عقيد في المخابرات اليمنية يتعرض لهجوم في صنعاء

تجدد المواجهات بين الحوثيين وقبائل موالية للحكومة في محافظة صعدة

TT

نجا ضابط برتبة عقيد في الجهاز المركزي للأمن السياسي (المخابرات) من محاولة اغتيال استهدفته في العاصمة صنعاء، فجر أمس، في الوقت الذي تستمر المواجهات بين الحوثيين ورجال القبائل الموالية للحكومة اليمنية في محافظة صعدة شمال البلاد.

واعترض شخصان ملثمان يحملان السلاح الأبيض العقيد عباس إبراهيم، المسؤول الأمني عن أحد مربعات المدينة الحضرية (سعوان) شرق العاصمة اليمنية صنعاء التي لا تبعد نحو كيلومترين من مبنى السفارة الأميركية بصنعاء، وذلك أثناء خروجه لصلاة الفجر وبادرا بمهاجمته في محاولة لقتله طعنا.

وقال شهود عيان في الحي السكني لـ«الشرق الأوسط» إن إبراهيم البالغ من العمر قرابة 50 عاما، قاوم المهاجمين وتعرض لعدة طعنات في الرقبة والكتف، قبل أن يتمكن من استخراج مسدسه وإطلاق النار عشوائيا، وهو الأمر الذي دفع المهاجمين الملثمين إلى الفرار. ونقل الضابط اليمني إلى مستشفى الثورة العام بصنعاء للإسعاف وهو في حالة خطرة.

وقال مصدر في قسم شرطة الوحدة الذي يقع وسط مدينة سعوان والذي وقع الهجوم بالقرب منه، إنه لم يتم، حتى اللحظة، إلقاء القبض على أي من الفاعلين وإن هويتهما ما زالت مجهولة، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» حول طبيعة الهجوم إن كان يحمل بصمات جهات معينة أو نتيجة عداوات شخصية، قال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن هذا الأمر هو من سيقوم العقيد إبراهيم بتبيينه شخصيا، عندما يتم أخذ أقواله، مشيرا إلى أن حالته الأمنية مستقرة في الوقت الراهن.

على صعيد آخر، قالت مصادر محلية في محافظة صعدة لـ«الشرق الأوسط» إن أربعة أشخاص، على الأقل، جرحوا، أمس، في تجدد المواجهات بين قبائل العواجر التي ينتمي إليها النائب البرلماني، فايز العوجري، والمسلحين الحوثيين الذين يتبعون الرجل الثاني في جماعة الحوثي، عبد الله عيضة الرزامي، في مديرية نشور وتحديدا بين منطقتي كتاف والبقع القريبتين من الحدود اليمنية - السعودية، شمال اليمن، وذلك بعد أن شهدت المواجهات بين الطرفين التي اندلعت في الحادي عشر من الشهر الحالي، هدوءا نسبيا خلال الأيام الثلاثة الأولى من عيد الأضحى المبارك.

ويتهم الحوثيون بعض القبائل في محافظة صعدة بأنها موالية للحكومة اليمنية والجيش اليمني، وهي القبائل التي خاضت مواجهات مسلحة، خلال الحروب الستة الماضية بين الجيش اليمني والحوثيين، إلى جانب القوات الحكومية.

في هذه الأثناء، قال مصدر حوثي لـ«الشرق الأوسط» إن المواجهات التي كانت تدور الأيام القليلة الماضية في منطقة منبه قرب منطقة وادي فيفا السعودية، حسمت لصالحهم، وأشار إلى أن العثور على رفات مقاتليهم تم «بعد تصفية المكان»، وجاء تأكيد المصدر الحوثي في سياق تصريحاته وتعليقه على دفن الحوثيين، أول من أمس، لجثامين 7 من عناصرهم، كانوا قتلوا في الحرب الرابعة (2007) التي دارت بينهم والجيش اليمني، وذلك في موكب جنائزي مهيب أقيم في مدينة ضحيان وشاركت فيه قيادات حوثية وعشرات الآلاف من عناصرهم ومؤيديهم، لكن المصدر الحوثي، في نفس الوقت، نفى أية علاقة لهم بما يجري من مواجهات وأرجعها إلى «اعتداء من قبل نافذين هناك، قاموا بقطع الطرق ونصب الكمائن التي قتل فيها اثنان من إخواننا، وبعدما حدث تم التواصل من قبلنا مع لجنة الوساطة اليمنية والجهات الأمنية ولم يستطيعوا حل القضية وتركت القضية لتجار الحروب لاستغلالها من أجل إثارة المشكلات ولكن لم يقف الناس مكتوفي الأيدي وتمت تصفية الموضوع مع هؤلاء»، حسب تعبيره.

وقال ضيف الله الشامي، أحد الناطقين الإعلاميين في مكتب عبد الملك الحوثي ردا على أسئلة «الشرق الأوسط» بشأن كيفية العثور على هذه الجثامين أو الرفاتات في منطقة منبه لدى قبائل الجلحا، رغم أنه نفى، في السابق، لـ«الشرق الأوسط» أية علاقة لهم بالمواجهات التي تدور هناك، أنه «تم تشييع الشهداء السبعة الذين قتلوا بيد الغدر والخيانة في منطقة جلحا بمنبه بعد استضافتهم من قبل بعض الموالين للسلطة هناك وقتلوهم أثناء وجودهم كضيوف لديهم وتم الوصول إلى المنطقة وأخذ جثثهم كرفات وتم تشييعهم..».

وأضاف الشامي أنه تم العثور على رفاتات قتلاهم السبعة بـ«جوار المنزل الذي قتلوا فيه أثناء استضافتهم»، وأن بعض من «يعرف القصة» أرشد على مكان دفنهم «وكانوا دفنوا 3 في حفرة و4 في حفرة أخرى»، وانتقد أسلوب الدفن الذي تم من قبل من قام بقتلهم، حسب قوله.

في موضوع آخر، رفعت أجهزة الأمن اليمنية من جاهزيتها المطلقة في جنوب اليمن (مثلث عدن - لحج - أبين)، حيث من المقرر أن تنطلق، خلال أيام، بطولة الخليج لكرة القدم في نسختها العشرين ولأول مرة في اليمن، في وقت وصل، أمس، الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى مدينة عدن، حاضرة جنوب اليمن، للإشراف على الترتيبات النهائية لافتتاح البطولة التي تقام في مدينتي عدن وزنجبار. وقالت المصادر الرسمية إن صالح قام فور وصوله بالاطلاع على «اللمسات النهائية والأخيرة» لافتتاح البطولة، في حين يتوقع وصول المنتخبات المشاركة في البطولة اعتبارا من اليوم.

ونقل عن صالح، خلال اجتماعه باللجنة المنظمة لكأس «خليجي 20» في عدن، قوله إن الجهود التي «بُذلت من كافة الجهات المعنية من أجل الإعداد والترتيب لخليجي 20 سواء في جانب المنشآت والبنية التحتية أو في الجوانب الإيوائية والأمنية والفنية والثقافية وغيرها»، من شأنها «جعل هذا الحدث الرياضي الكبير حدثا ناجحا ومتميزا».

وتحدثت مصادر حكومية يمنية عن مرور أكثر من 13 ألف سيارة من دول الخليج المجاورة لليمن وهي تحمل المشجعين، عبر كافة المنافذ البرية التي تربط اليمن ببعض الدول الخليجية، وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن المنافذ البرية اليمنية الحدودية «تشهد منذ مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي إقبالا متزايدا للمواطنين القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي على متن سياراتهم لمؤازرة منتخباتهم في بطولة خليجي 20 التي ستنطلق في محافظتي عدن وأبين في 22 نوفمبر الحالي وتستمر حتى 6 ديسمبر (كانون الأول) المقبل».

وتسود مخاوف لدى الأوساط الشعبية الرياضية في اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي من أن تشوب هذه التظاهرة الرياضية الإقليمية بعض الإخفاقات بسبب الأوضاع الأمنية المتدهورة في جنوب اليمن، حيث شهدت بعض المحافظات اليمنية الجنوبية حوادث أمنية واغتيالات لضباط في المخابرات اليمنية، خلال الأشهر القليلة الماضية، وتتهم صنعاء تنظيم القاعدة والحراك الجنوبي بالوقوف وراءها، والأخير أعلن عن برنامج تنفيذي لفعاليات احتجاجية سلمية أثناء البطولة لإظهار مطالبه بـ«فك الارتباط» بين شطري البلاد الشمالي والجنوبي.