صاروخ «غراد» يسقط على النقب لأول مرة منذ الحرب.. وغارات إسرائيلية على غزة

جماعة جهادية تهدد بالانتقام بالعبرية.. وتل أبيب تتهم حماس بالوقوف وراء جيش الإسلام

TT

أصيب ستة فلسطينيين في غارات شنتها طائرات إسرائيلية من طراز إف 16 على مدينتي دير البلح وخان يونس جنوب قطاع غزة.

واستهدفت الغارة الأولى منزلا يقع شرق مدينة دير البلح وأوقعت أربع إصابات بينهم سيدتان من عائلة واحدة. واستهدفت الغارة الثانية أرضا زراعية شرق خان يونس وأسفرت عن إصابة رجل وطفلة بجراح طفيفة وجرى نقلهم إلى مستشفى ناصر بالمدينة. أما الغارة الثالثة فاستهدفت غرب خان يونس ولم تسفر عن إصابات.

وجاءت هذه الغارات ردا على اطلاق أول صاروخ من طراز «غراد» متوسط المدى في اتجاه منطقة النقب الغربي منذ الحرب على قطاع غزة قبل نحو عامين.

وذكرت الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية أن الصاروخ سقط بالقرب من مدينة أوفكيم، التي تقع على مسافة 38 كيلومترا إلى الشرق من مدينة غزة. ونقلت الإذاعة عن محافل عسكرية أن قيادة الجيش تنظر بخطورة بالغة لقيام الفلسطينيين بإطلاق صاروخ من هذا النوع على العمق الإسرائيلي، مشددين على أن هذا يمثل تصعيدا كبيرا، يستدعي ردا إسرائيليا ملائما.

ولم يعلن أي تنظيم فلسطيني مسؤوليته عن العملية. وكانت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس قد أطلقت عشرات الصواريخ من هذا الطراز على مدن جنوب إسرائيل، منها مدينة بئر السبع رابع أكبر مدينة في إسرائيل، وأسدود أهم ميناء إسرائيلي، وعسقلان، التي تقع في محيطها محطة توليد الكهرباء التي تغذي إسرائيل بالطاقة.

من ناحية ثانية، أصدرت جماعة تنتمي إلى تيار السلفية الجهادية، أمس، تهديدا باللغة العبرية توعدت فيه بالثأر من قتل إسرائيل لاثنين من نشطاء تنظيم جيش الإسلام السلفي الجهادي في غزة. ويشكل استخدام هذه التنظيمات اللغة العبرية في إعلان تهديداتها حدثا غير مسبوق. وفي تسجيل صوتي مدته نصف دقيقة بث على موقع على الإنترنت التابع لجماعة أنصار السنة، هدد متحدث باسم الجماعة بأن «اليهود المعتدين لن يأمنوا من الصواريخ والهجمات الأخرى إلى أن يرحلوا عن أرض فلسطين».

وقال ماتي شتاينبورغ وهو مستشرق عمل مستشارا لعدد من رؤساء جهاز المخابرات الإسرائيلية العامة (الشاباك)، ويعتبر من أهم المتخصصين بشؤون الحركات الإسلامية في إسرائيل، إن هذه أول سابقة من نوعها لاستخدام العبرية في منتدى لتنظيم القاعدة. وأضاف أنه على الرغم من أن أتباع أسامة بن لادن زعيم التنظيم، وجهوا نداءات بلغات أخرى غير العربية، فإن ذلك كان بقصد «كسب العالم الإسلامي الأوسع نطاقا ووعظه». ومضى قائلا: «لكن على النقيض، يبدو أن الفكرة هنا هي جعل اليهود يشعرون بأن الخطر قريب وليس ببعيد».

وأضاف شتاينبورغ أن جماعة أنصار السنة لها وجود في غزة منذ سنوات وأنها مستقلة عن جيش الإسلام. ونقل راديو الجيش الإسرائيلي مقتبسات من التسجيل، الذي توحي إشارة المتحدث فيه إلى الصواريخ بأن للأمر صلة بنشطاء غزة الذين يشنون هجمات صاروخية على إسرائيل.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن يوم الأربعاء الماضي مسؤوليته عن تصفية شقيقين ينتميان إلى «جيش الإسلام» الذي يتزعمه ممتاز دغمش، اتهمها بالتخطيط لتنفيذ عمليات اختطاف ضد سياح إسرائيليين في سيناء.

من ناحيتها، زعمت صحيفة «يديعوت أحرنوت» في عددها الصادر أمس أن إسلام ياسين، وهو الذي تمت تصفيته مع شقيقه يوم الأربعاء الماضي، هو المسؤول المباشر عن اختطاف الصحافي البريطاني ألان جونسون الذي كان مراسلا لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» في غزة، وأنه الذراع اليمنى لزعيم التنظيم دغمش.

يذكر أن حركة حماس حرصت منذ بسط سيطرتها على قطاع غزة في يونيو (حزيران) 2007، على تحرير جونسون من خاطفيه. واغتالت إسرائيل في مطلع الشهر الحالي محمد النمنم، الذي يوصف بأنه كان مرافقا لممتاز دغمش، بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات اختطاف إسرائيليين في سيناء.

في سياق آخر وبشكل يوحي بنوايا إسرائيلية مبيتة تجاه قطاع غزة، اتهم الجيش الإسرائيلي حركة حماس بمنح نشطاء «جيش الإسلام» الضوء الأخضر لتنفيذ عمليات اختطاف سياح إسرائيليين في سيناء. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن مصدر في الجيش الإسرائيلي قوله: «حماس تقتفي في هذا السلوك أساليب منظمة حزب الله اللبناني التي تعتمد على عدم تحمل المسؤولية عن نشاط إرهابي تنفذه فئات أخرى تعمل بإيحاء منها»، على حد تعبير المصدر. وشدد المصدر على أن الجيش الإسرائيلي سيواصل تنفيذ عمليات الاغتيال ضد نشطاء التنظيمات التي تخطط لاستهداف إسرائيليين.

من ناحية ثانية، نفت مصادر أمنية مصرية بشدة مزاعم إسرائيل بأن هناك خلايا تابعة لتنظيم «جيش الإسلام» تنشط في سيناء، مشددا على أنه لا توجد نشاطات لأي جماعات سواء فلسطينية أو حتى مصرية، وأن «سيناء مؤمنه تماما ومسيطر عليها، ولا توجد عمليات مشتركة مع إسرائيل، سواء أمام الكواليس أو حتى خلف الكواليس».

ويأتي الرد المصري في أعقاب ما ذكره عدد من وسائل الإعلام الإسرائيلية نقلا عن مصادر عسكرية في تل أبيب، أن كلا من الأجهزة الأمنية المصرية والإسرائيلية تخوض عمليات مشتركة للقضاء على تنظيم «جيش الإسلام» في غزة ومصر، وأن هناك تعاونا استخباراتيا كثيفا جدا بين الجانبين من أجل تحقيق هذه الغاية.