السلطة تعمل بصلاحيات أمنية أوسع في نابلس.. وتحبط مخططا لاغتيال محافظ المدينة

على طريق تسلمها الأمن في «عاصمة جبل النار» بشكل كامل

TT

نفت مصادر أمنية فلسطينية أن تكون إسرائيل قد سلمت السلطة المسؤولية الأمنية الكاملة في مدينة نابلس، كما نشرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية. لكن المصادر أكدت أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية منحت مساحة أكبر للعمل في المدينة.

وكانت «معاريف» قد ذكرت أمس، أن الجانب الفلسطيني تسلم المسؤولية الأمنية الكاملة في مدينة نابلس بحيث تعمل قوى الأمن الفلسطينية فيها على مدار الساعة، مما يلزم الجانب الإسرائيلي من الآن فصاعدا إجراء تنسيق مسبق مع أجهزة الأمن الفلسطينية قبل القيام بنشاط عسكري في أي من أحياء نابلس.

وأضافت «معاريف»: «إن الترتيبات التي كانت قائمة حتى الآن بين الجيش والأجهزة الأمنية الفلسطينية كانت تقضي بأن ينهي رجال الأمن الفلسطينيون يوم عملهم في منتصف كل ليل ويدخلون مواقعهم حتى صباح اليوم التالي. وهكذا تترك لقوات الجيش حرية التصرف لاعتقال (ناشطين إرهابيين) مع الحفاظ على عنصر المفاجأة. وجرت العادة فعلا على تنفيذ هذه الاعتقالات عدة مرات أسبوعيا.

ولكن بعد أن قامت مؤخرا قيادة اللواء العسكري المرابط في السامرة (الضفة) بتقدير الموقف، قررت الجهات الأمنية المختصة في الجيش السماح لقوى الأمن الفلسطينية بالعمل في مدينة نابلس على مدار الساعة. وبعبارة أخرى: سيلزم ضباط التنسيق في الإدارة المدنية ولواء السامرة، من الآن فصاعدا، بإبلاغ الجانب الفلسطيني مسبقا عن أي نشاط عملياتي وتنسيقه معه».

وعقبت المصادر الفلسطينية بقولها: «هذا صحيح إلى حد كبير، ولكنه لا يعني تسلم المسؤولية الأمنية كاملا، إنهم يستطيعون دخول نابلس وقتما يشاؤون ويعتقلون من يريدون في حال قرروا ذلك، والأصل في الموضوع هو إبلاغنا عن أي شكوى على أن نتصرف نحن لا هم».

وبشأن إمكانية تسلم نابلس فعلا وامتناع الإسرائيليين عن دخولها، أكدت المصادر أن المباحثات ما زالت جارية بين كل الأطراف (الفلسطينيين والإسرائيليين والأميركيين) بشأن هذا، وأن بعض التقدم أحرز عبر إعادة توزيع الحواجز بما يضمن إعادة الحدود وانتشار الجيش الإسرائيلي في محيط نابلس، كما كان الحال قبل بداية الانتفاضة.

وتقول السلطة إنها تعمل 24 ساعة الآن في المدينة التي تعرف بعاصمة «جبل النار» نظرا لاشتداد المقاومة فيها، بعد أن أحكمت قبضتها على المدينة، وكبحت جماح الفصائل الإسلامية فيها، وأهمها حماس التي كانت تمثل نابلس معقلا مهما لها في الضفة الغربية.

ولا تستبعد إسرائيل هذه الفرضية، بل تشيد بالتنسيق الأمني مع السلطة، وقال مرجع عسكري للصحيفة إن التنسيق بين الجيش والأجهزة الأمنية الفلسطينية على ما يرام. ووصفت الصحيفة نابلس بأنها المدينة «التي كانت تعتبر بالأمس القريب معقل الإرهاب، أصبحت رمزا للتنسيق الناجح بين الجيش والأجهزة الأمنية الفلسطينية».

وترفض السلطة هذه التلميحات الإسرائيلية بالتعاون الأمني الذي يستهدف الفلسطينيين أنفسهم، وقال مسؤول أمني كبير لـ«الشرق الأوسط»: «هذه محاولة لتشويه سمعة السلطة وإظهارنا متعاونين أكثر من أننا ننسق أمنيا». وأضاف: «نعم، ننسق أمنيا وهذا بند في الاتفاقات التي أقيمت وفقها السلطة برمتها، ولكنني أريد أن أقول إن هذا التنسيق هو تنسيق السجين مع السجان وهو يصب في مصلحة الفلسطينيين وليس الإسرائيليين، وليس كما يقولون من باب تبادل المعلومات». وأردف: «لا يعطوننا ولا نعطيهم معلومات عن حماس إذا كان هذا هو المقصود».

واعتقلت السلطة هذا الأسبوع، خلية تابعة لحماس في نابلس، كانت تخطط - وفق ما قالت - لاغتيال محافظ المدينة جبرين البكري. وأكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الخلية أخذت بعض الخطوات في طريق اغتيال البكري، مثل استئجار شقة مطلة على بيته وتفخيخ سيارة لهذا الغرض. وضبطت مع الخلية وثائق حول عملية الاغتيال التي كانت تهدف إلى إحداث إرباك في الضفة. غير أن حماس نفت ذلك نفيا قاطعا. وجاء النفي على لسان محمود الزهار، عضو المكتب السياسي في الحركة في قطاع غزة، إذ قال: «الاغتيالات الداخلية ليست من سياسة حماس».