شهدت مكة المكرمة ومشعر منى مساء أمس هطول أمطار متوسطة مصحوبة برياح سطحية وصلت سرعتها إلى 56 كيلومترا في الساعة مع تدن في مستوى الرؤية الأفقية إلى 4 كيلومترات وسط توقعات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة بأن يستمر تكون السحب الرعدية الممطرة على منطقة مكة المكرمة حتى يوم غد الجمعة.
وفور هطول الأمطار بدأت الجهات المعنية تطبيق خطتها المعدة لمواجهة مخاطر الأمطار والسيول خلال موسم الحج، وذلك قبيل هطول الأمطار على العاصمة المقدسة والمشاعر في الساعات الأولى من مساء يوم أمس. وكانت هيئة الأرصاد قد تنبأت بأن يشهد يوم الحادي عشر من ذي الحجة هطول أمطار.
وكانت منطقة المشاعر المقدسة شهدت منذ ظهيرة يوم أمس تشكل مجموعات من السحب فوق الجبال والأودية إلى تحف بالمشاعر مصحوبة برياح سطحية وذرات من الغبار وصواعق رعدية. ومع غروب الشمس بدأت زخات المطر في التساقط. ورصدت بعثة «الشرق الأوسط» في المشاعر المقدسة ارتباكا طفيفا في حركة السير تسببت فيه حركة المفترشين وهم يغادرون أماكن افتراشهم في شوارع المشعر باتجاه الجسور والمباني.
وعلمت «الشرق الأوسط» أيضا بهطول أمطار على منطقتي «خليص» و«الجموم» - شمال مكة المكرمة - ولم يسجل الدفاع المدني أي حوادث حتى وقت إعداد هذا التقرير.
وقد ساهمت الأمطار في تبديد جموع المفترشين في طرقات مشعر منى الذين لم يجدوا حلا سوى التكدس تحت مظلات طرق المشاة، وشكل مسار قطار المشاعر وجسر الجمرات ملاذا رئيسيا للمفرشين الذين لجأوا إليه هربا من الأمطار المتساقطة. وأوقفت الأمطار حركة البيع والشراء في البسطات التي تمتد في أنحاء المشعر كافة.
إلى ذلك، أوضح الرائد عبد الله الحارثي الناطق الإعلامي باسم الدفاع المدني، أنه فور تلقي عمليات الدفاع المدني لتنبيه من الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة باحتمال هطول أمطار متوسطة إلى خفيفة مصحوبة برياح نشطة على العاصمة المقدسة والمشاعر، تم تنفيذ الإجراءات ضمن خطة مواجهة الأمطار والسيول ونشر القوات البشرية والآلية في مواقع تمركزها المحددة مسبقا، بالإضافة إلى إسناد الموقف في مشعر منى بعدد من فرق الإنقاذ المائي من قوة الطوارئ والإسناد يدعمها عدد من الآليات والمعدات المختصة والحافلات المجهزة لنقل الحجاج.
وأضاف الرائد الحارثي: «تضمنت الخطة تحريك طيران الدفاع المدني لنقل صورة مباشرة عن الوضع في المشاعر المقدسة لغرفة العمليات والاستعداد للمشاركة في عمليات الإنقاذ والإخلاء إذا تطلب الأمر، وذلك بالتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية كافة بتنفيذ خطة تدابير الدفاع المدني في حالات الطوارئ، حيث بدأت كل جهة في تنفيذ المهام المنوطة بها».
وأكد الرائد عبد الله الحارثي استعداد الدفاع المدني لأي انهيارات صخرية قد تحدث جراء هطول الأمطار وتدفق السيول، مشيرا إلى أن الدفاع المدني يستعين في موسم حج هذا العام بأجهزة ذات تقنيات عالية تشبه في مفهوم عملها عمل المناظير الطبية للكشف عن المحتجزين تحت الأنقاض. وتمكن هذه الأجهزة قوات الدفاع المدني من اكتشاف المحتجزين تحت الأنقاض لأبعاد تصل إلى 100 متر في ما يتعلق بتحسس الصوت، و3 أمتار في ما يتعلق بتحديد أماكن المحتجزين، مشيرا إلى أن قوات الدفاع المدني تعمل ومن خلال غرفة التحكم والسيطرة بالتنسيق مع هيئة الأرصاد وحماية البيئة على مدار الساعة لمعرفة كل ما يستجد بحالة الطقس وتنبؤات هطول الأمطار واتخاذ الإجراءات اللازمة.
من جانبها، استعدت أمانة العاصمة المقدسة لموسم أمطار الحج بـ8 فرق يومية لصيانة ونظافة شبكات تصريف السيول بمكة المكرمة وتفقد عناصرها، إضافة إلى 10 فرق لكل مشعر من المشاعر المقدسة، ويبلغ إجمالي أطوال شبكات تصريف السيول أكثر من 250 كيلومترا تغطي أنحاء مكة المكرمة والمشاعر المقدسة كافة.
وأوضح الدكتور أسامة بن فضل البار أمين العاصمة المقدسة أن الأمانة تولي اهتماما كبيرا بشبكات تصريف مياه الأمطار والمحافظة على عناصر الشبكة وتفقد جاهزيتها أولا بأول من خلال فرق فنية مختصة ذات خبرات عالية.
وأضاف أن «العمل يتم على مدار السنة لتنفيذ خطط صيانة ونظافة شبكات التصريف لتحقيق أفضل النتائج الإيجابية لتكون جاهزة لاستقبال موسم الأمطار في أي وقت ولتلافي أكبر قدر من الأضرار حفاظا على الأرواح والممتلكات».
وأشار البار إلى أن مكة المكرمة والمشاعر المقدسة يوجد بها شبكات ضخمة لتصريف مياه الأمطار، حيث يبلغ طول عناصر شبكة تصريف السيول بمكة المكرمة ما يقارب 126 كيلومترا من بينها قنوات صندوقية مغلقة بطول 82 كيلومترا وقنوات أنبوبية بطول 11 كيلومترا وقناة نفقية عميقة بطول 5 كيلومترات إضافة إلى قنوات التصريف السطحية والمفتوحة.
يذكر أن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول) يعدان الموسم المطير في منطقة مكة المكرمة، وذلك بحسب الدكتور سعد محلفي وكيل الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة الذي توقع قبل نحو أسبوعين هطول أمطار على المشاعر المقدسة.