المفتي قباني: المطلوب تحقيق العدالة والاستقرار معا.. وما من فريق يستطيع أن يفرض إرادته على الآخر

أكد على أن المناصفة بين المسلمين والمسيحيين ميثاق لن يمس

TT

شدد مفتي الجمهورية اللبنانية محمد رشيد قباني على أن «المطلوب اليوم تحقيق العدالة والاستقرار معا، لا أن نخسر الاثنين»، معتبرا أن «العدالة حق للبنانيين، والاستقرار واجب على الدولة اللبنانية أن تؤمنه، ومسؤولية المجتمع المحافظة عليه».

وفي خطبة عيد الأضحى في مسجد محمد الأمين، في وسط بيروت، لفت قباني إلى «اننا نريد العدالة لرئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري ولكل الشهداء، ونريدها للبنانيين وللبنان، لأن العدالة تستجلب الأمن والطمأنينة، ونريد الاستقرار لأن الاستقرار يعزز شبكة الأمان الاقتصادي، ويوفر للناس فرص العمل ويقيهم من شرور البطالة والفقر».

وأشار قباني إلى أن «ما من فريق يستطيع أو يدعي أنه يمكن أن يفرض إرادته على الفريق الآخر، والكل يدرك أن بناء الدولة لا يكون إلا باجتماع إرادة جميع اللبنانيين، لأن الفرقة تلغينا وتؤذينا وتسقط قضايانا العادلة كقضية القدس وفلسطين»، متسائلا «هل نقدم وطننا لقمة إلى عدو يعد عدته لينقض علينا ونحن غارقون في خلافاتنا ومصالحنا الضيقة؟».

ودعا قباني إلى أن «يكون هذا العيد مناسبة للعودة إلى الضمير وتغليب منطق الحكمة والابتعاد عن منطق القوة، ولنفتح عقولنا ولنمد أيدينا إلى بعضنا بعضا وإلى إخواننا العرب، كي نمنع وقوع فتنة يعمل لها أعداء لبنان»، مشددا على أنه «لن تكون فتنة يرجوها العدو الإسرائيلي ويخطط لها لا بين المسلمين والمسلمين أو بين المسيحيين والمسلمين».

وأضاف «لن نقبل بأن يمس المسيحيين أي أذى لا في لبنان أو في البلاد العربية كما حصل مع المسيحيين في العراق»، مؤكدا «اننا والمسيحيين في لبنان أبناء وطن واحد، ونحن على عهد ميثاق العيش المشترك يجمعنا معهم في لبنان وفي كل أرض عربية عيش مشترك، ويشكل حصنا منيعا وضمانا لحياة حرة كريمة يسودها الحق والعدل»، معربا عن رفضه لهجرة المسيحيين بسبب أي إكراه ينسب إلى الإسلام لأنه عمل لا يرضاه ولا يقبله الإسلام ولا قيمه ولا أحكامه ولا أخلاقه.

وقال «ستبقى المناصفة بين المسلمين والمسيحيين ميثاقا وعهدا لن نقبل أن تمس أو تختل لأي سبب من الأسباب، وتحت أي ظرف من الظروف، وإلا سقط لبنان وسقطت العهود، وأصبح لبنان ساحة للفتن الطائفية».