الجيش الإسرائيلي يتخذ احتياطات في الضفة خشية خطف جنوده

بعد اعترافات مزعومة لخلايا بالتخطيط لمثل هذه العمليات

TT

حذر رئيس هيئة الأركان الإسرائيلي، غابي أشكنازي، قادة الجيش من محاولات جديدة لاختطاف جنود إسرائيليين في الضفة الغربية، وطلب منهم أخذ المزيد من الحيطة والحذر.

وجاءت تحذيرات أشكنازي في ظل ورود إنذارات أخرى حول نية منظمات فلسطينية خطف جنود إسرائيليين في الضفة وغزة.

ووفقا لموقع المستوطنين «7»، فإن تعليمات أشكنازي مرتبطة أساسا باعترافات لخلايا مقاومة في الضفة، وأهمها الخلية التابعة لحماس، التي نفذت عملية «ريمونيم» في 22 رمضان الماضي، قرب رام الله، والتي اعترف أعضاؤها بأنهم حاولوا خطف جنود ومستوطنين ثم قتلهم من أجل التفاوض عليهم مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين.

وبحسب الموقع، فإن الحديث لا يدور عن مجرد تحذيرات من خطف جنود، بل إصدار تعليمات صارمة للجنود، منها تحذير من الركوب في سيارة مارة لا يعرفون سائقها، وتوفير حماية أكبر لتجمعات الجنود في محطات نقل الجنود العسكرية التي يقف فيها جندي أو أكثر في شوارع الضفة، وإلزام الجنود بحمل السلاح كما هو متبع (من العنق حتى الكتف) لإحباط أي محاولة لخطف السلاح، وتشفير الاتصالات، والإبلاغ فورا عن أي اشتباه بمحاولة خطف.

وتلقى الجيش الإسرائيلي هذا العام أكثر من تحذير بهذا الخصوص. ويعتقد الإسرائيليون أن حماس أمرت ذراعها العسكرية، كتائب عز الدين القسام، بالتخطيط لعملية اختطاف جنود إسرائيليين ونقلهم إلى مكان آمن في الضفة الغربية، لتعزيز موقفها في قضية الجندي الإسرائيلي المحتجز في غزة جلعاد شاليط.

وحذرت قيادة الجيش الإسرائيلي مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) جنودها من التعرض لمحاولات اختطاف من قبل المقاومة الفلسطينية على حدود قطاع غزة والضفة الغربية.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن قيادة الجيش اجتمعت مع الجنود وحذرتهم من تعرضهم لمحاولات اختطاف على يد المقاومة الفلسطينية على نقاط الحدود مع غزة والضفة.

وقبل شهرين طالت التحذيرات رؤساء المستوطنات في الضفة، إذ حذرهم الجيش من محاولات خطف مستوطنين في الضفة، في أعقاب توافر معلومات استخبارية لدى الدوائر «الأمنية» الإسرائيلية المختصة بهذا الشأن.

ومرة أخرى، اتهم الجيش قيادة حماس في دمشق بممارسة ضغوط متكررة على نشطاء حماس في الضفة الغربية لخطف جنود ومستوطنين. ويقول جهاز المخابرات العامة الإسرائيلية (الشاباك) إنه اعتقل خلال الأشهر الأخيرة عددا من الفلسطينيين بشبهة تدبير وتخطيط خطف إسرائيليين جنود ومستوطنين، وفي بعض الحالات كان الحديث يدور ليس عن نيات فقط، بل عن جمع معلومات استخبارية من قبل هؤلاء الفلسطينيين مع إجراء فحوص دقيقة تمهيدا لتنفيذ عملية خطف كهذه.

وعمليا، نجحت الفصائل الفلسطينية، أكثر من مرة، في اختطاف جنود إسرائيليين في الضفة التي تعتبر «ساقطة أمنيا» لمثل هذا العمل، ومن بين أهم العمليات، تلك التي حدثت عام 1994، واختطف فيها ناشطون من حماس الجندي نخشون فاكسمان، وأخذوا يساومون على الإفراج عن زعيم حماس أحمد ياسين، الذي أفرج عنه في إطار صفقة محاولة اغتيال خالد مشعل في الأردن عام 1997، ليغتال لاحقا بغزة في مارس (آذار) 2004. لكن الحكومة الإسرائيلية رفضت المساومة والإذعان لطلب الخاطفين، واقتحم الجيش قرية بير نبالا قرب رام الله، بعد 3 أيام فقط على عملية الاختطاف، فقتل فاكسمان وجنود آخرون و3 من الخاطفين.