عون يدافع بقوة عن حزب الله في باريس.. ويحذر من «اندلاع أعمال حربية»

قال إنه من الضروري جلاء قضية «شهود الزور» قبل إصدار القرار الظني

TT

دافع النائب ميشال عون عن حزب الله بقوة أمس في لقاء مع صحافيين فرنسيين ولبنانيين في باريس، وحذر من أن صدور القرار الظني قبل جلاء قضية شهود الزور في قضية اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، «سيؤدي إلى اندلاع أعمال حربية»، في إشارة إلى ما قد يقوم به حزب الله. وفي رأيه أن رد فعل حزب الله سيكون أقوى لأنه يعتبر نفسه «بريئا» من الاتهامات الموجهة إليه.

يعود رئيس التيار الوطني الحر من باريس إلى بيروت، بعد زيارة للعاصمة الفرنسية دامت أربعة أيام التقى خلالها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيسي مجلس الشيوخ والنواب وكان له لقاء ليل أمس مع الجالية اللبنانية وإطلالات إعلامية تلفزيونية وغداء مع الصحافة الدبلوماسية الفرنسية بحضور مجموعة من الصحافيين اللبنانيين.

وفي لقاءاته مع المسؤولين الفرنسيين سمع عون رسالة واحدة قوامها التأكيد على حرص فرنسا على أمن لبنان واستقراره ولكن أيضا تعلن تمسكها بالمحكمة الدولية رغم «الشوائب» التي تؤخذ عليها بدءا بموضوع شهود الزور وتشعباته الفرنسية واللبنانية. وتسعى باريس من ضمن سياسة التواصل مع كافة الأطراف اللبنانيين إلى «امتصاص» الاحتقان الذي تراكم بسبب المحكمة على ضوء ما يشاع من اقتراب موعد صدور القرار الظني عن المدعي العام الدولي القاضي دانيال بلمار.

واستأثر موضوع المحكمة بقسط وافر من حديث عون إلى الصحافة أمس حيث نبه إلى المخاطر المترتبة عليه معربا عن حرصه على العدالة ولكن الحقيقية وغير المنحازة والمنزهة عن الأخطاء. وجاء أوضح موقف لعون عندما شدد على ضرورة أن يصدر القرار الظني «بعد جلاء موضوع شهود الزور لا قبله»، محذرا من أن عكس ذلك «سيؤدي إلى اندلاع أعمال عسكرية» في إشارة إلى ما قد يقوم به حزب الله الذي دافع عنه عون بقوة.

وتبنى عون مواقف حزب الله في توجيه أصابع الاتهام في موضوع اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري إلى إسرائيل التي «لها مصلحة في هز استقرار لبنان» كما أنها البلد الوحيد في العالم الذي يملك رسميا وحدة للاغتيالات. وتساءل عون: «لماذا بقيت إسرائيل خارج دائرة الاتهام؟». وبالمقابل رأى أن أصابع الاتهام منذ الاغتيال وقيام المحكمة وجهت باتجاه واحد إلى سورية أولا ثم إلى حزب الله حاليا سعيا لغرض «الانتقام السياسي» و«تصفية الخصوم» وليس للبحث عن قتلة الحريري. وذهب عون إلى القول إن «سعد الحريري يعرف هوية من قتل والده». لكنه حرص على عدم الإفصاح عن أكثر ذلك. وفي أي حال، رأى عون أن شهود الزور «مجموعة تم استغلالها من قبل سياسيين وقضاة وبعض الأطراف الدولية لتحقيق أهداف سياسية في لبنان».

وأبدى رئيس التيار الوطني توجسات من التدخل الذي تمارسه قوى خارجية في لبنان لجهة ضرب الاستقرار معتبرا أنها «أقوى من التفاهم السعودي - السوري لرعاية الاستقرار في لبنان». ونفى عون أن يكون غرض الحملات السياسية دفع سعد الحريري إلى الاستقالة من رئاسة مجلس الوزراء، بل البحث عن «العدالة الحقيقية».

وفي موضوع الحضور الإيراني في لبنان كما برز من خلال زيارة الرئيس أحمدي نجاد أو من خلال استمرار إيران في تسليح حزب الله، قال عون إنه «غير قلق» للوجود الإيراني وإن السلاح المقدم إلى المقاومة «سلاح دفاعي» وليس سلاحا هجوميا وهو متأخر قياسا مع ما تمتلكه إسرائيل وما يقدم لها من الخارج.

وردا على قرار إسرائيل الانسحاب من الجزء الشمالي لقرية الغجر، رأى أنها تتعامل مع اللبنانيين «كما يتم التعامل مع الأطفال حيث يعطون لعبة يلتهون بها»، مما يعني أنه يريد انسحابا إسرائيليا من كل الأراضي التي ما زالت إسرائيل تحتلها في لبنان. وتوقف رئيس الحكومة الأسبق عند موضوع التوطين مجددا الرفض المطلق له، كما رفض الاعتراف بحقوق للفلسطينيين في لبنان حتى وإن كانوا من الجيل الثاني أو الثالث. وفي رأيه أن لبنان غير قادر على تحمل توطين الفلسطينيين لأسباب ديموغرافية واقتصادية وللعبء الذي يشكلونه على لبنان.