جيلاني.. عرف سجون الـ«سي آي إيه» وغوانتانامو

شاب ذكي يجيد الإنجليزية ويختار كلماته بعناية

TT

التنزاني أحمد خلفان جيلاني، (36 عاما)، هو أول سجين في غوانتانامو يحاكم أمام محكمة فيدرالية في نيويورك، ويعد معتقلا نموذجيا مولعا بالروايات البوليسية المخصصة للقضايا القانونية، مر بالسجون السرية التابعة للـ«سي آي أيه» وبمعتقل غوانتانامو.

وينتظر جيلاني في 25 يناير (كانون الثاني) صدور حكم عليه بالسجن ما بين 20 عاما كحد أدنى ومدى الحياة! بعدما أدانته هيئة المحلفين الأربعاء بواحدة فقط من التهم الـ286 الموجهة إليه في الاعتداءين على سفارتين أميركيتين في شرق أفريقيا عام 1998.

ولد جيلاني في زنجبار في 1974 لعائلة متواضعة، وبعد طلاق والديه ووفاة أبيه بينما كان في الخامسة عشرة من عمره، عاشت عائلته في فقر مدقع، لكن الفتى تابع الدراسة والتحق بمعهد تقني درس فيه المعلوماتية.

وقد بدأ - بحسب السلطات الأميركية - العمل لحساب عملاء في تنظيم القاعدة في عام 1998، وشارك خصوصا في شراء وإعداد الشاحنة المفخخة التي استخدمت في الاعتداء على السفارة الأميركية في دار السلام، وفي شراء المتفجرات التي استخدمت في العملية.

وقد دفع جيلاني المتزوج بأوزبكية تصغره بثماني سنوات، ببراءته، مؤكدا أنه لم يكن يعلم أن خزانات الأكسجين ومادة الـ«تي أن تي» التي اشتراها ستستخدم في صنع قنابل.

وعشية الاعتداءات غادر تنزانيا للالتحاق بأسامة بن لادن في أفغانستان. ولم ينف مطلقا أنه كان مرافقا شخصيا وطباخا لزعيم «القاعدة».

وفي 2001، انضم غيلاني - بحسب البنتاغون - إلى مجموعة أفارقة في قندهار (أفغانستان) في 2001 مكلفة إعداد وثائق مزورة للشبكة الإرهابية. وبعد سقوط نظام طالبان في 2001، غادر أفغانستان إلى باكستان، حيث قبض عليه في يوليو (تموز) 2004 قبل أن يتم تسليمه إلى السلطات الأميركية في ديسمبر (كانون الأول).

ثم اختفى في أحد سجون الوكالة المركزية للاستخبارات الأميركية (سي آي أيه) في بلد لم يكشف عنه. وكان في عداد 14 معتقلا يعتبرون على «درجة عالية من الأهمية» ظهروا مجددا في سبتمبر (أيلول) 2006 في غوانتانامو. وهو يؤكد على غرار الآخرين أنه تعرض لسوء المعاملة أثناء احتجازه.

وقال أحد محاميه بيتر كيجانو إنه وصل «خلال الشهرين الأولين في السجن السري إلى حالة عجز، بات فيها غير قادر على الصمود جسديا وعاطفيا ونفسيا». لكن الطبيب النفسي غريغوري ساثوف، الذي أمضى نحو 16 ساعة معه في السجن الأميركي المحاط بتدابير أمنية مشددة الذي نقل إليه في صيف 2009، اعتبر في تقريره الذي نزعت عنه صفة السرية أن الرجل اجتاز محنة الاحتجاز بشكل يدعو إلى الدهشة.

وخلال المقابلات «بكى أحيانا لكن في لحظات عادية كما حين تحدث عن وفاة والده».

وكتب الطبيب النفسي، الذي حذفت الرقابة مقاطع طويلة من تقريره، «لكن بالتأكيد كان جيلاني مصدوما تماما، وكان يجد صعوبة في الكلام أو في النظر إلى محادثه في عينيه عندما كان يتحدث عن الفترة حيث...» في ما يبدو وصفا لظروف اعتقاله لدى الـ«سي آي أيه».

ويشير تقرير الطبيب ساثوف أيضا إلى أن أحمد جيلاني يلم جيدا بالنظام القضائي الأميركي، ولا سيما بفضل قراءته لروايات التشويق البوليسية للكاتب جون غريشام.

ووصف تقرير مسؤول الوحدة التي احتجز فيها جيلاني وسط حراسة مشددة بـ«أنه شاب ذكي يتكلم (الإنجليزية) جيدا ويختار كلماته، وأنه منطقي وبإمكانه وضع استراتيجية وإجراء تفاوض».