مزدلفة ومنى، لوحظت خفة في حركة الحجيج خلال النفرة. أسهم في ذلك قرار السلطات منع المركبات التي تقل أقل من 25 راكبا من الدخول للمشاعر.

* الدفاع المدني وجه 600 من أفراده في عرفات للالتحاق بزملائهم بجسر الجمرات في منى، وقام بمصادرة عدد كبير من الدراجات النارية غير المرخصة، التي شكلت هاجسا من الناحية الأمنية.