باكستان: مقتل 15 متمردا في ضربة صاروخية أميركية على مركز تدريب

واشنطن تصعد هجماتها.. وسط استياء حكومة إسلام آباد التي تواجه انتقادات

TT

قتل 15 متمردا أمس في ضربة صاروخية شنتها طائرات أميركية من دون طيار على مركز تدريب للمسلحين في وزيرستان الشمالية في المنطقة القبلية شمال غربي باكستان، معقل حركة طالبان وحلفائها من تنظيم القاعدة، كما أعلن مسؤولون أمنيون باكستانيون. ويأتي ذلك وسط تكثيف لهذه الهجمات في الآونة الأخيرة، حيث قُتل أكثر من 220 شخصا في نحو 40 ضربة صاروخية منذ 3 سبتمبر (أيلول)، مما يثير استياء الحكومة الباكستانية التي تواجه انتقادات من الداخل. وقد صعّدت الولايات المتحدة هجماتها بالطائرات من دون طيار، وسط انتقادات لعدم تمكن باكستان من إطلاق هجوم بري في وزيرستان الشمالية حتى الآن. وأطلقت الطائرات الأميركية صواريخها على قرية غلام خان الواقعة على الحدود بين باكستان وأفغانستان، وعلى بعد 15 كلم شمال مدينة ميرانشاه، كبرى مدن ولاية وزيرستان الشمالية.

وقال مسؤول في أجهزة الأمن لوكالة الصحافة الفرنسية إن «15 متمردا على الأقل قتلوا بستة صواريخ أطلقتها طائرات أميركية من دون طيار على مجمع للناشطين وسيارة»، وأضاف أن «المتمردين كانوا يستخدمون المجمع للتدريب».

وأكد مسؤول في جهاز الاستخبارات، وآخر في جهاز الأمن في بيشاور الهجوم والحصيلة. وبعد الضربة تجمع متمردون حول المجمع المدمر وبدأوا عمليات البحث بين الأنقاض، بينما تم حفر قبور للقتلى في مقبرة قريبة، كما أفاد مسؤولون محليون في الاستخبارات. والغالبية العظمى من الغارات التي تشنها طائرات أميركية من دون طيار في باكستان استهدفت في الآونة الأخيرة هذه المنطقة القبلية الحدودية مع أفغانستان. ولا يمكن التحقق من مصدر مستقل من حصيلة هذه الغارات، ولا من حقيقة ما إذا كان ضحاياها من المقاتلين المتمردين.

ولا تعترف الولايات المتحدة رسميا بشن غارات في باكستان، إلا أن الجيش الأميركي ووكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) هما الوحيدان اللذان يملكان هذا النوع من الطائرات في المنطقة. وكان المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان وباكستان، ريتشارد هولبروك، قد أعلن أنه من الضروري بالنسبة لهذين البلدين أن يجدا «هدفا استراتيجيا مشتركا» لهزيمة مختلف مجموعات المتمردين في المناطق القبلية الحدودية.

وتعتبر ولاية وزيرستان الشمالية المعقل الأبرز لحركة طالبان الباكستانية، وقاعدة خلفية لمقاتلي حركة طالبان الأفغانية، الذين يشنون هجمات على القوات الأفغانية وقوات الحلف الأطلسي المنتشرة في أفغانستان، انطلاقا من الجانب الآخر للحدود.

وتعتبر المنطقة معقلا لشبكة حقاني، المتورطة في عدد من الهجمات في أفغانستان، لا سيما الهجوم الانتحاري الذي أسفر عن مقتل سبعة من عناصر الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) في ديسمبر (كانون الأول) 2009، في خوست (جنوب شرق). وتزايد عدد الغارات التي تشنها الطائرات الأميركية من دون طيار بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة. ويقول المسؤولون الأميركيون إن ضربات الطائرات من دون طيار تعتبر فعالة جدا في الحرب على شبكة القاعدة وحلفائها الإسلاميين، حيث أدت إلى مقتل عدد من الأهداف البارزة، بما في ذلك مؤسس حركة طالبان الباكستانية، بيت الله محسود. لكن هذه السياسة تثير استياء الرأي العام الباكستاني، الذي يعتبر العمل العسكري الأميركي على الأراضي الباكستانية انتهاكا للسيادة الوطنية.

وقد تبنت حركة طالبان الباكستانية مسؤولية عدد من الهجمات على قوافل إمدادات لحلف شمال الأطلسي موجهة إلى أفغانستان، انتقاما لضربات الطائرات الأميركية من دون طيار، كما قالت. وحاولت واشنطن التخفيف من المشاعر المناهضة لأميركا السائدة في باكستان عبر زيادة المساعدة المدنية لمساعدة البلاد على تجاوز عواقب الفيضانات المدمرة التي شهدتها في الصيف، إلى جانب مساعدات عسكرية ضخمة.