روسيا تحاول إقناع إيران بإستئناف محادثاتها النووية مع الدول الكبرى

مسؤول روسي: علينا أن نسألهم عن مخاوفهم

TT

قال مسؤول روسي كبير إن الرئيس ديمتري ميدفيديف سيحث طهران على استئناف المحادثات مع القوى العالمية بشأن برنامجها النووي، حين يلتقي بالرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في أذربيجان اليوم، حسب ما نقلت وكالة «رويترز». وأضافت الوكالة أن مسؤولا في الوفد الروسي، ذكر في تصريحات تم السماح بنشرها أمس، أن ميدفيديف مستعد أيضا للاستماع إلى بواعث قلق إيران بشأن القضية حين يلتقي بأحمدي نجاد في قمة لدول بحر قزوين تعقد في أذربيجان. وأضاف المسؤول الروسي للصحافيين: «نحن نعتقد أننا ينبغي أن نتفاوض معه.. علينا أن نقنعه بالعودة إلى الحوار وأن نحاول الاستماع إليه». وتابع يقول: «المسألة ليست أنه ينبغي أن نوافق على آرائهم، لكن علينا أن نسأل لماذا لا يوافقون على مناقشة الأنشطة النووية، وما هي مخاوفهم».

وتشير هذه التصريحات إلى أن موسكو تريد استعادة ثقة طهران وزيادة دورها التفاوضي، بعدما أثارت غضب إيران في الأشهر الأخيرة باقترابها من الموقف الأميركي من البرنامج النووي الإيراني وتأييدها للعقوبات الدولية الأخيرة في يونيو (حزيران) وإلغائها صفقة بيع أنظمة دفاع صاروخي لإيران. وتمثل كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي القوى الست وهي روسيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا في مساعي الاتفاق على محادثات جديدة مع إيران.

وأبدى كلا الطرفين استعدادهما لإجراء محادثات في الخامس من ديسمبر (كانون الأول) المقبل، لكنهما لم يتفقا على مكانها وأشار أحمدي نجاد إلى أن بعض أنشطة إيران غير مطروحة للنقاش. وأثارت إشارة الرئيس الإيراني إلى أن حق بلاده في امتلاك قدرات نووية لا يقبل التفاوض، شكوكا في أن طهران قد تحاول تفادي مناقشة الأنشطة الحساسة التي هي الباعث الأساسي للمخاوف العالمية. وتحول التوتر الناجم عن تغير موقف روسيا التي كانت تربطها بإيران علاقات وثيقة وأنشأت أولى محطاتها النووية إلى تصريحات غاضبة متبادلة بين أحمدي نجاد والكرملين بعدما أعلنت روسيا تأييدها للعقوبات الجديدة في مايو (أيار) الماضي.

ولم تتردد إيران في عدم إخفاء استيائها من عودة روسيا عن قرارها؛ فقد اتهم الرئيس الإيراني في وقت سابق هذا الشهر روسيا بالوقوع «تحت تأثير الشيطان» أي الولايات المتحدة، بحسب التعبير الإيراني، والانصياع «لأعدائنا». وقالت إيران إنها ستختبر طرازها المحلي من صواريخ إس 300 وهو ما لم تقم به بعد. لكن المحللين يشككون في قدرة الجمهورية الإسلامية على التعافي بسرعة من الصفعة الروسية. وقضية صواريخ إس 300 ليست سوى مؤشر على تراجع موسكو عن دعمها المطلق لإيران. وسبق أن أيدت روسيا سلسلة من العقوبات الدولية على إيران، ومدفيديف نفسه عبر عن قلق متزايد تجاه الطموحات النووية الإيرانية.

وتخلى مدفيديف عن تقليد دأب عليه الكرملين لسنوات، بإقراره هذا الصيف بأن طهران «تقترب من حيازة القدرة» لبناء سلاح نووي. ويقول المحللون إن روسيا غضبت بشكل خاص لرفض إيران العام الماضي خطة تقوم بموجبها موسكو بمعالجة معظم مخزون الجمهورية الإسلامية من اليورانيوم المخصب، الأمر الذي اعتبره محللون نقطة تحول في علاقاتها مع الكرملين.