غضب عارم بمنطقة القبائل الجزائرية بعد اختطاف شخص من طرف «القاعدة»

الفدية أصبحت تجارة تدر أموالا وافرة على التنظيمات المسلحة

TT

ينظم غدا الآلاف من سكان قرى وبلدات منطقة القبائل بالشرق الجزائري مظاهرات كبيرة، حسبما أعلنه متحدثون باسم سكانها، لمطالبة جماعة مسلحة يعتقد أنها تنتمي لـ«القاعدة» بإطلاق سراح شخص، تم اختطافه بهدف المطالبة بفدية مقابل إطلاق سراحه، مثلما يعتقد على نطاق واسع.

ويسود منطقة أغريب بولاية تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة) غضب كبير، بسبب خطف أحد أبناء المنطقة عشية عيد الأضحى من طرف مسلحين يعتقد أنهم أعضاء في مجموعة تنتمي لـ«القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي». وما يزيد في هذا الاعتقاد، هو أن حالات اختطاف كثيرة وقعت بولاية تيزي وزو ثبت أن منفذيها عناصر من «القاعدة».

وقرر سكان قرية إمخلاف حيث وقعت الحادثة، والقرى والبلدات المجاورة تنظيم مسيرة حاشدة غدا ستجوب كامل المنطقة لمطالبة الخاطفين بإطلاق سراح عمر، الذي ينتمي لعائلة رجل أعمال ثري كان في الحقيقة هو المستهدف بعملية الخطف.

ويروي سكان القرية أن عمر كان برفقة ابن عمه المقاول داخل سيارة عندما اعترض طريقهما مسلحون ليلة الثلاثاء الماضي. وتحت تهديد المسلحين الذين تجاوز عددهم ستة، حسب شهادات محلية، خرجا من السيارة. واستغل رجل الأعمال غفلة المسلحين للحظات، وهرب من قبضتهم بيد أنه أصيب بجروح عندما تعرض لإطلاق نار من طرف المسلحين، وتمكن من النجاة بأعجوبة وهو حاليا في العناية المركزة بعد خضوعه لعملية جراحية. أما ابن عمه، فتم اقتياده إلى مكان مجهول.

وقال أحد سكان البلدة في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: إن الخاطفين اتصلوا بعائلة عمر، وزعموا أنه في صحة جيدة. ولم يبلغ المسلحون، حسب الشخص نفسه، عائلة الرهينة مطالبهم لقاء الإفراج عنه ولا أسباب اختطافه.

ويعتقد محليا بأن الخاطفين كانوا يحسبون أن عمر هو رجل الأعمال الثري، لأنه هو من كان يسوق السيارة وعلى هذا الأساس أخذوه إلى معقلهم، ولم يكترثوا لهرب الشخص الذي أطلقوا عليه الرصاص من بعيد ولم يطاردوه. ولا يستبعد متتبعون لحادثة الاختطاف أن يطالب الخاطفون من رجل الأعمال الذي نجا من قبضتهم دفع فدية مقابل الإفراج عن قريبه، الذي يتحدر من أسرة متوسطة الحال. وأطلقت قوات الدرك حملة بحث واسعة عن الرهينة، وشوهد خلال الأيام الثلاثة الماضية وجود مكثف لرجال الأمن بالمنطقة، التي تحيط بها الغابات والجبال.

وكرد فعل على خطف عمر، أقام سكان البلدة «خلية أزمة» صباح يوم العيد تولت جمع المعلومات عن الجماعة الخاطفة، ومكان وجود الرهينة. ونظمت «الخلية» بعد صلاة عيد الأضحى موكب سيارات طاف في كل القرى المجاورة لدعوة سكانها إلى التجنيد والتعبئة العامة من أجل إطلاق سراح الرهينة. ودعت «الخلية» إلى تنظيم مسيرة حاشدة غدا.