خطة تسليح الجيش اللبناني في الأدراج.. في غياب استراتيجية وطنية للدفاع

هبوط اضطراري لمروحية «روبنسن» على مدخل بيروت الشمالي بعد عطل فني

TT

أعاد تعرض طائرة هليكوبتر من نوع «روبنسن»، أثناء قيامها بطلعات تدريبية، أمس، استعدادا للعرض العسكري الذي يقام غدا في ذكرى الاستقلال، إلى التذكير بملف تسليح الجيش اللبناني الذي يعاني من نقص في عتاده وتجهيزاته العسكرية، لا سيما السلاح الجوي. وكانت الطائرة قد تعرضت لعطل فني أجبرها على تنفيذ الهبوط الاضطراري على أوتوستراد جل الديب، وهو طريق عام رئيسي يشكل المدخل الشمالي لمدينة بيروت. ولم يسفر الحادث عن خسائر في الأرواح أو أضرار مادية.

وذكرت قيادة الجيش اللبناني في بيان، أمس، أنه «أثناء تحليق طوافة من نوع (روبنسن) تابعة للقوات الجوية اللبنانية في طلعة تدريبية، تعرضت لعطل فني، الأمر الذي دفع طاقمها إلى الهبوط الاضطراري في محلة انطلياس - جل الديب قرب السفارة الكندية، من دون وقوع أي إصابات في الأرواح أو أضرار مادية، بينما حضر إلى المكان طاقم فني متخصص وباشر إصلاح الطوافة المذكورة».

وعلى الرغم من أن تسليح الجيش اللبناني شكل محور الاهتمام بعد اشتباكات العديسة بداية شهر أغسطس (آب) الماضي، بالتزامن مع قرار تجميد المساعدات الأميركية للجيش، فإن تسارع الأحداث على الساحة اللبنانية، لا سيما ما يتعلق منها بالمحكمة الدولية وملف شهود الزور، أزاح الملف عن الواجهة السياسية، باستثناء ما يصدر من بيانات تتعلق بهبات عسكرية ومساعدات للجيش اللبناني.

وكان رئيس الجمهورية ميشال سليمان قد أطلق في التاسع من أغسطس الماضي من جنوب لبنان حملة وطنية لتسليح الجيش اللبناني، تبعها وزير الدفاع الوطني إلياس المر بالإعلان عن تخصيص حساب مصرفي لدعم تسليح الجيش، افتتحه مع والده النائب ميشال المر بمبلغ مليار ليرة.

وفي حين كان من المقرر أن يرفع المجلس الأعلى للدفاع الوطني خطة من أجل تسليح الجيش اللبناني إلى مجلس الوزراء، بناء على تكليف من الأخير وبمتابعة حثيثة من الرئيس سليمان وقائد الجيش العماد جان قهوجي، فإن الخطة حتى اللحظة لا تزال في الأدراج، أو على الأقل لم يتم الإعلان عن وضع صيغتها النهائية وتفاصيلها.

وقال الخبير العسكري والاستراتيجي إلياس حنا، في اتصال مع «الشرق الأوسط»، إنه «في غياب الاتفاق السياسي، وعدم وجود استراتيجية وطنية دفاعية، فمن البديهي أن يتوقف البحث في خطة تسليح الجيش». وأضاف أنه «لا يمكن البحث في السلاح من دون تحديد الاستراتيجية الدفاعية».

وسأل حنا: «هل يمكن شراء مواد البناء والإسمنت قبل تحديد مواصفات المبنى؟!»، مستغربا «ربط الاستراتيجية الدفاعية بشهود الزور واشتراط عدم بحث ملف السلاح». وأضاف: «أين هو صندوق دعم تسليح الجيش الذي أطلقه الرئيس سليمان؟! فتح الحساب لتمويل الجيش ولد ميتا، لأن طرحه تم بطريقة خاطئة وإلغاءه بهذه الطريقة خاطئ أيضا، ولا يمكن القيام في هذا الإطار بخطوة غير مدروسة».

وتعليقا على الزيارة الأخيرة لقائد المنطقة الوسطى الأميركية الجنرال جيمس ماتيس على رأس وفد عسكري إلى بيروت، وتأكيده استمرار دعم واشنطن للجيش والقوى الأمنية بالمساعدات العسكرية، أوضح حنا أن «فتح حساب لدعم تسليح الجيش أمر منفصل عن المساعدات العسكرية الأميركية ولا رابط بينهما». وأوضح أن «الولايات المتحدة خصصت نحو 700 مليون دولار كمساعدات للجيش اللبناني، تشمل التدريب والتجهيز على حد سواء». وأشار إلى أن «زيارة الجنرال ماتيس إلى بيروت تأتي ضمن مسؤولياته الميدانية في المنطقة، التي تشمل بلدانا عدة في الجوار وتمتد حتى أفغانستان».

في موازاة ذلك، فإنه إن كانت خطة المجلس الأعلى للدفاع الوطني لتسليح الجيش لم تصل إلى طاولة مجلس الوزراء المعطلة اجتماعاته بسبب عدم التوصل إلى حل لملف شهود الزور بعد، فإن رئيس الحكومة سعد الحريري يضع الموضوع بندا على جدول لقاءاته الخارجية، وآخرها في موسكو.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد طالب روسيا بإعادة النظر في قرارها بتسليح الجيش اللبناني، بحجة أن هذه الأسلحة قد تصل إلى أيدي حزب الله.