الحزب الجمهوري يفتقد لمرشح بارز لخوض انتخابات 2012

وحدهما الحاكمان رومني وباولنتي مرشحان أكيدان.. وغموض حول سارة بالين

TT

لقد تم الإعلان عن أول نقاش جمهوري، وبدأت العرقلة الإعلامية المبكرة، وازدادت وتيرة الترقب داخل الساحة السياسية الأميركية. وعلى ضوء ذلك يفترض رفع الستار عن حملة الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة المقررة عام 2012. ولكن ماذا عن المرشحين؟

في هذه المرحلة قبل أربعة أعوام، كان السباق إلى البيت الأبيض قد بلغ ذروته، وأعلن حينها السيناتور جون ماكين عن رغبته في الترشح بعد مرور وقت قصير على انتخابات التجديد النصفي لعام 2006. وأثار باراك أوباما، الذي كان حينها سيناتورا شابا أفئدة الديمقراطيين خلال رحلة في ديسمبر (كانون الأول) إلى ولاية نيو هامبشير. وقضت عناصر موهوبة الأشهر الأخيرة من العام تنظر في عروض من حملات متنافسة في سعي محتدم من أجل الحصول على طواقم للحملات.

وفي مقابل ذلك، تبدو حملة الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة لعام 2012 أخف وتيرة. ويدرس مرشحون احتياجات لجمع أموال ويضعون خططا. وستكون الحاكمة السابقة لولاية ألاسكا سارة بالين والحاكم السابق لولاية أركنساس مايك هاكابي والرئيس السابق لمجلس النواب نويت غينغريتش (عن ولاية جورجيا) في ولاية أيوا الشهر الحالي. ولكن أرجئت مواعيد الإعلان والارتباطات الجادة إلى العام المقبل.

هل يعد ذلك نوعا من التعقل في العملية التي كانت تتقدم في موعدها خلال كل انتخابات؟ ربما. ولكن هناك أسبابا أكثر عملية تجعل المرشحين يتجهون إلى بوابة البدء بوتيرة أكثر تأنيا. وأهم هذه الأسباب هي حالة الضبابية التي تحيط بمعركة الترشح داخل الحزب الجمهوري، فبالمقارنة مع الحملات الانتخابية السابقة، لا توجد شخصية جمهورية مسيطرة على الساحة السياسية، ولا يوجد من يستطيع الادعاء، أو يرغب في الادعاء، إنه المرشح الأوفر حظا.

ويقول مايك دوهيم، الذي أدار الحلمة الرئاسية لعمدة نيويورك السابق رودولف غيولياني الرئاسية وبعد ذلك انضم إلى فريق ماكين: «لا أعتقد أن أي شخص سيخسر الكثير بالانتظار لشهرين اثنين. لا يمكن الانتظار لثمانية أشهر أو تسعة أشهر، ولكن لا يتعين أن يكون ذلك في ديسمبر أو يناير (كانون الثاني)».

ومن الأسباب الأخرى التي تقف وراء ذلك الوضع يأتي التغير السياسي الحادث خلال عام 2010، فعبر أغلبية جديدة من الحزب الجمهوري داخل مجلس النواب والمزيد من الجمهوريين في مجلس الشيوخ، سيتم صرف مقدار كبير من الاهتمام مطلع العام المقبل إلى المعارك السياسية داخل واشنطن أكثر من التنافس بين المرشحين الرئاسيين. ويوجد سبب آخر وهو أن الأحزاب حددت تقويما للترشيح يدعو لأن تبدأ الانتخابات التمهيدية والانتخابات الداخلية في فبراير (شباط) 2012، وهو بذلك متأخر بنحو شهر عما حدث في عام 2008.

وبمجرد أن تبدأ الحملة الانتخابية بجدية، سيواجه الجمهوريون احتمال إجراء جولة أخرى في المعركة الدائرة بين الحزب كمؤسسة والمتمردين الذين يرمز إليهم بنشطاء حركة «حزب الشاي» الذين فازوا في الكثير من المعارك الأولية خلال عام 2010. ومن المحتمل أن يؤثر التوتر بين هذه الأطراف داخل الحزب الجمهوري على شكل حملة الترشيح. وثمة مخاطرة في الضغوط على المرشحين خلال الانتخابات التمهيدية بالصورة التي تؤثر عليهم في الانتخابات العامة.

وفي هذه المرحلة، لا يوجد سوى عدد قليل من المرشحين المحتملين الذين يعتبر ترشحهم مؤكدا، وبينهم حاكم ماساتشوستس السابق ميت رومني وحاكم مينيسوتا المنتهية ولايته تيم باولنتي. وهناك آخرون يحتمل ترشحهم، ولكن لم يتخذ أي منهم قرارا حتى الآن. ومن بين الشخصيات الأكثر برزوا بين جميع هؤلاء تأتي سارة بالين.

وفي تصريحات عامة، اقتربت بالين بدرجة أكبر من الإشارة إلى تفكير جاد في الترشح لمنصب الرئيس. وستنزل في محطتين داخل ولاية أيوا الشهر المقبل في إطار حملة للترويج لكتاب. ولكن وفقا لجميع المؤشرات فإن طاقمها الصغير لم يدخل في أي عملية تخطيط من أجل حملة انتخابية.

والمرشح الأقرب أن يكون في المقدمة هو رومني، ولكن ليس لديه نطاق الدعم الذي تمتع به مرشحون بارزون من قبل. وقد عمل من أجل تعميق علاقاته مع نشطاء في الحزب ومسؤولين منتخبين، لكنه لا يزال عرضة للانتقادات حيث إنه ساعد عندما كان في منصب الحاكم على تمرير خطة رعاية صحية مشابهة للخطة التي وقعها الرئيس أوباما العام الحالي.

وتتوقع حملات انتخابية منافسة أن يشكل رومني فريقه مطلع العام المقبل، ويبرهن مرة أخرى على قوة مالية كبيرة. لكن مساعدا للحاكم السابق قال إن رومني يعتقد أن العملية بدأت مبكرا في المرة الماضية. وأضاف المساعد أن هذه المرة من المحتمل ألا يشكل رومني لجنة استكشافية حتى مارس (آذار). ولكنه بدأ بالفعل في حشد الدعم المالي والحصول على تعهدات.

وإذا كان هناك من يحاكي رومني قبل أربعة أعوام، فسنجد أنه باولينتي، إذ إن نصيبه خلال الاستطلاعات منخفض للغاية، مثلما كان الحال مع رومني المرة الماضية، وقضى العام الماضي يعرض نفسه بجد على الجماهير داخل الحزب الجمهوري. وقد شكل باولنتي فريقا قويا من المستشارين، وبينهم البعض داخل ولاية أيوا، حيث قضى وقتا في بناء علاقته. ويجري فريقه داخل أيوا بالفعل مقابلات مع مدربين محتملين داخل الولايات، حسب ما أفاد واضع استراتيجيات داخل الحزب الجمهوري مطلع.

ومعظم الباقين في الميدان المحتمل لا يظهرون عجلة من أمرهم في الإدلاء بتصريحات علنية، ولا يدلون سوى بتصريحات معتادة عن أنهم سيدرسون خياراتهم بحرص خلال الوقت المتبقي من العام الحالي. وسينتظر غينغريتش، الذي يبدو مرشحا محتملا أكثر من أي وقت مضى، حتى أبريل (نيسان). ولدى حاكم ميسيسيبي هالي باربور وحاكم إنديانا ميتشل دانيالز، وهما شخصيتان محتملتان ولديهما أتباع، جلسات تشريعية ليتعاملا معها ومن غير المحتمل أن يعلنا عن قرارهما قبل فصل الربيع.

وشكك بعض الجمهوريين في احتمال خوض هاكابي الانتخابات مرة أخرى، لكن هذا الأخير أشار الأسبوع الماضي إلى أنه غير مستعد لأن ينأى بنفسه عن هذا النقاش.

وهكذا، جلبت معركة الترشيحات الكثير من الاهتمام والإشاعات، لأن كل مرشح لديه خصوم، حسب تقدير بعض الاستراتيجيين. وقال جو غيلورد، المستشار السابق لغينغريتش: «لا أعتقد أن هناك أي أحد لديه الحظ الأوفر، وكل له مؤيدون وخصوم».

والأسبوع الماضي، أعلنت «مكتبة رونالد ريغان الرئاسية» أنه سينظم أول نقاش جمهوري بشأن حملة انتخابات 2012، تحت رعاية شبكتي «إن بي سي» و«بوليتيكو» ومن المفترض تنظيم هذا النقاش الربيع المقبل.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»