أميركا تطالب باكستان بتوسيع عمل طائرات «سي آي إيه» ضد طالبان

واشنطن تؤكد اختباء قادة الحركة بجوار مدينة كويتا

TT

ذكر تقرير، أمس، أن الحكومة الأميركية تمارس ضغطا على باكستان لحملها على توسيع نطاق المناطق التي تشن فيها الطائرات الأميركية من دون طيار هجمات ضد معاقل مسلحين يعتقد أنهم ينتمون لتنظيم القاعدة وجماعة طالبان. وتركز الهجمات بطائرات من دون طيار حاليا على معاقل المتمردين الإسلاميين في المنطقة القبلية شمال غربي باكستان، بالقرب من الحدود الأفغانية. يذكر أن الهدف الرئيسي لهذه الهجمات هو شبكة حقاني التابعة لطالبان، التي يتردد أنها مسؤولة عن شن عشرات الهجمات ضد قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) شرق أفغانستان. وذكرت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس، أن الولايات المتحدة طلبت من باكستان السماح لها بتوسيع مجال عمل الطائرات من دون طيار التابعة لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ضد حركة طالبان في هذا البلد. وقالت الصحيفة، نقلا عن مسؤولين أميركيين وباكستانيين لم تحددهم، أمس، إن واشنطن تريد خصوصا العمل في مناطق محيطة بمدينة كويتا (جنوب غربي) عاصمة ولاية بلوشستان حيث يختبئ قادة طالبان. وأضافت أن باكستان رفضت الطلب الأميركي، لكنها وافقت على إجراءات أكثر سرية من بينها تعزيز وجود «السي آي إيه» في كويتا. وأوضحت «واشنطن بوست» أن الطلب الأميركي يشمل أيضا توسيع منطقة الضربات الجوية لطائرات «السي آي إيه» داخل المناطق القبلية الحدودية في أفغانستان. ورد مسؤول كبير في الاستخبارات الأميركية على الطلب متسائلا: «هل تريدون منا فتح مجالنا الجوي لتتمكنوا من التحليق في كل مكان؟ في أي بلد يحدث هذا؟». وحتى الآن تجري كل الضربات تقريبا في وزيرستان الشمالية حيث يتجمع مقاتلو «القاعدة» وطالبان الباكستانيين والأفغان الذين يستخدمون المنطقة قاعدة خلفية لعملياتهم ضد قوات الجيش الأفغاني وحلف شمال الأطلسي على الجانب الآخر من الحدود.

وذكرت الصحيفة أن المسؤولين الأميركيين يزعمون أنه لا يتم استخدام كويتا كملاذ لزعماء طالبان فحسب، ولكن أيضا قاعدة لإرسال أموال ومقاتلين ومتفجرات إلى المتمردين في أفغانستان.

وقال مسؤول عسكري كبير في حلف الأطلسي: «لو أنهم يتفهمون وجهة نظرنا، لأدركوا أن صبرنا يأخذ في النفاد». وتحتج باكستان رسميا على الهجمات بطائرات من دون طيار، ولكن البعض يعتقد أن الاستخبارات الباكستانية تساعد على تحديد أهداف هذه الهجمات. ونفى المتحدث باسم الخارجية الباكستانية التقرير الذي أوردته الصحيفة الأميركية، أمس، وقال إن مثل هذا الضغط الذي يهدف إلى توسيع نطاق الهجمات بطائرات من دون طيار إلى بلوشستان لا وجود له.

وقال المتحدث محمد عبد الباسط: «أعتقد أن التقرير يفتقر إلى المصداقية». وأضاف عبد الباسط أن باكستان أدانت مرارا الهجمات الجوية، وأوضحت للولايات المتحدة أن قواتها الأمنية لديها القدرة على التصدي للمسلحين على أراضيها.

وأضاف: «مما لا شك فيه، هناك فجوات في تبادل المعلومات الاستخباراتية بين الدولتين. أعلنا مرارا وتكرارا أنه يتعين عليهم أن يتبادلوا المعلومات الاستخباراتية معنا في الوقت المناسب حتى تتمكن أجهزتنا وقواتنا من التحرك».