مقتل 27 مسلحا حوثيا في مواجهات مع قبائل موالية للحكومة اليمنية

الحوثيون يخوضون حروبا جانبية مع القبائل اليمنية على الحدود السعودية

TT

تخوض جماعة الحوثي المسلحة والمتمردة في شمال اليمن، عدة حروب جانبية مع القبائل الموالية للحكومة اليمنية، التي ترفض تمرد الحوثيين، وأعلنت وزارة الداخلية اليمنية، أمس، مقتل 27 عنصرا حوثيا في مواجهات عنيفة تدور منذ عدة أيام في منطقة منبه، بمحافظة صعدة، قرب الحدود اليمنية - السعودية، مع قبائل «جلحة»، وذلك بعد أيام على خوضهم مواجهات مماثلة مع قبائل موالية للحكومة اليمنية ضد التمرد الحوثي في منطقة كتاف القريبة، أيضا، من حدود اليمن والسعودية.

وقال مصدر محلي في صعدة لـ«الشرق الأوسط»: إن وساطة قام بها العميد علي بن علي القيسي، رئيس اللجنة الوطنية لإحلال السلام في صعدة، ومعه الشيخ ناصر قرشة، أحد المشايخ القبليين الموالين للحوثيين، فشلت في وقف المواجهات التي خفت حدتها، نسبيا، أمس، مع أول أيام عيد الأضحى المبارك. وذكرت المصادر أن الحوثيين تمكنوا، خلال المواجهات، من السيطرة على جبل شاهق واستراتيجي يسمى «نقيل السفت»، الذي يطل على مديريتي منبه وقطابر، في الوقت الذي تعد فيه منطقة قبائل «آل جلحة» محاذية تماما للأراضي السعودية.

واتهمت وزارة الداخلية اليمنية الحوثيين بإفشال تلك المساعي. وقال مركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية: إن لجنة ميدانية توجهت، أول من أمس، إلى مديرية قطابر بتكليف من اللجنة الوطنية لإحلال السلام بمحافظة صعدة للقاء ممثل الحوثيين، وذلك لـ«احتواء المواجهة المسلحة بين الطرفين ورفع تقرير إلى اللجنة الوطنية عن أسباب القتال والطرف البادئ بإشعال نيران المواجهة بين آل جلحة والحوثيين بمديرية منبه»، وأضاف: «إلا أن تخلف ممثل الحوثيين في قطابر عن مقابلة اللجنة الميدانية أفشل جهودها».

ومنذ توقفت الحرب السادسة بين الجيش اليمني والحوثيين في فبراير (شباط) الماضي، خاض الحوثيون عدة حروب ومواجهات جانبية ضد القبائل الموالية للحكومة اليمنية، التي شارك مسلحوها في الحرب الأخيرة، فقد جرت مواجهات عنيفة بين الحوثيين وقبائل الشيخ محسن بن معقل، أحد مشايخ مديرية حرف سفيان، في محافظة عمران، وعلى أثرها اختفى الشيخ بن معقل، منذ أكثر من 7 أشهر، وحتى اليوم لا يزال مصيره مجهولا.

وفي حرف سفيان، أيضا، والمكونة من 5 مديريات، خاض الحوثيون مواجهات عنيفة ضد قبائل النائب البرلماني، صغير بن عزيز، وانتهت لمصلحتهم، حيث أجبروه على النفي إلى العاصمة صنعاء وعدم العودة إلى المنطقة، بعد أن دمروا منزله وصادروا مزارعه وممتلكاته، حسبما وصف ذلك مصدر محلي، وقام الحوثيون خلال تلك المواجهات، بالاستيلاء على أحد أهم المواقع العسكرية في المنطقة وهو «الزعلاء»، الذي ما زالوا يسيطرون عليه حتى اليوم.

كما خاض الحوثيون مواجهات عدة في مناطق كثيرة في شمال وشرق اليمن ضد القبائل، التي تناصر الحكومة والجيش في حروبهما ضد المتمردين الحوثيين، ومنها كذلك الاستيلاء على مديرية المراش في محافظة الجوف، والأسبوع الماضي، بدأت مواجهات جديدة مع قبائل النائب البرلماني فايز العوجري التي لم تتوقف، حتى اللحظة، ولم تتوفر أي معلومات بشأن الخسائر التي خلفتها، في ظل أنباء، غير مؤكدة، بقيامهم، أمس ومع أول أيام العيد، بمهاجمة قبيلة العواجر في وقت مبكر.

ويطرح الحوثيون في جميع حالات هذه المواجهات، أنهم ليسوا طرفا فيها، وأنها بين القبائل بعضها البعض، وأن بعض القبائل تدافع عن نفسها ضد اعتداءات أخرى، غير أن بعض المراقبين عبروا لـ«الشرق الأوسط» عن استغرابهم لـ«تحركات الحوثيين» في المناطق المحاذية للأراضي السعودية و«استمرار سعيهم للاستيلاء على مواقع استراتيجية» في المناطق الحدودية، وهي «التصرفات» التي اعتبرها المراقبون «غير مفهومة في ظل السلام» وتوحي بـ«توجهات عدائية»، حسب تعبير المراقبين، الذين رفضوا الكشف عن هويتهم.