البغداديون يقضون العيد بأمان لكن وسط إجراءات أمنية مشددة

لأول مرة منذ سنوات.. العراقيون يسافرون في مختلف الاتجاهات

أطفال يصفقون فرحا بالعيد وهم يستقلون عربة يجرها حصان في أحد شوارع بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

اعتاد العراقيون ومع إطلالة أول يوم من أيام عيد الأضحى المبارك أن يتوجهوا لزيارة موتاهم، ومن ثم البدء بذبح الأضاحي وإعداد ولائم الطعام، وزيارة الأقارب، ويمكن القول إن عيد الأضحى هذا العام يعد أول عيد يتمكن فيه أبناء هذا البلد من حزم أمتعتهم والسفر في مختلف الاتجاهات شمالا وجنوبا وشرقا وغربا لإتمام هذه الطقوس، فلم يكن بمقدورهم ذلك قبل عام أو أكثر بسبب الأحداث الأمنية المريرة التي شهدوها وبدأت بوادر نهاياتها تلوح في الأفق، على حد تعبير أحد ضباط الجيش العراقي.

وعن الأمان حتى الآن في هذا العيد، قال النقيب أحمد، أحد منتسبي الجيش ضمن قطاع عمليات الوسط، بغداد ومحيطها، إن وزارتي الدفاع والداخلية «أعدتا منذ أسابيع خطة لمنع العمليات الإرهابية ومواجهة أي حالات طارئة قد تحدث، لا سامح الله، وتتضمن الكثير من التفاصيل مثل نشر الاستخبارات في المناطق المكتظة بالسكان والمناطق الحيوية وزيادة عدد السيطرات وإغلاق بعض المناطق التي تتوجه إليها العائلات لقضاء أيام العيد. يضاف إليها إجراءات أمنية مثل تعزيز الدوريات بمختلف أنواعها». وتابع: «كما عملت قيادة فرض القانون على تأمين الحماية الكاملة للمراقد الدينية والجوامع والمتنزهات والمرافق العامة والأسواق والمحال التجارية ونشرت أعدادا كافية من أجهزة الكشف عن المتفجرات في المداخل العامة والطرق الرئيسية».

وكما في الأعياد السابقة، لعبت حدائق الزوراء هذا العيد الدور الأساسي في الترفيه عن البغداديين من نساء وأطفال ورجال، ورغم سعتها فإن قلة المناطق الترفيهية أجبرها على احتضان عدد هائل من العائلات جاءوا إليها من مختلف مناطق بغداد وأيضا من خارجها. ويبدو التشدد الأمني واضحا في محيط الحديقة وحتى في الداخل.

وكمؤشر على تحسن الوضع الأمني توجهت عائلة أبو أكرم من الأنبار ولأول مرة إلى البصرة لزيارة أحد موتاهم دفن هناك قبل عام 2003، وقال أحد أفرادها: «كنا نتخوف من السفر إلى مناطق بعيدة بسبب الوضع الأمني، أما الآن فيمكن لأي عراقي زيارة أي منطقة دون أي خوف، وهذه حالة إيجابية تبعث على الاطمئنان».