قتيلان في هجومين على منزلين للمسيحيين في الموصل

ناج من هجوم الكنيسة في غيبوبة بعد تعرضه لمحاولة اغتيال

TT

يبدو أن المسلحين الذين كانوا قد اقتحموا قبل أكثر من أسبوعين كنيسة «سيدة النجاة» في بغداد لم يكتفوا بالعشرات من الذين سقطوا بين جريح وقتيل، عندما وجهوا نيران أسلحتهم إليهم أثناء قداس وبتفجير منازل مسيحيين في مناطق متفرقة من بغداد. فقد بدأ المسلحون المنتمون لـ«القاعدة» بعمليات اغتيال منظمة، كان آخرها ما تعرض له سامر، وهو أحد الناجين من اعتداء كنيسة «سيدة النجاة» ويعمل حارسا شخصيا لأحد أساقفة الكنيسة. كما فجر مسلحون منزل عائلة مسيحية قرب الموصل أمس وأوقعوا قتيلين.

وحسب أسرة المواطن سامر، فإن عبوة لاصقة وضعت تحت مقعد السائق في سيارته لتنفجر بعد دقائق من تحرك السيارة من منزله في منطقة «سبع أبكار» وسط بغداد، وهي منطقة ذات غالبية مسيحية. وأصيب سامر بجروح خطيرة أدخلته في حالة غيبوبة في المستشفى. ويؤكد أحد أقارب سامر أنه كان شاهدا مهما على ما حصل في كنيسة «سيدة النجاة»، وقد ظهر على شاشة التلفزيون والتقى كذلك رئيس الوزراء نوري المالكي أثناء زيارته للكنيسة لمواساة المسيحيين فيها.

وكانت كنيسة «سيدة النجاة» التابعة لطائفة السريان الكاثوليك في حي الكرادة وسط بغداد قد شهدت هجوما مسلحا في 31 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي تمثل بدخول عدد من المسلحين إلى الكنيسة وقاموا باحتجاز رهائن، وأدى ذلك في نهاية المطاف إلى مقتل 53 شخصا، من ضمنهم مسلحون، وإصابة أكثر من مائة شخص، بعد قيام قوات الأمن العراقية باقتحام الكنيسة.

وأكد أحد أصدقاء سامر أن استهداف المسيحيين سيستمر إذا لم تحدد الحكومة العراقية الوسيلة الأفضل لحمايتهم، فبعد أن تعرضت كنيسة «سيدة النجاة» لأكبر اقتحام مسلح وفي وضح النهار بدأت مرحلة أخرى من استهداف المسيحيين عبر تفجير منازلهم، مطالبا الحكومة بالإسراع وإيجاد الخطط للحيلولة دون قتل المسيحيين ومحاولة إرغامهم على الهجرة.

وبعد هجوم الكنيسة بأيام فجر مسلحون منازل تعود ملكيتها لمسيحيين في عدد من مناطق بغداد. وأمس أعلن مصدر أمني في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، أن مدنيين اثنين قتلا عندما داهم مسلحون منزل أسرة مسيحية الليلة قبل الماضية. وفي الليلة ذاتها تعرض منزل أسرة مسيحية أخرى في جزء آخر بالمدينة لتفجير، مما أسفر عن إصابة أحد المارة، حسبما أعلن مصدر في الشرطة.

يذكر أن مئات المسيحيين تركوا منازلهم في الموصل في السنوات الأخيرة هربا من هجمات الجماعات المرتبطة بـ«القاعدة»، خاصة التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم «دولة العراق الإسلامية». وكان هذا التنظيم أمهل الكنيسة القبطية في مصر، بعد هجوم كنيسة «سيدة النجاة» في بغداد، 48 ساعة لإطلاق زوجتي كاهنين اعتنقا الإسلام وورد أنهما اعتنقتا أيضا الإسلام، لكنهما، على حد زعم التنظيم، «محتجزتان» في دير تابع للكنيسة القبطية. وبعد انقضاء المهلة اعتبر التنظيم المتطرف المسيحيين «أهدافا مشروعة».