واشنطن تشكك في تولي الأفغان مسؤولية الأمن

تدفع لأول مرة دبابات ثقيلة إلى أفغانستان

TT

ذكرت مصادر أميركية، أمس، أن الولايات المتحدة تعتزم إرسال دبابات قتالية إلى أفغانستان، وذلك للمرة الأولى منذ غزو البلاد قبل 9 سنوات. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن ضباط أميركيين ومسؤولي دفاع قولهم: إن الجنرال ديفيد بترايوس قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان وافق الشهر الماضي على نشر الدبابات. وأوضحت الصحيفة أن «نشر مجموعة دبابات طراز إم 1 إبرامز في ميدان القتال مع قوات مشاة البحرية في جنوب غربي البلاد سيسمح للقوات البرية باستهداف المتمردين من مسافة أبعد وبقوة أكبر من أي عربة عسكرية تابعة للجيش». وتشمل الدفعة الأولى من الدبابات 16 دبابة ستستخدم في مناطق من إقليم هلمند حيث يشتد القتال بين قوات مشاة البحرية الأميركية ومسلحي حركة طالبان التي وسعت من نفوذها خلال الفترة الأخيرة. وأوضح المسؤولون أن هذه المدرعات التي يبلغ وزن الواحدة منها 68 طنا مزودة بمحرك نفاث ومجهزة برشاش من عيار 120 ملليمتر يمكنه تدمير منزل من مسافة ميل.

وستستخدم المدرعات في الأساس في أجزاء من إقليم هلمند شمال أفغانستان حيث قوات المارينز تخوض قتالا شديدا ضد خلايا طالبان، وسيتم نشر 16 مدرعة في البداية على أن يتم طلب المزيد حسب الحاجة. ويأتي هذا بالتزامن مع دعوة جماعات إغاثة دول حلف شمال الأطلسي إلى بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين في أفغانستان في ظل الزيادة الكبيرة في استخدام الغارات الجوية خلال الأشهر الأخيرة من جانب جيش الاحتلال الأميركي على وجه الخصوص والتي باتت تهدد مئات المدنيين الذين يلقون حتفهم في هذه الغارات. وعلى الرغم من أن الضباط الأميركيين أكدوا أن استخدام هذه المدرعات قد يعتبر مؤشرا على إحباط من قبل بعض الأميركيين والأفغان، فإنهم أكدوا أنها ستزود المارينز بأداة جديدة مهمة في العمليات للقضاء على جيوب مقاتلي طالبان. وأشاروا إلى أنه رغم الاستراتيجية التي تركز على استخدام القوات البرية لحماية المدنيين الأفغان من المتمردين، فإن الإحصاءات التي أصدرتها قيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في كابل ومقابلات مع الكثير من القياديين تشير إلى أن عمليات القوات الأميركية في الشهرين الماضيين كانت أكثر كثافة وشدة من أي فترة سابقة منذ اندلاع الحرب عام 2001. وتسارعت وتيرة العمليات الخاصة لملاحقة وقتل عناصر طالبان بشكل مضاعف 3 مرات في الأشهر الثلاثة الماضية.

وقال المسؤولون إنه في الأحياء المحيطة بمدينة قندهار دمر الجنود الأميركيون عشرات المنازل المشبوهة مستخدمين عددا قياسيا من المواد شديدة الانفجار. وكان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي اشتكى الأسبوع الماضي في حديث إلى «واشنطن بوست» من الغارات الليلية التي قال إنها تساهم في تراجع الدعم الشعبي الأفغاني للمجهود الحربي الأميركي. وقال مسؤولون رفضوا الكشف عن أسمائهم إن الغارات واستخدام المتفجرات على الأرض كان مفيدا جدا في تحسين الوضع الأمني بالمناطق المحيطة بقندهار التي تعد معقلا لطالبان والتي كثفت فيها القوات الدولية عملياتها مؤخرا. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى: «لقد خلعنا قفازاتنا وهذا بدأ يترك أثرا كبيرا». إلى ذلك قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن هدف الرئيس الأفغاني كرزاي لتسلم قواته مسؤولية الأمن في أفغانستان من حلف شمال الأطلسي بحلول نهاية عام 2014 هو مجرد «مطمح» وقد لا يكون ممكنا تحقيقه في كل أنحاء البلاد. ويتوقع أن يصبح هذا الهدف في مقدمة جدول أعمال قمة لحلف شمال الأطلسي عقدت في لشبونة أمس يناقش فيها زعماء من بينهم الرئيس الأميركي باراك أوباما خطط الانسحاب النهائي لقواتهم من حرب أفغانستان التي لا تحظى بشعبية في بلادهم. وأعلن كرزاي أنه يريد أن يتسلم الجيش والشرطة في بلاده المسؤولية بحلول عام 2014 وهو هدف وصفه وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بأنه واقعي. وقال جيف موريل المتحدث الصحافي للبنتاغون للصحافيين أول من أمس: «أؤكد على أن الهدف هو بحلول نهاية عام 2014 أي فعليا في عام 2015.

وعلى الرغم من أن الأمل والهدف هو أن تتولى قوات الأمن الأفغانية القيادة في معظم أنحاء البلاد بحلول هذا العام فإن ذلك لا يعني بالضرورة أنهم سيتولون القيادة في كل أنحاء البلاد». وكان مارك سدويل أكبر ممثل مدني لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان قد صرح في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن عملية نقل المسؤولية قد تمتد إلى عام 2015 أو ما بعده وأن البلاد قد تشهد مستويات عنف تفطر القلب، بعد أن تنهي القوات الأجنبية أدوارها القتالية في أفغانستان.