تحركات بمجلس الأمن لتعزيز قوات حفظ السلام في السودان لتفادي «عنف محتمل»

استمرار ضعف تسجيل الجنوبيين للاستفتاء في الشمال

TT

يبحث مجلس الأمن تعزيز قوات حفظ السلام الدولية في السودان ورفعها لمقابلة عنف محتمل بسبب استفتاء تقرير مصير الجنوب، فيما شرعت الخرطوم في خطة لتحفيز الجنوبيين على المشاركة في عملية التسجيل لأكبر مستحقات اتفاق السلام الشامل في وقت عبرت فيه الأمم المتحدة عن قلقها من احتمال نقص حاد في الغذاء يؤثر على الأوضاع بالجنوب بعد الاستفتاء وشرعت المنظمة الدولية في شراء حبوب بغرض توزيعها هناك.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن أعضاء في مجلس الأمن الدولي بدأوا تحركا من أجل إصدار قرار بتعزيز القوات الدولية لحفظ السلام ورفع أكثرها بسبب مخاوف من عنف محتمل بسبب استفتاء جنوب السودان، وتنشر الأمم المتحدة أكثر من 10 آلاف في الجنوب فيما تنشر قرابة 12 ألفا بإقليم دارفور المضطرب مع الاتحاد الأفريقي، لكن تقتصر مهمة القوات الدولية على مراقبة الأوضاع، وليس لها التفويض بالتدخل حال نشوب نزاعات، وكان مجلس الأمن قد عقد جلسة الأربعاء الماضي حول السودان خاطبها وزير السلام بالجنوب باقان أموم ووزير الخارجية على كرتي اللذان أكدا عدم العودة للحرب، إلا أن مصادر أشارت إلى تعزيز القوات الدولية على الحدود بين الجنوب والشمال قبيل إجراء الاستفتاء، وكان الأمين العام قد لوح في الاجتماع لبحث المسألة وسبق أن تقدم رئيس حكومة جنوب السودان والنائب الأول للرئيس السوداني سلفا كير ميارديت بطلب لنشر قوات على الحدود المشتركة، إلا أن الخرطوم رفضت المقترح. وفي غضون ذلك يخشى مسؤولو الأمم المتحدة في السودان من أسوأ السيناريوهات بانفصال جنوب السودان، ونشوب توترات قد تغلق الحدود أو تؤثر على حرية الحركة والتجارة بين شطري البلاد، لأن الجنوب يعتمد إلى حد كبير على المواد الغذائية التي تأتي من شمال السودان وخاصة الحبوب.

وتوقف حركة نقل الحبوب من الشمال إلى الجنوب يمكن أن يؤدي لنتائج كارثية في الجنوب، لذلك تعمل الأمم المتحدة على شراء وتخزين 75 مليون كيلو من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى في جنوب السودان وهي تكفي لاحتياجات مليون شخص لخمسة أشهر.

الهولندي ليو فان در فيلدين، الذي يعمل في برنامج الغذاء العالمي على تحقيق هذا الهدف من جوبا عاصمة جنوب السودان، قد تحدث لإذاعة «هولندا العالمية» قائلا: «يمكن أن ترتفع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني في جنوب السودان. لن يؤدي الأمر إلى مجاعة مباشرة، لكن المواطنين العاديين في الجنوب قد يعانون كثيرا، خاصة أن مناطق شاسعة في الجنوب يتعذر الوصول إليها بسهولة. هناك بالطبع طرق للاستيراد عبر دول شرق أفريقيا مثل أوغندا وكينيا، لكن استيراد الأغذية عبر تلك الطرق يستغرق وقتا طويلا نسبيا. ويأتي القلق الدولي متزامنا مع استمرار عملية تسجيل الناخبين الجنوبيين لاستفتاء تقرير المصير، مع تواصل ضعف الإقبال على التسجيل بالشمال. وعزت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» الضعف لقرار وسط دوائر الحركة الشعبية بعدم التسجيل بالجنوب خوفا من «التزوير» بواسطة «المؤتمر الوطني» لصالح خيار الوحدة، لكن الخرطوم عزت الضعف لمصادفة أيام عيد الأضحى مع العملية التي تستمر 17 يوما وتنتهي مع بداية الشهر المقبل، وأعدت خطة من خلال مكبرات صوت وتسيير سيارات وسط الأحياء التي يقطنها الجنوبيون، وتوقعت مفوضية الاستفتاء ارتفاع المعدلات في الأيام المقبلة.

وفي السياق ذاته، لم يخل الجنوب نفسه من مشكلات تواجه الاستفتاء، فقد قال إيفاريم لونجرين، رئيس اللجنة الفرعية للاستفتاء في مقاطعة توريت بولاية شرق الاستوائية، إن خمسة مجتمعات في الولاية قاطعت عمليات التسجيل بسبب عدم وجود ممثلين لأبناء المنطقة ضمن ضباط مراكز التسجيل. وأضاف لونجرين لراديو «مرايا» أن المجتمعات تشمل على الأقل أولينانغا وتوباك وشالاميني، مشيرا إلى أنهم يحاولون حل هذه المشكلة.