المستوطنون أكبر رافد للجيش في إسرائيل.. وتراجع في المدن الرئيسية

رئيس هيئة الطاقة البشرية: مفهوم «جيش الشعب» يتآكل

TT

أظهر مؤشر «الروح القتالية» عند الإسرائيليين فيما يتعلق بقضية التجنيد للجيش الإسرائيلي أنه مع التراجع المتواصل في نسبة المتجندين لهذا الجيش، تحتل المستوطنات المرتبة الأولى في روافد الجيش من المتجندين، بينما تتذيل مدن كبيرة مثل تل أبيب القائمة.

ونشرت هيئة الطاقة «القوى البشرية» في الجيش، قائمة تظهر ترتيب المدن في إسرائيل بحسب مؤشر «الروح القتالية»، الذي احتسب وفق نسبة المتجندين للخدمة في الجيش ونسبة المتطوعين في الخدمة القتالية ونسبة الملتحقين بدورات تأهيل الضباط.

وأظهرت القائمة كيف أن مستوطنة «موديعين»، القريبة من رام الله، تحتل المرتبة الأولى، في حين تحتل المدن الكبرى مواقع متأخرة، إذ جاءت حيفا في المرتبة 48، وتل أبيب في المرتبة 55، والقدس في المرتبة 63 في القائمة التي تذيلتها مدينة بني براك شمال غربي تل أبيب، في المرتبة 66.

وبحسب الدراسة، فإن نسبة المتجندين للجيش في «موديعين» وصلت إلى 94 في المائة، بينهم 52.4 في المائة يتوجهون مباشرة إلى الوحدات القتالية، بينما جاءت النسبة في بني براك 11.5 في المائة.

وفي وقت يصل فيه المعدل العام للتجنيد في الجيش إلى 74.8 في المائة، فإن نسبة التوجه نحو الوحدات القتالية تصل إلى 40 في المائة، وأعلى المعدلات في هذا تم تسجيلها في مستوطنات الضفة الغربية، حيث يصل المعدل إلى 45.8 في المائة، في حين وصلت نسبة الذين يذهبون إلى الوحدات القتالية في شمال إسرائيل إلى 41.4 في المائة، وفي الجنوب 33.9 في المائة.

وكان لافتا في التقرير، وهو ما ركزت عليه الصحف الإسرائيلية، أن مدينة رهط البدوية العربية في النقب احتلت مركزا جيدا (50) في مؤشر «الروح القتالية» مع نسبة 46.7 في المائة. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إن شبانا في رهط يتجندون في الجيش على قاعدة تطوعية «على الرغم من الضغوط الممارسة على هؤلاء الشبان من جانب الحركة الإسلامية لعدم التجنيد».

وقللت مصادر في رهط من أهمية ما نشر، قائلة إن تلك محاولة لتشجيع الشبان العرب على الانخراط في صفوف الجيش.

وقال عضو اللجنة المركزية للتجمع الوطني الديمقراطي، عبد الكريم عتايقة: «إن هذه الأرقام ليست حقيقية، حيث إن عدد المتجندين لا يتجاوز بضع عشرات، كما أن نسبتهم (في رهط) لا تتجاوز 6 في المائة».

ونشرت هذه الدراسة في وقت يعاني فيه الجيش من قلة الإقبال عل التجنيد، بخلاف ما كان عليه الأمر في حقب ماضية، وفي ظل ارتفاع عدد المتهربين من الخدمة العسكرية الإلزامية في صفوف الوسط المتشدد دينيا في إسرائيل.

ويعتقد رئيس هيئة الطاقة البشرية في الجيش الإسرائيلي، الميجر جنرال أفي زمير، أن «60 في المائة من سكان إسرائيل لن يتجندوا للجيش بحلول عام 2020، أو لن يستكملوا الخدمة العسكرية الكاملة التي تستمر 3 سنوات». وأبدى زمير قلقا من انخفاض نسبة المتجندين، محذرا من أن هذه الظاهرة من شأنها أن تؤدي إلى تأكل مفهوم «جيش الشعب» حتى قبل انتهاء العقد الحالي.