عمرو خالد يشعل الانتخابات في الإسكندرية.. و«الإخوان» يتهمون الشرطة بدفعهم للعنف

شهاب: لن نسمح أبدا لأي جماعة نشأت على أساس ديني أن تعمل بشكل رسمي

TT

تصاعدت أجواء الانتخابات البرلمانية المصرية مع اقتراب موعدها، يوم الأحد المقبل. ودخل الصراع بين المرشحين منعطفات ساخنة وحادة في الكثير من الدوائر الانتخابية في البلاد، خصوصا بين جماعة الإخوان، والحزب الوطني الحاكم، مؤكدا على لسان أحد قيادته أن الدولة «لن تسمح أبدا لأي جماعة نشأت على أساس ديني أن تعمل بشكل رسمي». في الوقت نفسه، دخلت قوات الأمن في مواجهات مفتوحة مع أنصار مرشحي الجماعة، أبرز فصائل المعارضة في البلاد، بينما تلقي الشرطة باللوم عليهم وتتهمهم بالقيام بأعمال شغب ورشق عناصرها بالحجارة. ويرد «الإخوان» بقولهم إن «مرشحيهم وكوادرهم وأنصارهم مستهدفون من قبل قوات الأمن المصرية التي تسعى إلى توريطهم في استخدام العنف». ودخلت في حومة الصراع محاضرة دينية في الإسكندرية يستأنف بها الداعية الإسلامي عمرو خالد نشاطه بعد غياب 8 سنوات، حيث اعتبرها البعض دعما للحزب الحاكم.

واستمرت الملاحقات الأمنية لعناصر «الإخوان» في مختلف المحافظات لليوم الثاني على التولي، فقالت مصادر الجماعة إن نحو 300 من عناصرها اعتقلوا خلال اليومين الماضيين فقط، بالإضافات لإصابة العشرات خلال المواجهات مع الشرطة التي استخدمت الغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية لتفريق مسيرات «الإخوان». وأكد الدكتور مفيد شهاب، وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية، خلال مؤتمر صحافي عقده في الإسكندرية الليلة قبل الماضية، أن الدولة لن تسمح لأي جماعة غير شرعية بالعمل على أساس ديني لأن ذلك يخالف القانون والدستور، وقال: «لن نقع في هذا الفخ.. ولن نسمح أبدا لأي جماعة نشأت على أساس ديني أن تعمل بشكل رسمي».

من جهته قال النائب سعد الحسيني، عضو مكتب الإرشاد في الجماعة، الذي شهدت جولته الانتخابية، مساء أول من أمس، مواجهات عنيفة بين أنصاره وعناصر الشرطة، إن «الأمن يرغب في دفع (الإخوان) لاستخدام العنف.. لكننا لن ننزلق في هذا الأمر ونؤكد أن وسائلنا ستظل دائما قانونية وسلمية». واستمرت في الإسكندرية المصادمات بين قوات مكافحة الشغب وأنصار «الإخوان» حتى الساعات الأولى من صباح يوم أمس، وأدت إلى إصابة العشرات من أنصار الجماعة وعناصر الشرطة، التي اعتقلت نحو 130 منهم. وقالت الجماعة في مؤتمر صحافي إن الشرطة ألقت قنابل مسيلة للدموع على الأهالي بشكل عشوائي، مما دعا الأهالي، خصوصا في دائرة الرمل، للرد برشقهم بالحجارة، وأشارت إلى أن المواجهات الأعنف كانت في دائرة الرمل التي ترشح فيها الوزير محمد عبد السلام المحجوب.

وقال صبحي صالح، منافس المحجوب، إن سيارة مدرعة اقتحمت بأقصى سرعة الحشود الجماهيرية الضخمة التي شاركت في المسيرة لتأييده، وتابع: «قمت بفض المسيرة وانصرف الناس، إلا أنني فوجئت بقوات الأمن تضرب الأهالي من الخلف أثناء مغادرتهم وهو ما استفز عددا كبيرا منهم فوقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين».

في المقابل قال مصدر أمني إن الشرطة لن تسمح بتجاوز الضوابط القانونية التي وضعتها اللجنة العليا للانتخابات وتمنع التجمعات دون الحصول على إذن مسبق من اللجنة، لتحديد مكان التجمع أو تحديد خط السير المسيرات الدعاية الانتخابية. وأضاف المصدر أن اللجنة العليا حظرت استخدام أو رفع أي شعارات دينية، والشرطة تقوم بتنفيذ مقررات اللجنة، مؤكدا أنها لن تتهاون مع الخارجين عن هذه الأطر القانونية، وأنها ستتعامل معهم بحزم، وهو الأمر الذي رفضته الجماعة مؤكدة حقها في تنظيم مسيرات للدعاية الانتخابية في الفترة التي حددتها اللجنة دون الحاجة للحصول على إذن منها. واستنكر مكتبه في القاهرة، في بيان له أمس، ما أثير حول موعد المحاضرة، قائلا إن «توقيتها جاء استغلالا لفترة وجود خالد داخل مصر هذه الأيام قبل سفره من جديد إلى اليمن ثم بريطانيا، وهو موعد قد تم تحديده مسبقا».