«الأطلسي» يريد تقوية علاقاته مع روسيا وإشراكها في الدرع الصاروخية

أوباما يستخدم قمة الناتو لجلب التأييد الخارجي لمعاهدة «ستارت»

TT

أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أمس أن «الوقت قد حان لتحديث علاقتنا مع روسيا وبناء شراكة حقيقية». وقد قدم الحلف فرصة لروسيا للانضمام إلى نظام الدرع الصاروخية الذي تطوره دول الناتو، وهو أمر اعتبره راسموسن «أول مرة نتفق على حماية أوروبا سويا»، مضيفا: «نحن نضع الأسس لعلاقات أوثق، ولم يحدث ذلك في السابق». وجاء كلام راسموسن في مستهل اجتماع «مجلس الناتو - روسيا» شارك فيه الرئيسان الأميركي باراك أوباما والروسي دميتري ميدفيديف للمرة الأولى أمس ليستأنف المجلس نشاطه بعد أن علق عقب حرب روسيا مع جورجيا عام 2008. وقد حرص أوباما منذ توليه الرئاسة على تحسين العلاقات مع روسيا، متخليا عن المواقف التي اتبعتها إدارة سلفه جورج بوش، واعتبر مسؤول في البيت الأبيض أمس أن الخطوة التي اتخذها الناتو تجاه روسيا هي نتيجة لجهود أوباما.

وبعد اجتماع استمر ساعتين، تم الاتفاق على التنسيق من أجل التوصل إلى حلول تسمح بمشاركة روسيا في الدرع الصاروخية. وبينما توصل المجلس إلى اتفاق باستئناف تعاون الناتو مع روسيا في تزويد حماية مشتركة لقوات الناتو من تهديد الصواريخ البالستية في ساحات المعركة، وهي عملية بدأت عام 2002 وتطورت حتى عام 2008. ولكن لم توافق روسيا على عرض الناتو ببدء التعاون الفوري لحماية الأراضي التابعة للحلف. وقال راسموسن: «سنرد على أسئلة روسيا كي نبدأ تعاوننا على حماية الأراضي والشعوب» التابعة للحلف.

ووقع الناتو مع روسيا على وثيقة تحدد تهديدات مشتركة سيتعاون الطرفان عليها، وهي الإرهاب وانتشار الأسلحة النووية والقرصنة والصواريخ البالستية. واعتبر الناتو أن الأمر المهم هو أن الطرفين لم يعودا يعتبران أنهما يشكلان تهديدا لبعضهما البعض.

ويذكر أنه تم الاتفاق على إعادة فتح «مكتب معلومات الناتو» في روسيا بعد غلقه عام 2008. واستخدم أوباما قمة الناتو لتسليط الضوء على أهمية معاهدة «ستارت» للحد من الترسانة النووية الأميركية والروسية، وهي تشكل 90 في المائة من الأسلحة النووية حول العالم. فبينما يعارض الجمهوريون المصادقة على الاتفاقية التي وقعها أوباما مع ميدفيديف في أبريل (نيسان) الماضي، تشدد الإدارة الأميركية على أهميتها وتطالب بالتصديق عليها خلال فترة الكونغرس الحالية. وقد عبر كل من أمين حلف الناتو أندرس فوغ راسموسن والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن دعمهما للمعاهدة في تصريحات خلال القمة، مما دعا المكتب الإعلامي لأوباما إلى أن يرسل تلك التصريحات في رسالة إلى الصحافيين الأميركيين عبر البريد الإلكتروني. وقالت ميركل: «علينا أن نشكر الرئيس أوباما لأنه تفاوض من أجل التوصل إلى اتفاقية ستارت الجديدة وأتمنى أن تتم المصادقة عليها»، بينما اعتبر راسموسن أنه «سيكون من المؤسف جدا إذا لم تتم المصادقة على معاهدة ستارت الجديدة».

وخصص أوباما خطابه الأسبوعي للشعب الأميركي، الذي سجله من البيت الأبيض قبل التوجه إلى لشبونة، لتبيين أهمية مصادقة الجمهوريين على المعاهدة. وقال أوباما في خطابه: «أريد أن أحدثكم عن قضية مهمة لمصلحة أميركا الاستراتيجية، الحاجة لتوقيع مجلس الشيوخ على اتفاقية ستارت»، مكررا ضرورة المصادقة على الاتفاقية لحماية مصالح واشنطن ومنع انتشار الأسلحة النووية. وأضاف: «إذا صادق مجلس الشيوخ على هذه المعاهدة، سيكون ذلك إنجازا ليس للديمقراطيين أو الجمهوريين بل انتصارا لأميركا».

يذكر أن عملية التفتيش المتبادلة بين الولايات المتحدة وروسيا للمنشآت النووية في كل منهما معلقة منذ ديسمبر (كانون الأولي) الماضي حين انتهت صلاحيات الاتفاقية السابقة. كما أنها تشمل بنودا لتقليص عدد الأسلحة النووية للطرفين، الأمر الذي يعارضه بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين.

ويعود أوباما إلى واشنطن اليوم بدعم دولي واضح للمعاهدة ولكن من دون إحراز تقدم ملموس مع السناتورات الذين يمسكون خيوط إنجاح المعاهدة أو فشلها. وستكون هذه المعركة السياسية الرئيسية حول العلاقات الخارجية بين البيت الأبيض ومجلس الشيوخ الأميركي حتى نهاية العام.