إيران تنفي استخدام العنف مع موظفي السفارة الفرنسية بطهران

ضابط سابق في سلاح الجوي الإيراني يعلن انضمامه إلى المعارضة ويطلب اللجوء في فرنسا

اللفتنانت بهزاد معصومي ليغوان خلال مؤتمر صحافي في باريس أمس (أ. ب)
TT

نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية لجوء رجال أمن إيرانيين للعنف مع موظفين بالسفارة الفرنسية في طهران. وقالت فرنسا أول من أمس إن موظفين في سفارتها بطهران تعرضوا «لأعمال عنف غير مقبولة»، على أيدي عناصر من جهاز أمني لم تحدده عرقلوا وصول أشخاص دعاهم السفير الفرنسي لحضور حدث ثقافي بالسفارة في 14 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي.

وقال المتحدث رامين مهمان باراست، لتلفزيون «برس تي في» الإيراني الناطق بالإنجليزية: «لم يتم استخدام أي عنف مع موظفي السفارة في طهران.. كانت الشرطة الدبلوماسية الإيرانية قد حذرت السفارة بشأن حضور بعض الأفراد للحدث، وقد سويت المسألة».

وكان المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو قد قال أول من أمس إن «حوادث خطيرة جدا» وقعت الأحد الماضي «عند مدخل مقر (سفير) فرنسا في طهران». وأوضح أن «أجهزة أمنية غير محددة عرقلت الدخول إلى المقر وعمدت إلى توقيف أشخاص تلقوا دعوات من السفير الفرنسي وتعرضوا لأعمال عنف غير مقبولة بمن فيهم عناصر الجهاز الدبلوماسي الفرنسي». وقال مسؤول في وزارة الخارجية الفرنسية لوكالة «أسوشييتد برس» إن الثلث فقط من مجموع 130 ضيفا دعاهم السفير الفرنسي لحضور سهرة ثقافية مخصصة للموسيقى الفارسية في عطلة نهاية الأسبوع، سمح لهم بالدخول، وإن عددا آخر من الضيوف تم اقتيادهم على متن شاحنات، كما أضاف المسؤول أن دبلوماسيا فرنسيا قد ضرب على وجهه. وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية أنه مع بداية تلك السهرة، التي لم تتم بالتالي، خضع أشخاص للتفتيش واعتقل غيرهم. وأوضحت المصادر: «حتى أنه حصل اعتداء على أحد أفراد الفريق الدبلوماسي في السفارة».

إلى ذلك، أعلن ضابط سابق في سلاح الجو الإيراني معارض لنظام الرئيس محمود أحمدي نجاد، في باريس أمس، أنه غادر إيران لطلب اللجوء السياسي في فرنسا والانضمام إلى حركة «الموجة الخضراء» الإيرانية المعارضة. وأوضح اللفتنانت بهزاد معصومي ليغوان (39 عاما) خلال مؤتمر صحافي نظمته الحركة المعارضة - أنه «طرد من سلاح الجو الإيراني» في 2001 بعد اتهامه بـ«التمرد وعصيان النظام الإسلامي».

وقال الطيار السابق في تصريح باللغة الفارسية وزعت نسخة عنه بالفرنسية على الصحافيين، إنه يوجد «تعاون» في صلب الجيش الإيراني و«تنسيق بين ضباط القوات المسلحة» المعارضين للنظام الإيراني. وأوضح الضابط المنشق أنه في سبيل حماية هذه الشبكة من قمع النظام الإيراني بعد مظاهرات يونيو (حزيران) ضد إعادة انتخاب أحمدي نجاد، تلقّى أوامر بمغادرة إيران، وقد غادرها باتجاه كردستان العراق ثم فرنسا «الأسبوع الماضي». وأضاف الضابط، وهو متزوج وليس له أطفال، أنه سيطلب اللجوء السياسي في فرنسا، حيث قدم وزوجته.

وأوضح أنه تلقى أثناء عملية الفرار من إيران، دعما من مؤسس حركة الموجة الخضراء أمير حسين جاهانشاهي الذي أسس حركته قبل أشهر والذي يدعو إلى تحالف حركات المعارضة الإيرانية لقلب النظام في طهران. وقال جاهانشاهي رجل الأعمال المقيم بأوروبا: «خلف كل عملية فرار، هناك مئات حالات الفرار السرية في كافة دوائر السلطة في البلاد». وشارك في المؤتمر الصحافي محمد رضا حيدري، الدبلوماسي الإيراني السابق في أوسلو والذي انشق في يناير (كانون الثاني) قبل أن يحصل على اللجوء السياسي في النرويج. وأشار خلال المؤتمر إلى «درجة الغضب» في إيران.

وكان دبلوماسيان آخران يعملان في فنلندا وبلجيكا قد انشقا عن النظام في بداية العام، ويقولان إنهما عضوان في حركة «الموجة الخضراء».