المجلس الوزاري في إسرائيل يبحث الانسحاب من بلدة الغجر الحدودية

أشكنازي يحذر من سيطرة حزب الله عسكريا على لبنان

TT

حذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، من مغبة سيطرة حزب الله عسكريا وبالقوة على لبنان. وقال في تصريحات أطلقها من كندا، التي يزورها لتوديع نظرائه في أميركا، إن حزب الله يعمل وفقا للأجندة الإيرانية بالتعاون مع عناصر أخرى في المنطقة، وإيران وتركيا أصبحتا معا، في فرض أجندات الشرق الأوسط.. وعليه فإن سيطرة حزب الله على لبنان ستقلب الموازين.

ولم يقل أشكنازي ما الذي سيفعله جيشه في هذه الحالة، لكنه أعرب عن اعتقاده أن سيطرة حزب الله «ستتم في القريب» كرد على القرار الظني للمحكمة الدولية التي تحقق في اغتيال الرئيس الراحل رفيق الحريري، والمتوقع أن تدين بالجريمة عددا من أقطاب الجناح العسكري في حزب الله.

وكان رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (أمان)، الجنرال عاموس يدلين، وعلى عكس أشكنازي، قد قلل من إمكانية أن يقوم حزب الله بفرض سيطرته على لبنان بالقوة في حال أصدرت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان قرارها الظني، على الرغم من أن لدى الحزب القدرة الكافية لبسط سيطرته خلال ساعات، حسب تعبيره.

والجدير ذكره أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، سوف يقدمان اليوم خطة الانسحاب من شمال قرية الغجر، إلى المجلس الوزاري الأمني المصغر من أجل المصادقة عليها. وأشارت صحيفة «هآرتس»، أمس، إلى أنه على الرغم عن تصريحات نتنياهو، عدة مرات خلال العام الأخير، بأن إسرائيل لا تستطيع الاعتماد على قوات دولية في حماية حدودها، فإنه قرر الانسحاب من القسم الشمالي من قرية الغجر من دون أي اتفاق مع الحكومة اللبنانية، بحيث يتم نقل المسؤولية الأمنية إلى قوات الطوارئ الدولية (اليونيفيل). كما أشارت إلى أنه في السنتين الأخيرتين أجرت إسرائيل مفاوضات مع قوات الطوارئ الدولية بشأن الترتيبات الأمنية في القرية، وبشأن الإجراءات التي سمحت لسكان شمال قرية الغجر، الذين يحملون بطاقات شخصية زرقاء، بمواصلة تلقي الخدمات المدنية الضرورية من إسرائيل. لكن في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي تبين لإسرائيل أن الحكومة اللبنانية غير معنية بالتقدم في موضوع الانسحاب بموجب المخطط الذي طرحته إسرائيل، كما أن مشكلات كثيرة في الشؤون المدنية لم تجد لها حلا مناسبا. بيد أن هناك ضغطا أميركيا على إسرائيل للانسحاب من شمال القرية. ونقل عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن قائد قوات الطوارئ الدولية، الجنرال الإسباني أسارطه، قدم اقتراحا جديدا يشطب عمليا كل المفاوضات التي أجريت في السنتين الأخيرتين. وبحسب اقتراحه الجديد فإن الوضع في قرية الغجر يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب العدوانية على لبنان في شهر يوليو (تموز) 2006.

وبحسب المسؤول الإسرائيلي فإن الاقتراح الجديد ينص على إخلاء شمال الغجر من القوات الأجنبية. فالقوات الإسرائيلية لن تمكث في المنطقة الشمالية من الغجر، وستبقى في القسم الجنوبي، وقوات الطوارئ الدولية ستنتشر خارج القسم الشمالي من القرية، إلى داخل الأراضي اللبنانية.