تجميد قرار تعيين مفتش الشرطة في إسرائيل.. لأن المرشح الأقوى متهم باعتداء جنسي

المتنافسان على المنصب متخاصمان.. ولا يُستبعد أن تكون الشكوى من نتاج هذا الخصام

TT

تنشغل إسرائيل هذه الأيام بفضيحة جنسية جديدة في قيادتها، وهذه المرة في أعلى سلم من درجات قيادة الشرطة. فقد أمر المستشار القضائي للحكومة، يهودا فاينشتاين، بالتحقيق مع اللواء أوري بار ليف، للاشتباه بأنه اعتدى جنسيا على إحدى الموظفات في قيادة اللواء الجنوبي للشرطة. وقالت مصادر سياسية إن هذه القضية تحدث زلزالا في الجهاز.

ومع أن القضية ما زالت في مرحلة الشبهات الأولية، فإن طرحها يثير عاصفة إعلامية كبيرة؛ لأنها تحوم حول شخصية كبيرة في قيادة الشرطة، الجهاز المفترض أنه مسؤول عن تطبيق القانون، وأدت إلى تجميد إجراءات تعيين مفتش عام للشرطة.

ومثل هذه الشبهات وحول المرأة نفسها، وجهت فقط قبل أسبوعين، نحو المدير العام لوزارة الأمن الداخلي، حجاي بيلغ، الذي اضطر للاستقالة من منصبه ويخضع حاليا للاعتقال المنزلي.

يُذكر أن رئيس الدولة السابق، موشيه قصاب، كان قد تعرض لشبهات كهذه من أكثر من صبية ممن عملن تحت قيادته، وهو يحاكم حاليا بتهمة الاغتصاب.

والفضيحة الجديدة تتعلق باللواء بارليف عندما كان قائدا لشرطة اللواء الجنوبي، قبل سنتين. فقد ادعت امرأة تعمل تحت قيادته أنه حاول التحرش الجنسي لدرجة الاعتداء. وبعد تحقيق في شكواها، قرر المستشار القضائي التحقيق مع بارليف، الموجود حاليا خارج إسرائيل. والمفترض أن يعود خلال أيام للمثول أمام المحققين في وزارة القضاء.

ويتضح أن هذه الصبية نفسها هي التي قدمت شكوى ضد مدير عام وزارة الأمن الداخلي، بيلغ، المذكور أعلاه. لكن شكواها تبحث في مصلحة خدمات الدولة حتى الآن ولم تتحول بعدُ إلى موضوع تحقيق في الشرطة.

المثير في القضية أن مصادر في الشرطة تعتبر هذه الفضيحة محاطة بفضيحة أكبر تتعلق بالصراعات الشخصية بين قادة الشرطة. وشككت هذه المصادر في صدق شكوى الموظفة، بدعوى أن منافسين للواء بارليف في قيادة الشرطة هم الذين يقفون وراء الافتراءات. وأشاروا إلى حقيقة أن المفتش العام الحالي للشرطة، دودي كوهن، لا يكن مودة لبارليف ولا يقتنع به وريثا له في المنصب. وأن نائب المفتش العام اللواء إيلان فرانكو، الذي يعتبر المنافس الأول لبارليف على منصب المفتش العام، على خصومة شديدة مع منافسه. وبارليف وفرانكو لا يكلم أحدهما الآخر بتاتا، على الرغم من أنهما يخدمان في قيادة جهاز الشرطة ويجتمعان مرة واحدة في الأسبوع على الأقل. وتساءلت تلك المصادر عما إذا كان التحقيق سيتناول هذا الموضوع ليكشف عن فساد يفوق في خطورته الاعتداء الجنسي من قائد شرطة ويفضح التدهور الأخلاقي للعلاقات بين قادة الشرطة.

لكن مقربين من الموظفة الشاكية يقولون إنها تعاني حالة إحباط شديد وتخاف على نفسها من انتقام المقربين من بارليف.

المعروف أن اختيار رئيس أركان للجيش الإسرائيلي ترافق أيضا مع فضائح تتعلق بالعلاقات السيئة والتنافس غير النظيف بين الجنرالات. وقد سمي ذلك حرب الجنرالات. وحتى بعد اختيار يوآف غالانت لرئاسة الأركان، هناك من يطالب بإلغاء التعيين ويدمغ غالانت بالفساد الشخصي.