العثور في ناميبيا على «متفجرات محتملة» كانت في طريقها إلى ألمانيا

الشرطة الألمانية تطالب بحبس تحفظي للإسلاميين.. وتحذيرات من إصدار قوانين أمنية جديدة

TT

قالت الشرطة الألمانية أمس إن شرطة ناميبيا عثرت على لفافة مريبة في مطار وندهوك أثناء تحميل الحقائب على طائرة ألمانية متجهة إلى ميونيخ.

وقال القائمون على تشغيل مطار وندهوك إن الشرطة أنزلت الركاب البالغ عددهم 296 وطاقم طائرة شركة طيران برلين (إير برلين) وعددهم 10 وأفرغت الأمتعة والشحنات لفحصها أمنيا بعد عثورها على لفافة مشتبه بها في نقطة فحص الأمتعة، حسب «رويترز».

وقالت شركة «مطارات ناميبيا» في بيان إنها «لا تستطيع التأكد من الظروف المحيطة بهذه اللفافة» لكنها قالت إن حمولة طائرة «إير برلين» لا تزال في ناميبيا في انتظار إجراء تحقيق.

ولم تعقب الشرطة في وندهوك على المعلومات التي ذكرتها الشرطة الاتحادية الألمانية وأفادت بأن اللفافة كانت تحتوي على جهاز تفجير وبطاريات وساعة.

وقال نائب المفتش العام لشرطة ناميبيا فيليو هيفينداكا إنه تم العثور على اللفافة في فحص روتيني بالأشعة السينية لكنه لم يؤكد أو ينف احتواءها على متفجرات.

وأوضحت شركة «إير برلين» ثاني أكبر شركة طيران في ألمانيا أنه لم يتم العثور على اللفافة على متن طائرتها القادمة من وندهوك وإنما داخل مبنى الركاب بالمطار. وقالت متحدثة باسم الشركة إن الطائرة وصلت إلى وجهتها في ألمانيا بتأخير 6 ساعات.

وقال بيان للشرطة الألمانية: «ركاب الرحلة والأمتعة والطائرة نفسها خضعوا لمزيد من الفحوص قبل الإقلاع ووصلوا بسلام إلى ميونيخ أثناء الليل».

وكانت ألمانيا قد كثفت إجراءاتها الأمنية أول من أمس بعد أن قالت إنها تلقت معلومات تشير إلى التخطيط لتنفيذ هجوم في البلاد قرب نهاية هذا الشهر.

إلى ذلك، حذر وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير من المطالبة المتعجلة بإصدار قوانين أمنية جديدة في البلاد على خلفية المعلومات الجديدة التي تشير إلى إمكانية شن هجوم على ألمانيا.

وقال الوزير أمس في هامبورغ، على هامش اجتماع وزراء داخلية الولايات الألمانية: «أرغب في تجنب كل انطباع من شأنه تطويع الموقف لأهداف لها علاقة بالسياسة القانونية».

وفي معرض تعليقه على الخلاف الدائر حاليا حول مسألة تخزين البيانات، قال الوزير: «هذا ليس التوقيت الذي يتم فيه إشعال خلافات حول السياسة القانونية على حساب هذه القضية»، مؤكدا أن الأمر الأهم في هذا الموقف هو أمن المواطنين.

من ناحية أخرى، قال الوزير إن الإجراءات الأمنية المشددة المعمول بها في البلاد حاليا بسبب المخاوف من التعرض لهجوم ستظل قائمة في الوقت الراهن. وأضاف: «سنستكمل الإجراءات التي اتخذناها حتى إشعار آخر». غير أن الوزير طلب في الوقت نفسه من المواطنين عدم تغيير عاداتهم الحياتية وقال: «يرغب الإرهاب الدولي في نشر الخوف والفزع في بلادنا ولكننا لن نسمح بهذا وسنواصل الالتزام بشكل حياتنا وتصرفاتنا بحرية في بلد حر». كان دي ميزير أعلن أمس عن وجود أدلة تشير إلى احتمال تعرض بلاده لهجوم نهاية الشهر الجاري.

ومن جهة أخرى طالبت نقابة الشرطة الألمانية بإجراء حبس تحفظي للإسلاميين الذين لديهم استعداد للعنف، في ظل التحذيرات من مخاوف من وقوع هجمات إرهابية في ألمانيا والأعباء المتزايدة على الشرطة الألمانية.

وقال رئيس النقابة، كونراد فرايبرج، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية أمس الخميس إنه يتعين دراسة ما إذا كان من الممكن إجراء حبس تحفظي للأشخاص المتطرفين الذين لديهم استعداد للعنف حال وجود خطر محدد من وقوع هجمات في البلاد. كما طالب الأوساط السياسية بإطلاع المواطنين على كيفية التصرف في مثل هذه الظروف. وقال فرايبرج: «لدينا سلسلة من محاولات شن هجمات في ألمانيا منذ عام 2001». وذكر أنه صار من الواضح للجميع منذ ذلك الحين مدى الخطر الإرهابي الذي نعيش فيه، وقال: «يوجد دائما خطر (إرهابي) غير محدد، لكننا لم نعد المواطنين لذلك». وناشد فرايبرج المسؤولين السياسيين بتوعية المواطنين بأسلوب الأشخاص الخطرين في التعامل، وكيفية التعرف على المشتبه بهم، والجهات التي يجب التوجه إليها في مثل هذه الحالات.

من ناحية أخرى، انتقد فرايبرج التراجع الكبير في عدد أفراد الشرطة الألمانية، موضحا أنه تم شطب نحو 10 آلاف وظيفة في الشرطة خلال الأعوام الماضية، كما تعتزم الولايات الألمانية شطب نحو 9 آلاف وظيفة أخرى بحلول عام 2019، وقال: «لدينا الآن الكثير من المهام ونقص في العمالة». وذكر فرايبرج أنه لذلك فالشرطة غير قادرة في الوقت الحالي على مراقبة الأشخاص المشتبه فيهم يوميا على مدار 24 ساعة. ووفقا لبيانات فرايبرج، يوجد في ألمانيا حاليا نحو 263 ألف شرطي.