مصدر دبلوماسي أميركي يدعو المسؤولين اللبنانيين لوقف «تغطية» التهديدات بالعنف حيال المحكمة

قوى «14 آذار» ترد على عون: من يحاول الاستقواء على الدولة سيدفع الثمن

TT

دعا مصدر دبلوماسي أميركي في بيروت «الزعماء المسؤولين» اللبنانيين إلى «وقف تقديم التبرير والغطاء السياسي للتهديدات بالعنف المحيطة بأعمال المحكمة»، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» أن «حرمة العملية القضائية في المحكمة الخاصة بلبنان مضمونة من قِبَل المجتمع الدولي والأمم المتحدة».

واستند المصدر إلى المؤتمر الصحافي المشترك لوزيري خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا هيلاري كلينتون وويليام هيغ، ليؤكد أن «كلا من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة يدعمان بقوة سيادة لبنان واستقلاله، وعمل هذه المحكمة الذي يهدف إلى إنهاء حصانة الإفلات من العقاب للاغتيالات السياسية». وقال المصدر: «ندعو جميع الزعماء المسؤولين في لبنان لوقف تقديم التبرير والغطاء السياسي للتهديدات بالعنف المحيطة بأعمال المحكمة.

إن حرمة العملية القضائية في المحكمة الخاصة بلبنان مكفولة أو مضمونة من قِبَل المجتمع الدولي والأمم المتحدة، ويجب عدم السماح بأن تكون هذه العملية القضائية عرضة للهجوم العنيف من النوع ذاته من العنف السياسي الذي تعمل المحكمة لكي يصبح من الماضي في لبنان».

وفي رد غير مباشر على كلام رئيس تكتل «التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون في فرنسا أول من أمس، قال المصدر إن «أي زعيم يدعي أن إشعال أزمة عسكرية في لبنان هو رد فعل مشروع على عملية قانونية شفافة، يخدم فقط مصالح أولئك الذين يرغبون في زعزعة استقرار لبنان».

وقد شكلت المواقف التي أطلقها عون من فرنسا مادة دسمة للأخذ والرد لبنانيا، خاصة حديثه عن أن «حزب الله قد يرد بعنف على توجيه المحكمة الدولية اتهاما إلى عناصره»، معتبرا أن «رد الفعل سيكون أكثر عنفا لأنه بريء وأنه ينبغي عدم اللعب بالنار، فمن يعتبر نفسه بريئا قد يشعل أزمة تتخذ طابعا عسكريا».

وفي حين استهجنت قوى «14 آذار» مجتمعة أن يصدر كلام كهذا عن العماد عون في وقت تنشط فيه المساعي السورية السعودية للإتيان بمخرج للأزمة اللبنانية القائمة، أسف عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت أن يدعو العماد عون ومن فرنسا للفتنة معتبرا أن «تاريخه وحاضره يؤكد أنه لا يستطيع إلا أن يعيش في الخراب وبالتالي هو اليوم يدعو للفتنة ويتمناها». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لا نأخذ كلامه بعين الاعتبار، فما يعنينا مواقف أمين عام حزب الله نصر الله، وإذا كان يظن أنه مفوض الحديث عن حزب الله فليعلم أننا لا نأخذه بجدية». ولفت فتفت إلى أن «الانطباع الفرنسي عن حديث العماد عون التهديدي لا شك هو انطباع غير إيجابي»، مشددا على أن «الفرنسيين لم يعتادوا اللغة التهديدية. وبالتالي، العماد عون، وبهذه اللغة، ومن فرنسا، يخدمنا ويخدم مشروعنا أكثر مما يخدم مصالحه وحزب الله».