وزير الأوقاف اليمني: لماذا الضجة حولنا والطرود عبرت عدة مطارات؟

الهتار لـ «الشرق الأوسط»: أعددنا خطة من 4 محاور لاجتثاث الإرهاب.. والأكثر تطرفا جاءوا من خارج اليمن

القاضي حمود الهتار وزير الأوقاف اليمني («الشرق الأوسط»)
TT

أكد القاضي حمود الهتار، وزير الأوقاف اليمني، أن جهات خارجية هي من تضخم ظاهرة التطرف في بلاده وتعطيها حجما أكبر مما هي عليه في الحقيقة، مشددا في حوار مع «الشرق الأوسط» في المشاعر المقدسة أن اليمن يتعرض لحملة ظالمة تسعى لتهديد وحدته وآمنه. وأشار الهتار، الذي يرأس بعثة الحج اليمنية لهذا العام، إلى أن اليمن أعد خطة من أربعة محاور لاجتثاث التطرف والإرهاب في اليمن، وأن تجربة اليمن في مواجهة الفكر الأصولي تحولت إلى نموذج تبنته الكثير من الدول العربية والإسلامية.

* من واقع قربكم من الفكر الديني في اليمن، هل تعتقدون أن الفكر الأصولي المتشدد بات يشكل ظاهرة في اليمن، خاصة مع نشاط «القاعدة» هناك؟

- ظاهرة التطرف في اليمن لا تصل إلى 10 في المائة مما هو موجود في وسائل الإعلام العربية والعالمية، ومع الأسف اليمنية، التي تشترك في إعطاء التطرف حجما أكبر من واقعه، والأمور ما زالت تحت السيطرة، وحجم التطرف والإرهاب لا يصل إلى حجم ما تنقله وسائل الإعلام. واليمن يتعرض لحملة ظالمة، ونحن لدينا تجربة في مكافحة التطرف استفاد منها عدد من الدول العربية والإسلامية، وهي تجربة الحوار وأثره في مكافحة التطرف والإرهاب.

* إلى أي مدى يبلغ تجذر «القاعدة» في اليمن؟

- المتطرفون الأكثر تشددا درسوا خارج اليمن، وهذا يعني أن الجذور ليست في اليمن، والأكثر تطرفا جاءوا من أفغانستان وليس من اليمن.

* ما الطريقة التي يفهم بها اليمني الدين ويتعامل بها مع الآخر؟

- اليمن بلد التسامح والتعايش المذهبي والديني، والمذاهب الإسلامية منذ مئات السنين تعيش متسامحة وكذلك أتباع الأديان السماوية، ما زالت تعيش في اليمن متسامحة، والتطرف دخيل على اليمن.

* ما الجهود التي تبذل للقضاء على التطرف في اليمن؟

- اليمن أعد حملة لمواجهة الفكر المتطرف تقوم على محاور أربعة: الحوار الفكري لاجتثاث الجذور الفكرية للتطرف، والتدابير الأمنية لضبط الجريمة قبل وقوعها وتعقب مرتكبيها وتقديمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم، واتخاذ الإجراءات الاقتصادية الكفيلة بمنع تدفق الأموال للعمليات الإرهابية، واتخاذ التدابير الأمنية التي تقتضي التعاون الدولي والإقليمي. وأخيرا، أحب أن أقول إن ما يثار في اليمن حول مسألة الإرهاب هناك جهات خارجية تسعى لتأجيج هذا الملف، من أجل كسب مصالح سياسية. ودعني أقول لك بصراحة: إن العمليات الإرهابية التي حدثت في اليمن أقل بكثير من العمليات التي حدثت في كبرى الدول، ولكن لماذا هذه الضجة؟! وإذا ما حاولنا أن نحصي ضحايا العمليات الإرهابية في اليمن، فإنهم لن يصلوا إلى 3 في المائة من ضحايا أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ولكن لماذا هذه الضجة ضد اليمن؟! الطرود التي يقال عنها إنها أتت من اليمن عبرت أكثر من مطار، ولكن لماذا هذه الضجة ضد اليمن؟! فاروق عبد المطلب عبر أربع محطات جوية، فلماذا التركيز على اليمن؟! ولكن، هناك جهات تسعى إلى إعطاء التطرف حجما أكبر من حجمه في اليمن لتحقيق مصالح ورغبات سياسية.

* رددت كلمة «جهات خارجية» أكثر من مرة.. هل من الممكن أن تش ير إلى هذه الجهات؟

- بإمكانك أن تسأل وسائل الإعلام الغربية، من الذي يدفعها لاختيار هذه المواقف؟!

* هل يتجه اليمن ليكون أنموذجا لأفغانستان أخرى؟

- اليمن بلد الأمن والاستقرار، ولم ولن يكون ملاذ الإرهاب، ولن يكون أفغانستان الأولى ولا الثانية، ولا نسمح بأي تدخل عسكري ضد اليمن مهما كان الثمن. والذين يرددون بأن اليمن سيكون أفغانستان أخرى هم واهمون، فاليمن هو مقبرة الغزاة على مر التاريخ، ويجب أن يفهموا هذه الرسالة جيدا.

* إلى أي مدى يثق المواطن اليمني بقدرة حكومته على تجاوز هذه الصراعات والأزمات؟

- مهما كانت الخلافات الداخلية، فإن التدخل الخارجي سيوحد الشعب اليمني بكل فئاته، ولن يجد أصحاب التدخل الخارجي أنصارا لهم من الداخل، والوضع في اليمن يختلف عن البلدان كافة. وبعض الحكومات تستدعي بعض الجهات لتوحيد جبهتها الداخلية، فكيف بمن يأتيه التدخل من غير استعداء.

* كيف وجدتم رحلة الحج هذا العام؟

- الحج رحلة إلهية يعيش فيها المسلمون أجواء روحانية إيمانية، في حرمات ثلاثية: زمانية وبدنية ومكانية، والجميع يرفعون شعارا واحدا (لبيك اللهم لبيك)، ويلبسون لباسا واحدا يدعوهم إلى العزوف عن الدنيا والإقبال على الآخرة، يقفون في موقف واحد، يدعون ربا واحدا، يجسدون الوحدة والمساواة بأسمى معانيهما، لا فرق بين أمير ومأمور أو صغير وكبير أو رجل وامرأة، الكل يقفون على صعيد واحد يرجون الله ويخافون عذابه.

* يشتكي الحجاج اليمنيون من مشقة الوصول إلى مخيم البعثة اليمنية في مشعر منى ويطالبون بتغيير الموقع إلى مكان أقرب.. ما هي جهودكم في هذا الصدد؟

- نحن نسعى لتغيير موقع مخيم اليمنيين في منى، ولكن الإخوة في السعودية يعتذرون عن نقله، بسبب ضيق مساحة مشعر منى التي لا تزيد عن مليوني متر مربع، قد يقف على صعيدها 3 ملايين إلى 5 ملايين شخص، وهم يكررون الاعتذار مرة بعد أخرى، ونحن ما زلنا نطالب، وهذه المطالبات ليس حديثة، بل هي منذ أربع سنوات متواصلة، ونأمل أن تجد هذه الطلبات تجاوبا من المسؤولين في السعودية.

* الحجاج اليمنيون يعتقدون أن وزارة الأوقاف اليمنية هي من تخلت عن موقع قريب وأفضل من الموقع الحالي.. ما تعليقكم؟

- تمت عملية النقل قبل مجيئي إلى الوزارة، ولا أعتقد أن وزيرا من الوزراء سوف يقبل أن يلحق الضرر بأبناء بعثته.