أبو مازن يشترط وقفا للاستيطان يشمل القدس الشرقية قبل استئناف المفاوضات

التقى مبارك في القاهرة.. واتفق مع موسى على دعوة لجنة مبادرة السلام للاجتماع

TT

رفض الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) العودة إلى محادثات السلام مع تل أبيب، مشترطا تجميدا إسرائيليا لبناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك النشاط الاستيطاني في القدس الشرقية. وقال عباس، بعد استقبال الرئيس المصري حسني مبارك له في القاهرة أمس: إن السلطة الفلسطينية لن تعود إلى محادثات السلام مع إسرائيل إلا إذا كان هناك تجميد في البناء الاستيطاني يتضمن القدس الشرقية.

من جانبه، أعلن عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، أنه تم الاتفاق مع الرئيس الفلسطيني، الليلة قبل الماضية، على دعوة لجنة مبادرة السلام العربية لاجتماع عاجل على مستوى وزراء الخارجية، وقال: «إن الاستيطان ليس حقا لإسرائيل؛ لأنه لا علاقة له لا بالشرعية الدولية ولا بالقانون».

وقال أبو مازن في مؤتمر صحافي بمقر الرئاسة المصرية: «نحن بحثنا هذا اليوم قضيتين أساسيتين مع الرئيس مبارك، القضية الأولى تتعلق بالمفاوضات المباشرة، بالإضافة إلى موضوع الحوار الفلسطيني - الفلسطيني»، مضيفا أنه «بالنسبة للمفاوضات، لم يصل شيء رسمي من الإدارة الأميركية لنا أو للإسرائيليين حتى نعلق عليه، وظهرت بعض المعلومات في الصحافة، منها مثلا الصفقة، وقد أكدنا للجانب الأميركي أنه لا علاقة لنا بصفقتهم التي يريدون تقديمها للإسرائيليين؛ لأن بينهم علاقة استراتيجية، ولكن ربط هذه الصفقات باستئناف المفاوضات مرفوض، ولا نقبل به بأي حال من الأحوال».

وأضاف أبو مازن أنه بحث مع الرئيس مبارك ملف المصالحة الفلسطينية، وما جرى في دمشق، مضيفا أنه «حتى الآن لم نتمكن من الوصول إلى اتفاق مع حركة حماس، وما زال لديها بعض المواقف، وتراجعت عن مواقف وافقت عليها في البداية في الجولة قبل السابقة في دمشق. ومع ذلك نحن مستمرون في الحوار معها على المستويات كلها حتى نستعيد الوحدة الوطنية الفلسطينية».

وحول مدى وجود تفاعل دولي مع المطالب الفلسطينية بضرورة وقف الاستيطان، شدد الرئيس عباس على أن «الإصرار على وقف الاستيطان ليس من قبل الجانب الفلسطيني فقط، بل إن أميركا تطالب بذلك، بالإضافة إلى العالم كله، كما يطالب بذلك جزء كبير من الرأي العام الإسرائيلي»، وقال: إن وقف الاستيطان «مسألة عامة ودولية وإقليمية، والكل يؤكد ضرورة التزام إسرائيل بوقف الاستيطان، وبالتالي المعضلة ليست معنا، بل المشكلة قائمة الآن بين أميركا وإسرائيل بسبب الاستيطان».

والتقى أبو مازن عمرو موسى؛ حيث جرى البحث في التطورات المتعلقة بعملية السلام والوضع في فلسطين.

وعقب اللقاء، أعلن موسى أنه اتفق مع الرئيس الفلسطيني على دعوة لجنة مبادرة السلام العربية لاجتماع عاجل على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة الخطوات الواجب السير بها فورا بعد تلقي الموقف الأميركي بشأن عملية السلام.

وقال موسى، في مؤتمر صحافي مع رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، الليلة قبل الماضية في قصر الأندلس بالقاهرة: «إن موضوع الاستيطان هو موضوع رئيسي عند الحديث عن عملية السلام، وإن الاستيطان ليس حقا لإسرائيل؛ لأنه لا علاقة له لا بالشرعية الدولية ولا بالقانون»، مشددا على أن «الاستيطان خرق لجميع القواعد الخاصة بالاحتلال والحرب والسلام وكل شيء؛ لأن الاستيطان يعني أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية».

وقال موسى أيضا: «إن استمرار الاستيطان يثبت أن الحكومة الإسرائيلية ليست جادة في دعم عملية السلام، وفي حدوث أي مفاوضات قد تأتي بفائدة، ومن هنا يجب أن يوقف الاستيطان، والأمر ينطبق على القدس الشرقية كباقي أجزاء ما تبقى من الضفة الغربية، وهذا أمر محسوم».

من ناحية أخرى، التقى أبو مازن، في مقر إقامته بالقاهرة مساء أول من أمس (السبت)، الوزير عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية.

وأفادت مصادر مطلعة بأنه تم خلال اللقاء بحث مجمل التطورات المتعلقة بعملية السلام، والإجراءات التي تنفذها إسرائيل في الأراضي الفلسطينية، خصوصا فيما يتعلق بعدم التزامها بوقف الاستيطان والوضع الخطير في مدينة القدس المحتلة.