علم كردستان يثير جدلا في البصرة

ألف منها رفعت تثمينا لمبادرة بارزاني وسط تحفظ مجلس المحافظة

TT

في الطريق الرابط ما بين مدينة البصرة وقضاء الزبير، شاهد الناس ولأول مرة منذ سنوات أعلاما ترفرف على جانبي الطريق غير العلم العراقي، فالشمس هناك لامست بشعاعها الشمس المرسومة وسط علم إقليم كردستان الذي رفع في المحافظة أمس بمبادرة من لجنة الإخاء الكردي - البصري التي شكلت مؤخرا.

وقال صاحب المبادرة عبد الإله كاظم، المتحدث باسم نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن حملة انطلقت في البصرة أمس لرفع ألف علم كردستاني في شوارع المدينة، «وذلك تثمينا لجهود رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني في حسم الخلاف بشأن تشكيل الحكومة العراقية، ولإشاعة ثقافة المحبة بين أطياف الشعب العراقي»، مبينا أن «الحملة سوف تستمر لمدة أسبوع، وستشهد أيضا جمع أكثر من 1000 توقيع من شخصيات بصرية سياسية وعامة وتقدم لحكومة إقليم كردستان العراق، لغرض فتح آفاق أوسع للعلاقات ما بين البصريين وإخوانهم الأكراد، وللمطالبة بفتح مكتب لرعاية مصالح كردستان في البصرة». وتابع أن «لجنة الإخاء الكردي - البصري قد شكلت مؤخرا، والمبادرة لاقت ترحيبا من قبل حكومة إقليم كردستان وشخصيات سياسية وعامة والحكومة المحلية في البصرة».

إلا أنه كان لمجلس محافظة البصرة رأي آخر في موضوع رفع أعلام كردستان. وقال مدير الإعلام في المجلس هاشم العيبي لـ«الشرق الأوسط، إن «المبادرة جيدة، لكن لا يجوز رفع علم في أرض البصرة غير العلم العراقي». وأضاف أن «رئيس مجلس المحافظة أمر بإنزال تلك الإعلام».

أما أهالي البصرة، فقد تباينت آراؤهم حول المبادرة، فبين عدد منهم أن رفع الأعلام الكردية أمر جيد ويزيد من علاقة أهالي البصرة بإخوانهم الأكراد، بينما عد البعض رفع تلك الأعلام تجاوزا على صلاحيات الدولة وأن البصرة ليست أرضا كردية ليرفع العلم بها! وقال أحمد كريم، (23 سنة)، طالب جامعي، إن «أهل البصرة يحبون إقليم كردستان ويلاقون كل الاحترام عند ذهابهم لزيارة الأماكن السياحية هناك، وإن رفع الأعلام يزيد من تلك العلاقة الأخوية بين الشعبين»، مبينا أن «المبادرة - وباعتقادي الشخصي - جاءت في الوقت المناسب وكرد جميل لشخصٍ خدم العراق، ألا وهو الرئيس مسعود بارزاني».