«الأطلسي»: التدريب بطاقة نقل السلطة في أفغانستان

«الناتو» يريد نقل الأمن إلى الأفغان نهاية 2014.. لكن دون مغادرة نهائية مباشرة

TT

في ثالث اجتماع دولي ضخم حول أفغانستان لهذا العام، يعقد حلف الشمال الأطلسي اجتماعا موسعا حول مستقبل وجود قوات الحلف في أفغانستان بعد قرابة عقد من غزوها. ويوثق اجتماع اليوم ما تمت مناقشته سابقا في كابل وواشنطن وعواصم عدة، وهو الالتزام بنقل القيادة الأمنية من قوات «الناتو» إلى الأفغان بحلول نهاية عام 2014، مع ضمان دعم دولي بعيد الأمد للقوات الأفغانية. ولكن مسؤولا رفيعا من «الناتو» تحدث أمس لعدد من الصحافيين في لشبونة، شريطة عدم ذكر اسمه، ذكر أن هذا ليس موعدا لانسحاب قوات «الناتو»، بل ستبقى لسنوات عدة لتقديم الدعم للقوات الأفغانية. ويشير مسؤولون في «الناتو» ومن الإدارة الأميركية إلى التجربة في العراق على أن تكون العملية في أفغانستان مشابهة. وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس: «نحن ندخل مرحلة جديدة، الانتقال إلى مسؤولية أفغانية يبدأ في 2011 مع تولي قوات أفغانية قيادة الأمن في أرجاء أفغانستان عام 2014».

ويوقع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي اتفاقا مع «الناتو» اليوم بعد عقد اجتماع موسع للدول الـ48 المشاركة في قوات «إيساف» الدولية في أفغانستان لبحث الأوضاع الأمنية في البلاد والخطوات الضرورية لإعداد القوات الأفغانية لتولي المسؤولية الأمنية خلال 4 أعوام. وأوضح المسؤول رفيع المستوى من «الناتو» أن «هناك هدفين نريد تحقيقهما من الاجتماع: الإعداد لقيادة أفغانية، مع شراكة دولية». وسيتم التوقيع اليوم على برنامج انتقال المسؤولية الأمنية إلى الأفغان وتوقيع اتفاقية «شراكة» بين الناتو وأفغانستان. وحتى عصر أمس، لم تنتهِ الدول الأعضاء في «الناتو» من الاتفاق على النقاط الأخيرة في الاتفاقية وتم بحثها حتى ساعات متأخرة من يوم أمس.

ومن المرتقب أن يناشد أمين حلف «الناتو» أندرز فوغ راسموسن الدول المشاركة في اجتماع اليوم بتخصيص قوات ومصادر جديدة تسهم في بناء القوات الأفغانية التي وصل عددها في الجيش والشرطة إلى 260 ألف عنصر. وقال المسؤول رفيع المستوى من «الناتو»: «التدريب بطاقة انتقال السلطة في أفغانستان»، مضيفا أن الهدف هو تدريب وتجهيز 306 آلاف عنصر أمني أفغاني. وأوضح المسؤول، المطلع على الملف الأفغاني، أن نقل السلطة سيتم في ولاية تلو الأخرى، وليس في آن واحد، ومن المتوقع أن يستغرق نقل السلطة في كل ولاية فترة ما بين 18 و24 شهرا. ومن غير المتوقع أن يتم الإعلان عن الولايات الأفغانية التي ستكون الأولى في عملية نقل السلطة اليوم، بل ستترك تفاصيل تطبيق هذه العملية لمرحلة مقبلة. ويؤكد مسؤولون في «الناتو» أن عملية الانتقال ستعتمد على تقييم الأوضاع على أرض الواقع من الناحية الأمنية ولكن أيضا من ناحية الحكم الرشيد والتخلص من الفساد.

وأشار المسؤول من «الناتو» إلى تقييم صندوق النقد الدولي بأن الحكومة الأفغانية لن تكون قادرة على تمويل العمليات العسكرية ودفع رواتب قواتها قبل عام 2023، مما يعني الحاجة على المدى البعيد لدعم دولي لها.

يُذكر أن نقل السلطة إلى الأفغان لا يشير فقط إلى القوات الأمنية بل إلى سلطة الحكم على المستويين المحلي والوطني. وقال المسؤول: «يجب أن تزود الحكومة الأفغانية الخدمات لشعبها، ويجب أن يرى الشعب ذلك بدلا من أن يكون المجتمع الدولي هو الذي يزودها». وتعول الدول الأعضاء في «الناتو» على تقوية الحكومة الأفغانية وإيمان الشعب الأفغاني بها لإضعاف حركة طالبان والتمرد.

لذا يحرص «الناتو» اليوم على التقليل من أهمية التوتر الذي نتج عن تصريحات الرئيس الأفغاني حميد كرزاي لصحيفة «واشنطن بوست»، الأسبوع الماضي، التي عبر فيها عن استيائه من تصرفات قوات «الناتو»، خاصة اقتحام البيوت بحثا عن المتمردين. وبينما اعتبر مسؤولون أميركيون ومن «الناتو» أن تصريحات كرزاي تعبر عن «حيرة» من سنوات من الحرب، إلا أن كرزاي حرص على الإدلاء بهذه التصريحات قبل القمة لإظهار الخلافات القائمة. واعتبر مسؤول رفيع في «الناتو»، أراد عدم الإشارة إلى اسمه كي لا يتحدث بهذا الأمر الحساس عشية الاجتماع مع كرزاي، أن «من الواضح أنه من غير المفيد الحديث عن التوتر قبل أسبوع من القمة والجميع يعرف أن هناك أحيانا وجهات نظر مختلفة لـ(الناتو) وللأفغان، ولكن نحلها بهدوء». ولكن في الوقت نفسه، أقر المسؤول بأن «كي نكون منصفين للرئيس كرزاي، أحيانا لم نستمع إلى شكاوى أفغانية، فاضطر كرزاي إلى الحديث علنا ليجلب انتباهنا».

والتقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، كرزاي أمس للتأكد من عدم حدوث أي توتر خلال اجتماع اليوم ولتأكيد الالتزام الأميركي والدولي للشعب الأفغاني.